يستخدم الكثيرون لفظ القلب أو الفؤاد خلال الحديث أو الكتابة عن شيء ما، ولكن الكثير منا لا يعرفون أن هناك فرقًا بين اللفظين من حيث المعنى والاستخدام اللغوي.
اعتقاد سائد أن الفؤاد والقلب ذات معنى واحد :
يتوقع البعض أن كل من الكلمتين تشير إلى نفس المعنى ولكن القرآن الكريم وبعض من الأحاديث النبوية قد أكدت على انه يوجد فرق واضح بين معنى كل من القلب والفؤاد فقد أوضح القرآن الكريم الفرق بين كل من القلب والفؤاد منذ قديم الزمن وقد تغنى الكثير من الشعراء في القدم بالقلب والفؤاد ولكن الكثير منا لا بعلم الفرق بين كل منهم خاصة فيما يتعلق باللغة العربية.
الفرق بين القلب والفؤاد في القرآن الكريم :
أوضح رب العالمين عز وجل في كتابه الحكيم أن القلب هو الموجود في الصدر، وليس الفؤاد. وذلك مشروحا في الآية التالية: {أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو آذان يسمعون بها فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور .
لنتأكد أن الصدر تعني القلب وليس الفؤاد ويجب التمييز بين كل من القلب والفؤاد وقد أوضح الله عز وجل من خلال آيات عدة الفرق الواضح بين القلب والفؤاد مؤكدا على أن القلب هو صاحب اليد العلى في التفكير بينما الفؤاد والذي محله الدماغ بعيدا عن القلب ومن الممكن أن يصاب المرء بذهاب عقله ولكن لا يزال قلبه مستمر في عمله.
القلب والفؤاد في السنة النبوية واللغة العربية :
أما في السنة النبوية فقد أوضح الرسول صلي الله علية وسلم الفرق بين كل من القلب والفؤاد من خلال أحاديث عدة ليدل من خلالها على أن القلب محله الصدر وقد وصف القلب بالرقة بينما الفؤاد وصفه اللين وليس الرقة واللغة العربية قد أوضحت أيضا الفرق بين كل من القلب والفؤاد فإذا قصدت في الحديث القلب فأن تقصد لب الشيء.
يتكون الفؤاد من التفؤد، وهذا يوضح الفرق بينه وبين القلب في اللغة، حيث كان الكثيرون يعتقدون أن القلب والفؤاد لهما نفس المعنى، وأن كل منهما ليس مستقلاً بذاته، ولكن القرآن الكريم أوضح منذ مئات السنين وجود فرق بينهما.
الفرق بين القلب والفؤاد وفقا للأبحاث العلمية الحديثة :
أكدت الأبحاث العلمية الحديثة وجود فروق بين القلب والجهاز العصبي المركزي، حيث تقع مناطق الفؤاد داخل المخ البشري وتشبه الشكل العام لحيوان الفقمة، والمعروفة باسم حصان البحر.
توجد أيضًا المنطقة اللوزية والزنار والمهاد، ولكل منطقة من هذه المناطق مسؤولية خاصة عن إحساس معين في الجسم، فعلى سبيل المثال، المهاد مسؤول عن الإحساس بالألم، وكل من حصان البحر واللوزة مسؤولين مسؤولية كاملة عن الذكريات والذاكرة الخاصة بالإنسان.
وجدير بالذكر أن مجموع تلك الأشياء التي تتواجد في المخ البشري تمثل الفؤاد والتي قد سبق وتم إثباتها من خلال القرآن الكريم والسنة النبوية قبل مئات السنين لتأتي الآن الأبحاث العلمية لتثبت على أن الفؤاد مختلف عن القلب بشكل كبير ولكن يظل القلب والذي يوجد في الصدر هو المسئول الأول عن الجوارح.
كل من السمع والبصر والفؤاد هي أدوات خاصة بالقلب الذي هو المسؤول عن الفؤاد وجميع هذه الأعضاء في الجسم البشري من حيث وظائفها الخاصة وتجعلها نظامًا متكاملًا في العمل.