كل من الغنيمة والفيء هما أموال العدو وحلال المسلمين، ويحصل عليهما المسلمون بعد الغزوات. ولكن الفرق بينهما ليس بفرق جوهري. فالغنيمة هي ما يحصل عليه المسلمون بعد القتال في الغزوات، أما الفيء فهو ما يحصل عليه المسلمون بدون قتال. وأمة محمد هي أول أمة يحل لها الغنائم، حيث قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: `أحلت لي الغنائم`. وكان في السابق، عندما يغنمون، لا تحل لهم الغنائم، بل تترك في العراء حتى تهلك. فأحل الله لمحمد صلى الله عليه وسلم ولأمته الغنائم، ويقسمونها.
اولا :الغنيمة
الغنيمة ما غنمه المسلمون وحصلوا عليه من اسلحة العدو و أموالهم و معداتهم وكل ما يحملوا معهم أثناء المعركة بالقوة و القتال و يقسم بين المسلمين المقاتلين الذين شاركوا في الغزوة ويقسم بينهم حسب ما أنزل الله في كتابه الكريم القرآن الكريم حيث قال عز وجل في سورة الأنفال في الآية الواحد و الأربعون
بسم الله الرحمن الرحيم” (واعلموا أنما غنمتم من شيء فإن لله خمسة وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل إن كنتم آمنتم بالله وما أنزلنا على عبدنا يوم الفرقان يوم التقى الجمعان والله على كل شيء قدير) صدق الله العظيم، نزلت هذه الآية الكريمة بعد الانتصار المجيد في غزوة بدر ليعلمهم كيفية تقسيم الغنائم، حيث يتم تقسيم الغنائم على النحو التالي
تقسم الغنيمة خمس أقسام
الخمس الأول لله كما هو مذكور في الآية الكريمة (فإن لله خمسه)، ويتم وضع هذا المبلغ في بيت مال المسلمين وينفق في المصلحة العامة للمسلمين. أما الخمس الثاني كما هو مبين في الآية الكريمة (وللرسول)، فهو نصيب من الخمس يعطى للرسول صلى الله عليه وسلم. أما الخمس الثالث كما هو مبين في الآية الكريمة (ولذي القربى)، فهو لأقارب الرسول صلى الله عليه وسلم، ويشمل بني هاشم وبني عبد المطلب. أما المبلغ المتبقي كما هو مبين في الآية الكريمة (واليتامى والمساكين وابن السبيل)، فهو للأيتام الذين فقدوا آباءهم، والفقراء الذين هم في حاجة، والمسافر الذي فقد طريقه في سفره بين المسلمين. ثم يتم توزيع المبلغ المتبقي على المغنمين. ثم يقول الله تعالى (إن كنتم آمنتم بالله)، وهذا هو جواب شرط محذوف يعني إن كنتم مؤمنين بالله، فتعلموا أن هذا هو حكم الله فيما يتعلق بالغنائم، فاتبعوا أمره بالطاعة .
تمكن المسلمون في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم من الفوز في الغزوات والحصول على الغنائم
وقد حصل المسلمون على الغنائم في غالبية غزواتهم ومن هذه أشهر هذه الغزوات هي غزوة بدر وهي أول الغزوات التي غزاها المسلمون و غزوة خيبر وغزوة حنين و غيرها الكثير.
ثانيا: الفيء
ما تصل إليه المسلمون من أسلحة العدو وأموالهم ومعداتهم وكل ما يحملونه أثناء الغزوة، وذلك دون أن يقاتلوا، يعد كما يحصلون عليه في بيت مال المسلمين، ويتم عرضه على الرسول أو ولي أمر المسلمين، ويقسم بين الفقراء فقط دون الأغنياء. وفي هذه الغزوة توجد الله تعالى كتابه الكريم القرآن الكريم، حيث قال عز وجل في سورة الحشر في الآية السابع
” بسم الله الرحمن الرحيم” (مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ )صدق الله العظيمنزلت هذه الآية بعد غزوة بني النضير
فحكم أموال الفيء هي لله تعالى الذي يضعها في المكان الذي يشاء، ويصرفها الرسول على نفسه بالطريقة التي يريدها، وفي مصالح المسلمين والإسلام، كما ورد في الآية الكريمة (ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى فلله وللرسول). ثم تقسم جزء من هذه الأموال على أقرباء الرسول، صلى الله عليه وسلم، وهم بنو هاشم وبنو عبد المطلب، وعلى الأيتام الذين فقدوا آباءهم والفقراء الذين يحتاجون إليها، وابن السبيل، أي المسافر المسلم الذي يفتقر لسبل الرزق، كما ورد في الآية الكريمة (ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل). وبينت الآيات بشكل واضح ضرورة توزيع هذه الأموال على الفقراء دون الأغنياء، حيث قام الرسول بتقسيم أموال غزوة بني النضير على المهاجرين فقط، ولم يعط الأنصار أي شيء منها، لأن المهاجرين كانوا فقراء والأنصار كانوا أغنياء، وفي الجاهلية كانت الغنائم توزع على الأغنياء وليس على الفقراء، وكانت الغزوات التي شارك فيها المسلمون في عهد الرسول، صلى الله عليه وسلم، هي غزوة بني النضير، وغزوة قريظة، وغزوة وادي القرى