مقارنةمنوعات

الفرق بين الوحدة والعزلة

أوضح العديد من الفلاسفة أن القدرة على الجلوس وحيدا والتفكير بمفردك بعيدا عن الآخرين هي مهارة رائعة يجب استغلالها وتكرارها بكثرة. ومع ذلك، نظام حياتنا المزدحم لم يتيح لنا الفرصة لقضاء بعض الوقت وحدنا، وأفضل ما يمكن أن يحدث هو القدرة على الجلوس وحيدا في غرفة هادئة. والسبب الرئيسي لذلك عادة ما يكون وجود الكثير من الأعمال التي يجب علينا القيام بها، مما يجعلنا غير قادرين على وضع هواتفنا الذكية جانبا لفترة والاسترخاء بعيدا عن العالم الخارجي.

الفرق بين الوحدة والعزلة:
قد يستمتع البعض بلحظات هادئة من وقت لآخر، ولكن يمكن للبعض الآخر تفسير هذه اللحظات بالشعور بالوحدة، وهذا الشعور ليس سلبيًا فقط بل يمكن أن يسبب أضرارًا جسيمة على صحة الفرد، ويجب عليهم فهم أضرار الوحدة لتجنب الإصابة بها.

تعريف الوحدة :
هي مشاعر عاطفية مرتبطة بالإحساس بالحرمان وعدم الرضا عن حياة الشخص الاجتماعية، حيث يمكن للشخص أن يكون محاطا بالعديد من الأشخاص ولكن يشعر بالوحدة والعدم الانتماء بسبب الاختلاف في نوع العلاقات المرغوب فيها. يعاني الرجال بشكل خاص من الوحدة في مرحلة المراهقة المتأخرة (14-20 سنة تقريبا) وفترة ما قبل الزواج، بينما تكون النساء أكثر عرضة للوحدة بعد الزواج.

تعريف العزلة :
تعرف العزلة بأنها العلاقة بين تفاعل الفرد مع الناس الذي يدفع انخفاض وقلة التفاعل مع الآخرين، مما يستوجب على الإنسان أن ينعزل فيها عن الناس لإعادة حساباته من حين لآخر، وتقييم حياته والتفكير بدقة في تحديد أهدافه المستقبلية، وتتمثل العزلة في ظرف موضوعي يكون فيه الأشخاص أضعف تفاعل مع الناس، مما يؤثر على شعور الفرد بالعزلة والابتعاد عن الأخرين.

أسباب نشأة الوحدة :
1- الاعتماد على العاطفي:

تعتمد سعادتنا على علاقاتنا مع الأشخاص المحيطين بنا الذين يلبون كافة احتياجاتنا النفسية والجسدية، ولكن بمجرد انتهاء أو تغيير هذه العلاقات، يشعر الإنسان بالوحدة والانعزال عن الآخرين.

2- الاعتماد على المعلومات:
يترتب على حاجتنا إلى المعلومات التي تؤكد صحة آرائنا واعتقاداتنا في البيئة الاجتماعية المحيطة بنا، ومعرفة كيفية التعامل مع أنفسنا ومع الآخرين، ومعرفة قدراتنا، وعدم توافر تلك المعلومات يبدأ الفرد بالشعور بالوحدة.

تشير الدراسات إلى أن الشعور بالوحدة والعزلة يزيد من خطر الموت المبكر بنسبة كبيرة، كما أنه يزيد من خطر الإصابة بالأمراض المزمنة ويمكن أن يؤدي إلى الموت المبكر أكثر من الإصابة بالسمنة.

أكد الأطباء أن الشعور بالوحدة يمكن أن يؤدي إلى الإصابة بأمراض جسدية متعددة، بما في ذلك انقباض الأوعية الدموية، وتعرض الدماغ لأضرار جسيمة، مما يؤثر على إنتاج خلايا الدم البيضاء التي تؤدي إلى ضعف المناعة في مواجهة الأمراض الخطيرة، ويسبب ارتفاع ضغط الدم، وارتفاع مستوى الكورتيزول، وزيادة إفراز هرمون التوتر.

كيفية تعامل الأشخاص مع الوحدة:
تنقسم استجابات الأشخاص إلى أربعة أنواع هم:
يتضمن ذلك التواصل مع الآخرين مثل الاتصال بصديق أو زيارة أحدهم وغيرها.

يشبه الحزن النوم الزائد أو الأكل المفرط أو البكاء.
3- القيام بأنشطة منفصلة مثل التسوق أو التنزه في أماكن عامة.
يتضمن العزلة النشطة ممارسة هوايات جديدة، أو الدراسة، أو قراءة كتب جديدة.

يصنف الخبراء مشاعر تحول الوحدة التي قد تختلف بين الأفراد في عدة فئات، وتشمل:
1- الشعور بالملل والضجر:

يشعر الفرد بفقدان المتعة في ممارسة أنشطته اليومية المختلفة ويفتقر إلى الاهتمام والتشويق فيها.

2- الشعور باليأس:
يشعر الفرد في بعض الأحيان بالضعف وعدم القدرة على القيام بشيء مجدي ويشعر بالهزيمة.

3- الشعور بالاكتئاب:
يشعر الفرد بأن الحياة أصبحت مظلمة أمام عينيه، والحزن يملأ قلبه، وتصبح أفكاره كئيبة وحزينة.

4- تحقير الذات:
يشعر الفرد في البداية بأنه غير مجدي ويستحق ما يحدث له، ويشعر بتأنيب الضمير بسبب ما يحدث ويفتقد الثقة في نفسه.

: ينصح الخبراء دوما بأن يتواصل الفرد بشكل كبير مع الآخرين لتثقيفهم حول كيفية تكوين الصداقات، وأن يسعد نفسه بنفسه، ويخلق صداقات حقيقية مع الآخرين حتى يتمكن من مواصلة حياته بشكل سليم، وأنه الأشخاص الذين يعزلون أنفسهم عن المجتمع هم الأكثر سعادة وفرحا لأنهم يتحررون من التعقيدات والضلال.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى