اسلاميات

الفرق بين العفة والاستعفاف

الإنسان بطبيعته يتأثر بنزعات الخير ونزعات الشر، وبالتالي يحتاج إلى ضبط نفسه وتصرفاته، وكبح نزعات الشر فيه، وخاصة الشهوات والأهواء. وعلى عاتقه مسؤولية تنقية نفسه وحملها على النقاء والطهارة، ويمكن تحقيق ذلك بتفوق نزعات الخير والتسامح في النفس، وحملها على الاستجابة للفضائل والأخلاق الكريمة. ويتطلب ضبط نزعات الإنسان وميله استعفافا وعفة، ومن آثار العفة تجنب الشهوة، والزهد في هذه الحياة وامتناع عن متعها الزائفة .

الفرق بين العفة والاستعفاف

العفة هي أن يمتنع الإنسان عن فعل ما حرمه الله عز وجل، وعما لا يليق بطبيعة الإنسان، والعفة هي صفة مأمور بها في الإسلام، وحث عليها الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، لأنها من أهم الأواجبات، وتمنع الإنسان من ارتكاب الكثير من الخطايا، وتكون حاجزا يمنعه من ارتكاب ما حرمه الله عز وجل، وأحد أنواع العفة هو الامتناع عن السؤال، لأن الإنسان الحقيقي لا يطلب ما يحتاجه من غير الله، إلا إذا كان مضطرا لذلك، ولكن ينبغي للإنسان أن يستفسر عن احتياجات إخوانه الفقراء وأن يتفهم مشاعرهم، ويكون على استعداد لمساعدتهم قبل أن يطلبوا منه، على سبيل المثال، بناء على رواية أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، سأل بعض الأنصار رسول الله صلى الله عليه وسلم وأعطاهم، ثم سألوه مرة أخرى وأعطاهم، حتى استنفد ما كان لديه، فقال: “لن أمتنع عنكم أي خير لدي، ومن يتمسك بالعفة سيعفه الله، ومن يتخلى عن الدنيا يرزقه الله، ومن يتحمل الصعاب يجد الله صبره معه، وليس لأحد أن يعطى هبة أفضل وأوسع من الصبر

هذه الصفة كانت سببا في أن نبي الله يوسف عليه السلام لم يقع في الحرام. فقد كانت عنده العفة والزهد في الدنيا، عندما اغترت به امرأة زوجة عزيز مصر، وكانت المكان آمنا. ومع ذلك، كان رد فعل يوسف عليه السلام كما ذكر في قوله تعالى: `وراودته التي هو في بيتها عن نفسه وغلقت الأبواب وقالت هيت لك ۚ قال معاذ الله ۖ إنه ربي أحسن مثواي ۖ إنه لا يفلح الظالمون`

تعريف الاستعفاف يشمل كل هذه المعاني، حيث يجمع بين العفة والمروءة، ومن أهمية الاستعفاف أن يكون الشخص متسامحا، ومن وسائل تحقيق الاستعفاف

  • يجب الابتعاد عن المواقع المحرمة التي تحث على الرذيلة .
  • تجاهل المحرمات المحرمة التي تثير الشهوات .
  • تجنب الحديث مع الطرف الآخر من دون داعٍ .
  • يجب نقل الأخبار الصادقة والابتعاد عن الاستهزاء والسخرية .

العفة والحياء

يجب على الإنسان بشكل عام أن يحترم الحياء، ولكن المرأة تحتاج إلى احترام الحياء بجميع الوسائل، ويجب على الملتزم أن يحترم الحياء في:

  •  الله عز وجل .
  •  النبي (صلى الله عليه وسلم)، وآله وصحبه (رضي الله عنهم)، وكذلك الأئمة (عليهم السلام).
  •  يشير إلى الملائكة، وهم الذين يسجلون الحسنات والسيئات التي يقوم بها الإنسان
  • الذات

يجب على  الإنسان  أن يستحي من ارتكاب المعاصي ، إن العفة تدفع الإنسان إلى التخلي عن الذنوب والاقتراب من الله العلي ، وتجعل سلوك الإنسان مكرسًا لطاعة الله عز وجل ، أما مسائل العفة فهي: الامتناع عن إفشاء الحاجة المالية ، والعفة في الإصرار على الحجاب ، والامتناع عن الشهوة ، والامتناع عن أكل المحرمات ، من نقيض العفة التقليد بالرجال وتقليد الغرب ، توجد العديد من المظاهر التي تفسد خلق العفة والحياء ومنها :

 التشبه بالرجال

 سبق أن ذكرنا سابقا أن هناك بعض الأمور التي تناسب الرجل وبعض الأمور التي تناسب المرأة. ويؤكد الإسلام على وجوب على كل فرد احترام الآخر والتصرف بطريقة لائقة، حتى لا يرتكب المرأة أفعالا تناسب الرجل وتتعارض مع الحياء والعفة، لأن ما يناسب أحدهما قد يخل بالآخر. التقليد يأخذ أشكالا متعددة ويشمل أي تصرف يتنافى مع طبيعة المرأة ويتناسب مع طبيعة الرجل، ومن أمثلته: تقليد الملابس، حيث يرتدي المرأة ملابس الرجل والرجل يرتدي ملابس المرأة.

أكد النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم ذلك إلى حدٍ كبير، حتى أنه لعن المرأة التي تتشبه بالرجال وينبغي عليها الالتزام بالأداب والتقاليد المناسبة للنساء، وقد نسبت إليه صلى الله عليه وسلم قوله “لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المتشبهات من النساء بالرجال” و”المتشبهين من الرجال بالنساء .

 تقليد الغرب

 الاغتراب وضياع الهوية من أخطر الأمراض التي قد يتعرض لها الإنسان. لأنه المرض الذي يدمر الكيان والشخصية والخصوصية ،  إنه ، في الواقع ، انهيار لجميع القيم السائدة في المجتمع وخسارة للقاعدة التي يبني عليها الإنسان مجتمعه. ومن ثم ، فإن المجتمع بدون معايير ثابتة وقواعد واضحة هو مجتمع متخلف إلى أقصى الحدود ؛ في الواقع ، إنها آفة تعيش على دقة المجتمعات الأخرى.

من غير الطبيعي في الأصل أن يفقد الإنسان هويته ،  ماذا لو كانت الهوية [التي قد تضيع] هي الإسلام؟ وماذا لو كانت هذه القيم هي القيم الإلهية والرابطة الراسخة التي لا يمكن بعدها تحقيق أي توجيه وبدلاً من ذلك لا يمكن العثور على أي خير؟ كيف يمكن للإنسان ، من أجل التمسك بالعادات والتقاليد التي أثبتت فشلها وانحطاطها والتي أصابت المجتمعات بأزمات على مستوى الأمن والقيم الأخلاقية ، أن يتخلى عن اتباع تعليمات القرآن الكريم ، في اتباعه الصلاح والهدى ، كما في قوله “ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ ۛ فِيهِ ۛ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ ” البقرة -2

نظرا لخطورة فقدان الهوية، يرفض الإسلام تقليد الآخرين، حتى في الأمور البسيطة، حتى من حيث المظهر فقط، بالإضافة إلى المحتوى. وهكذا قال: `من تشبه بقوم فهو منهم`، وقال: `قصوا الشوارب وأعفوا اللحى، خالفوا المشركين`، وقال: `جزوا الشوارب وأرخوا اللحى، خالفوا المجوس`.  

أمثلة عن العفة

العفة هي صفة نفسية في الإنسان، ويمكن ملاحظة تأثير أنواع العفة على الإنسان، فالإمساك عن الشهوة والزهد وحماية النفس والامتناع عن كل شيء من خلال الطهارة التي تحمي النفس وتبتعد عن الدنيئة، كلها آثار للعفة التي تدل عليها، وهناك العديد من الأمور المتعلقة بالعفة التي يمكن الإشارة إليها.

الامتناع عن إفشاء الحاجة المالية

قال الله تعالى ” لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الْأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا ۗ وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ (273) (القرآن البقرة 2: 273).

 العفة في الإصرار على الحجاب

 قال الله تعالى “وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ اللَّاتِي لَا يَرْجُونَ نِكَاحًا فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَن يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ ۖ وَأَن يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَّهُنَّ ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (60 النور).

 العفة عن الشهوة

 يقول الله تعالى “وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّىٰ يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ ۗ وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا ۖ – وآتوهم من مال الله الذي أعطاكم وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا لِّتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۚ وَمَن يُكْرِههُّنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِن بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (33) النور )  

عفة المرأة

من أبرز أمثلة العفة للمرأة في القرآن الكريم هي السيدة مريم عليها السلام التي ترمز إلى الطهارة والتواضع، ولتحقيق هذا الخلق الإسلامي يجب الانتباه للأخلاق الصالحة بطريقتين رئيسيتين، الأولى هي صحة وطهارة القلب والروح للإنسان، والثانية هي الحفاظ على طهارة ذنوب الآخرين وزلاتهم. وقد حدد الله أهمية العفة بطريقة ما حيث جعل التحديق بالنساء المارة للرجال مساويا للزنا، وأكد على الحياء والابتعاد عن الزينة الظاهرة والتبرج خارج المنزل، لذلك يوصي بالالتزام باللباس المناسب المعروف بملابس الاحتشام، وتجنب الشهوة .

المراجع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى