الفرق بين الماء الطاهر والماء الطهور
الماء هو أساس الطهارة، سواء كانت هذه الطهارة طهارة من الحدث الأكبر أو وضوءا من أجل الصلاة والعبادة، وهناك فرق بين الماء الطاهر والماء الطهور، لأن التشابه بين اللفظين قد يجعل البعض يعتقد أنهما مصطلحان لوصف شيء واحد، ولذلك سوف نوضح الفرق بينهما.
تقسيم الماء على حسب رأي أهل العلم
قام أهل العلم والفقه بتقسيم أنواع الماء إلى ثلاثة أقسام، وهي:
الماء الطهور
الماء مقسم على حالتين هما:
1- يمكن أن يبقى الماء على حالته الأصلية كما خلق، مثل ماء السيل وماء البئر، أو أي ماء ينبع من مصدره الأصلي.
تتمثل الحالة الثانية في وضع شيء ما من المواد في الماء لتغيير خصائصه الأصلية.
عندما يبقى الماء دون تدخل من الإنسان في حالته الأولى، يُطلق عليه اسم `الماء الطهور`. وتحدث آية في القرآن الكريم عن الماء الطهور، حيث قال الله تعالى: `وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا` [الفرقان: 48].
الماء الطاهر
الماء الذي يعتبر طاهرا هو الماء الذي تغيرت خصائصه الأساسية التي خلقها الله سبحانه وتعالى بها، حيث يصبح لونه ورائحته مختلفين عن الأصل، مثل الزعفران أو النعناع أو ما شابه ذلك.
الماء النجس
الماء النجس هو الماء الذي يحتوي على بول أو أي شيء آخر يؤدي إلى نجاسته، مما يؤدي إلى تغيير طعمه وتركيبته.
الفرق بين الماء الطهور والماء الطاهر
الماء الطهور هو الماء الذي بقي على أصله وخلقته، ولو شُرِبَ ماءً خرج من تحت الأرض فهو ماء طهور.
يقول الله تعالى: {فأسكناه في الأرض وإنا على ذهاب به لقادرون} [المؤمنون: 18].
تشير هذه الآية إلى أن الماء النقي هو الماء الذي أنزله الله من عنده، وأن جميع أنواع الماء، سواء كانت من بئر أو عين أو نهر أو غيرها، تعتبر ماء نقي وصالح للاستخدام.
إذا كان الماء المتدفق هو ماء السيل، فيختلط بالتراب ويتحول للون الأحمر أو اللون المائل للبني، مما يجعله غير طاهر بسبب اختلاطه بمكونات أخرى.
الماء الطاهر هو الماء الذي خلقه الله بصفته الأصلية، وقد يتم إضافة بعض المواد أو خلط بعض المكونات به، ويتغير بذلك صفته الأولية.
مثال على الماء الطاهر هو الماء الذي ينبع من السيل، أو الماء الذي يتغير طعمه ونكهته عند وضعه في قربة، مثل ماء الورد.
يتم القول بأن مياه الصنبور ومياه البحر المحلاة نظيفة وخالية من النجاسة، ولذلك يمكن اعتبارها ماء طاهر، ولكن لا يمكن اعتبارها ماء طهور لأن تركيبتها الكيميائية تختلف عن تركيبة الماء الطهور.
الفرق الماء الطهور والماء الطاهر من حيث الحكم في الوضوء
يُعتبر الماء الطهور مقبولًا لرفع النجاسة والخبث بالإجماع من أهل العلم، ويمكن استخدامه للوضوء والطهارة.
قال الله تعالى {إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِّنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِّن السَّمَاء مَاء لِّيُطَهِّرَكُم بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الأَقْدَامَ}. الأنفال /11.
قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم `الماء طاهر`.
على الرغم من أن الماء الطاهر قدتفقد بعض صفاته الطهور، إلا أنه يجوز استخدامه في الوضوء، شريطة عدم حدوث نجاسة فيه.
وقد استدل على ذلك من الحديث الذي روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، روى الشيخان: `أن النبي صلى الله عليه وسلم عاد جابرا رضي الله عنه من مرض، فتوضأ وصب عليه من وضوئه`.