الاختلاف بين المعرفة التجريبية والمعرفة العقلانية
تختلف المعرفة التجريبية عن المعرفة العقلانية بشكل كبير، فنجد أن الفرق الرئيسي بين كلا المعروفين هو أن:
- تشير المعرفة التجريبية إلى أن كل شيء يتعلم بواسطة التجربة أو الحواس الخمس أو العقل، ولا يمكن أن تكون المعرفة العقلانية موجودة بدون وجود معرفة فطرية.
- تعتبر المعرفة العقلانية تضادًا للمعرفة التجريبية، حيث يعتقد العقلانيون أن الإنسان يملك معرفة فطرية بالأشكال والمفاهيم الرياضية والأخلاقية مثل الخير والحب والجمال والتقوى والفضيلة.
- وتعتبر المعرفة العقلانية منافسة للمعرفة التجريبية حيث أن ؛ المعرفة التجريبية تحدث نتيجة لكل المعرفة وتتوجب اختبارها عن طريق التجربة الحسية ، وعلى النقيض فإن المعرفة العقلانية تتفق على أن العقل يستمد قوته من التمسك بالحقائق البعيدة عن الإدراك الحسي للأشياء إن كان في اليقين او العمومية.
- والتجريبية فكر مهم اتخاذه في دراسة المنهج العلمي ، كونه يراعي الفرضيات والنظريات ، ويعمل على اختبارها حسيا من أجل أن تكون دقيقة ، والتجريبيون لا يسلمون بالحقائق المطلقة أو العقائد على النقيض من العقلانيون الذين يعتقدون في وجود قوانين مطلقة تحكم الكون ، وان العقل البشري مهيأ بطريقة طبيعية من أجل فهم حقائق معينة.
مثال يوضح الفرق بين المعرفة التجريبية والعقلانية
المسألة الحسابية البسيطة ؛ 1+1=2
يميل الأشخاص العقلانيون إلى الاعتقاد بأن حل هذه المعادلة لا يحتاج إلى أي ملاحظات، حيث يعرف الإنسان الحل من خلال الفكرة.
يجادل الباحثون في أن الإنسان يستطيع فهم وحل هذه المعادلة لأنها تشكل جزءًا من حياته اليومية في العمل والمنزل والشارع. ويتعلم الأطفال عن طريق مراقبتهم للأشخاص البالغين، ولذلك، فإنها الطريقة التي يمكننا بها اكتساب المعرفة.
المعرفة البنائية
يعد المعرفة البنائية محايدًا بين المعرفة العقلانية والتجريبية، حيث تحتاج المعرفة التي يكتسبها الفرد إلى الاعتماد على العقلانية والتجربة، وهذا هو ما يتبناه الفكر البنائي.
لذلك، فإن المعرفة البنائية تمثل فلسفة مشتركة بين الفلسفتين، وتمثل الطريقة الأفضل للحصول على المعرفة. ويشير البناؤون إلى أن المعرفة تقوم بشكل أساسي على مراقبة العالم من حولنا، ولكن لا يمكن فهم ما نراه إلا إذا تم النظر إليه من خلال هيكل عقلاني.
والفكر البنائي يتم إدراجه بشكل واسع في فلسفة التعليم الناجح ، حيث يستخدمه عدد كبير من المعلمين في شرح دروسهم ، وذلك من خلال تقديم المعلومات المطلوبة بشكل مرتب يعتمد على المعلومات السابقة لدى الطالب ، ما يساعده على تكوين صورة كاملة للموضوع ، وربط المعلومات السابقة بالمعلومات الحديثة.
المذهب التجريبي والمذهب العقلاني
تنتمي العقلانية والتجريبية إلى فلسفة العلم ، وتحمل كل منها معان وخصائص محددة ، ومثلما هناك فرق بين المعرفة التجريبية والمعرفة العقلانية ، فإن معرفة الفرق بين التفكير العقلاني والتفكير التجريبي ذات أهمية خاصة في فلسفة العلم.
المذهب التجريبي
يتفق الباحثون التجريبيون على أن جميع المفاهيم التي يعرفها الإنسان تنشأ بفعل التجربة، وليس بفعل الفطرة، وتحت أنواع العقلانية، يمكن التعرف على الافتراضات والمعتقدات المتعلقة بها عن طريق التجربة فقط، وهذا ما يسمى بمصطلح الخبرة.
كسب المعرفة في المذهب التجريبي
ويعتبر المذهب التجريبي فلسفة من خلال ملاحظة الأشياء والمفاهيم ، فيرى التجريبيون أن أفضل طريقة لكسب المعرفة تكون من خلال اختبار الأشياء بالحواس الخمسة ، فتكون أما عن طريق لمسها او رؤيتها او سماعها أو الإحساس بها ، فقد أشار الفلاسفة على مر التاريخ بإلزام اختبأ. المعرفة كلها من خلال التجريب وليس من خلال الحسابات المنطقية فقط.
المذهب العقلاني
العقل هو المصدر الرئيسي الذي يتم من خلاله اختبار المعرفة، ويؤكد العقلانيون وجود بعض الحقائق التي يمكن فهمها بطريقة مباشرة، ومن هنا يتضح الفرق بين العقل والعقلانية. لذا، العقلانية هي الفكر الذي يبنى على أساس العقل.
يتنافس المذهب العقلاني مع المذاهب الحدسية، ويعارض العديد من المذاهب اللاعقلانية التي تؤكد على الأشياء الوجودية والحيوية والعاطفية.
كسب المعرفة في المذهب العقلاني
حسب العقلانيون فإن كسب المعرفة يكون بثلاث طرق ، وهي :
- تطبيق المبادئ.
- المعرفة الفطرية.
- العقل.
عند تطبيق بعض المبادئ للحصول على نتائج، على سبيل المثال إيجاد مساحة مربعة ما، يتم تطبيق نفس المبدأ للحصول على المساحة المطلوبة.
المعرفة الفطرية التي يولد بها الإنسان يمكن أن تشكل شخصيته.
العقل هو استخدام المنطق للوصول إلى النتيجة، وتختلف الطرق التي يستخدمها العقل للوصول إلى الحقائق والتأكيد عليها، وهذه هي خاصية التفكير العقلاني.
أنواع التجريبية
التجريبية هي فكرة يتبناها الكثيرون ولا يمكن تجاهلها، ويشمل هذا الفكر ثلاثة أنواع، وهي:
- التجريبية الكلاسيكية.
- التجريبية الراديكالية.
- التجريبية المعتدلة.
تميل التجريبية الكلاسيكية إلى الاعتقاد بعدم وجود ما يسمى بالمعرفة الفطرية، ويعتقد بعض الباحثين التجريبيين بأن العقل البشري يكون صفحة بيضاء عند الولادة، وأن المعرفة التي يكتسبها الإنسان تحدث نتيجة للتجربة.
التجريبية الراديكالية تميل إلى الاعتقاد بأن معرفة الإنسان بالعالم من حوله تستند إلى الحواس فقط ، فإن لم يتم اختبار الأشياء من خلال الحواس فإن هذه الأشياء لا تكون موجودة ، وهذا ما يجعل التجريبيين الراديكاليين لا يؤمنون بالمعتقدات الدينية كونهم لا يستطيعون تجربتها بحواسهم.
تميل المدرسة التجريبية المعتدلة إلى الاعتقاد بأن أساس معرفة الإنسان يكمن في تجربته للأشياء ومحاكاة الآخرين، ويرون أن الطفل يكتسب المعرفة من خلال التقليد والمحاكاة للأشخاص الأكبر سنًا منه.