ادب

الفرق بين المدرسة الكلاسيكية والرومانسية

المدرسة الرومانسية والمدرسة الكلاسيكية

هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى ظهور الرومانسية في الشعر العربي، حيث كانت أهم حركة أدبية في تاريخ الأدب، ويرجع ذلك إلى كونها تضمنت الكثير من المبادئ، وكانت خطوة في سبيل نشأة المذاهب الأدبية المختلفة مثل السريالية والرمزية وغيرها.

وكانت إحدى أسباب ظهور المدرسة الرومانسية هي معارضتها لمبادرة المدرسة الكلاسيكية، ويتضح ذلك بالمقارنة بينهما، حيث يظهر أن:

  • الأدب الكلاسيكي كان عقلانيًا، بينما كان الأدب الرومانسي عاطفيًا.
  • اتبع الكلاسيكيون الأساليب القديمة، في حين أن الرومانسيون ينكرون كل ما هو قديم.
  • كانت الأدب الكلاسيكي يسعى دائمًا للبحث عن الحقيقة، بينما كان الأدب الرومانسي يسعى للجمال.
  • كانت الأخلاق السامية من أبرز مظاهر الأدب الكلاسيكي، بينما كانت المدرسة الرومانسية في الأدب العربي تؤكد أن الفن للفن فقط.

إذا كان الأدب الكلاسيكي يركز على الحقائق والملاحم والأعمال النبيلة، ويعالج المسرحية بأسلوب نبيل، فإن الأدب الرومانسي يركز على الذات ويعرض عنها.

مقارنة بين المدرسة الكلاسيكية والرومانسية

كما تم ذكره، فإن المدرسة الرومانسية جاءت كرد فعل على المدرسة الكلاسيكية بكل ما تحمله، ويمكن مقارنتهما على النحو التالي:

العقل والعاطفة

اعتمد الأدب الكلاسيكي على العقل كمبدأ أساسي، وهو أدب عقلي، ولكن هذا لا يعني أنه لا يهتم بالعواطف، فقد تضمنت بعض المسرحيات في الأدب الكلاسيكي تحليلًا للعواطف يفوق التحليل الرومانسي، ولكن العقل كان يسيطر على المشاعر في الأدب الكلاسيكي.

اعتمد الأدب الرومانسي على العاطفة، وابتعد عن سيطرة العقل على العواطف، وكان الخيال بالنسبة للرومانسيين هو المكان الذي تولد فيه الصور التي تكون وسيلة لتحسين المشاعر والأفكار، فقدكانت اللغة الشعورية والتصويرية مهمة بالنسبة للرومانسيين.

اتباع القدماء

اعتبر الكلاسيكيون أرسطو قدوة لهم، واتبعوا القواعد التي وضعها، حيث اعتمدوا على سلطان العقل، وكانوا يستنيران بنور العقل، مما أدى إلى ضعف الشعر الغنائي وظهور الرومانسية.

كان الرومانسيون يرفضون سلطان العقل ويستسلمون للعواطف والمشاعر، حيث يرون أن القلب هو مقر الشعور ومصدر الإلهام.

الحقيقة والجمال

تميل المدرسة الكلاسيكية دائمًا إلى البحث عن الحقيقة وتجنب متاهات النفس البشرية، حيث يعتبر الأدب الكلاسيكي معتدلاً ويرون أن الحقيقة فقط جديرة بالمحبة. فقد تناول الكلاسيكيون الحالات المألوفة التي تنطبق على الإنسان في كل عصر ومكان.

كان هدف الرومانسيين البحث عن الجمال، حيث يرون أن الجمال هو الذي يمثل مرآة الحقيقة، لذلك اهتموا بجمال الروح وبكوا على الأعمال الوحشية التي ارتكبها البشر في مختلف المجتمعات بسبب الاستعمار والحروب.

قد هاجمت المدرسة الرومانسية الجمود واشتدت بالحياة الجميلة والمليئة بالحيوية، حيث تكون الحقيقة التي يسعى الرومانسيون إليها أسيرة لخيال الكاتب وعاطفته.

غاية الادب

كان الشعر الكلاسيكي موجهًا نحو الفضيلة والأعمال النبيلة، حيث اشتد الكلاسيكيون بشدة في أعمالهم الخلقية، ويعملون على إصلاح وتحسين الأخلاق، وعندما يحدث صراع بين الواجب والعاطفة، ينتصر الواجب.

رغم أن الهدف الرئيسي للشعر الرومانسي هو الفن للفن فقط، ولا يهدف إلى غاية خلقية أو تربوية، إلا أنه كان يعتبر مرجعاً لهذه المدرسة الأدبية.

العاطفة

كان الأدب الكلاسيكي يصور العواطف كشيء سلبي يجب تجنبه والابتعاد عنه، وكان الشاعر الكلاسيكي يحسب البكاء والتحسر على الضعف.

كانت العاطفة ملاذًا لدى الرومانسيين، حيث كانوا يبكون ويتحسرون أمام المناظر المريعة.

المثل الأعلى

كان الأدب الكلاسيكي يروي مثلًا أعلى في الآداب اليونانية والرومانية، وكان يعد تقليدًا لهما في العديد من المعاني.

بينما تنكر الرومانسيون كل ما هو قديم وتحرروا من رُكن الأدب القديم.

اغراض الادب

اهتم الرومانسيون بجمال الطبيعة ووصفمناظرها، ولجأوا إليها كوسيلة للهروب من الظروف المحيطة، كما أنهم تعاطفوا مع الألم والوحدة والانفراد.

على الرغم من أن الكلاسيكيين نادرًا ما وصفوا الطبيعة، وإذا فعلوا ذلك، كان الغرض منه التعذيب العابر، فإن ذلك لا يهمهم مسبباته أو آثاره على النفس.

المدرسة الكلاسيكية

كانت المدرسة الكلاسيكية حركة نشأت في أوروبا ضد أفكار الكنيسة ورجالها الذين كانوا يسيطرون على جميع جوانب الحياة الاجتماعية والثقافية والعلمية.

بعد سقوط عاصمة القسطنطينية في أيدي الخليفة العثماني، ترك الأدباء والمثقفون تعليم الكنيسة وبدأوا في الاهتمام بالفنون الأدبية اليونانية.

تأثر الأدب الكلاسيكي بالأدب الأوروبي واستوحى أفكاره من أرسطو وديكارت، وأولى اهتمامًا بفصاحة الكلمات وصياغة اللغة، كما اعتمد تقاليده على الأدب الروماني والإغريقي.

يُعد الشيخ حسن العطار وحسن عطاء وناصيف اليازجي من أهم زعماء الأدب الكلاسيكي العربي، ويعد شعر الشيخ حسن العطار من بين أشهر أمثلة الشعر الكلاسيكي

عن المحب ثناك عنه وجيبه

أم قد دعاك إلى البعاد رقيبه

هجر الكرى لما هجر وواصلته

شجونه وازداد فيك نحيبه

لم يكن ذنبا في هواك وانما

قد كان بالهجران منك نصيبه

افقرته من حسن وصلك بعدما

جادت عليك دموعه ونسيبه

مدرسة الاحياء والبعث

تأسست هذه المدرسة في النصف الثاني من القرن التاسع عشر الميلادي على يد محمود سامي البارودي، وكانت تهدف إلى إحياء الأدب الكلاسيكي. ويعد أحمد شوقي وحافظ إبراهيم من ممثلي هذه الحركة الأدبية.

أثرت الخبرات الشخصية والاطلاع على الشعر الغربي على تطور حركة الأحياء، حيث أضاف الشعراء إلى الأغراض التقليدية للشعر العناية بالقضايا الوطنية والإنسانية والاجتماعية والقومية، وأدمجوا هذه الأغراض في نصوصهم.

تحتوي الأشعار على ألفاظ بسيطة وسهلة ذات دلالات شعورية، كما في قصيدة أمير الشعراء أحمد السوقي التي يقول فيها:

اختلاف النهار والليل يسبب نسيانا * تذكرت لي الطفولة وأيام السعادة

وصفات لملاوة الشباب * صورت من تصورات ومس

عصفت كالصبا اللعوب ومرت * سنة حلوة ولذيذة بشكل سري

هل تسبب مدينة سلا في جروح القلب أو الأسى الذي يدوم طويلاً؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى