مقارنةمنوعات

الفرق بين الشعوب والقبائل

هل تعتبر القبائل اعم من الشعوب

يُعرف عن لفظ الشعوب أنه أعم من القبائل، فعلى سبيل المثال شعب ربيعة يعتبر أعم من قبيلة بني بكر والتي تعد جزءًا من هذا الشعب، وأيضًا قبيلة بني تميم التي تتبع شعب مضر، فيقال أنه عبارة عن تشعُب من القبائل الأعجمية والعربية، وهذا يعني أن تجمع بعض القبائل معًا والتي تُكون مجموعة يطلق عليه مصطلح شعب، حيث إن كل شعب من الشعوب المتواجدة عبارة عن مجموعة من القبائل المختلفة.

الفرق بين الشعوب والقبائل

تم ذكر هذين المصطلحين في القرآن الكريم، وكانت لهما معانٍ متعددة ومختلفة، وقام العديد من الباحثين في اللغة العربية والعلوم القرآنية بالبحث عنها، ولكن بالنسبة للشعوب والقبائل، فإن هناك فرقًا بينهما من حيث الوصف، وهو كما يلي:

  • الشعوب: هما المجموعة من السكان الذين ينحدرون، وتبدأ تكوينهم عندما يسكنون منطقة جغرافية محددة أو بلد في أوقات مثل الاستعمار، الغزو، أو إعداد الحدود الدولية المتواجدة حاليا، ويشتركون في نفس القوانين والمؤسسات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية التي ينتمون إليها داخل الدولة.
  • القبائل: الظروف الثقافية والاجتماعية والاقتصادية تميز القبائل عن غيرها من شرائح المجتمع في الدول، ويتم تنظيم وضعهم تحت حكم شيخ القبيلة من خلال تقاليدهم وعاداتهم ونظمهم الخاصة وقوانينهم.

الفرق بين الشعوب والقبائل في اللغة العربية

الاختلاف بين مفهوم الشعوب والقبائل في اللغة العربية يكمن في أن الشعوب هي القمم العليا للقبائل. وكلمة `شعب` تشير إلى التشعب مثل أغصان الشجرة، ومن حيث اجتماعهم يشبهون هيئة الشجرة. وتوضح اللغة العربية أن الشعب يمثل القبيلة الكبيرة التي تضم مجموعة من القبائل الصغيرة ذات الارتباطات المتناسقة بينها. ويوجد روابط توحد العلاقات بينهم. بعض علماء اللغة العربية يشير إلى أن القبائل ليست مشتقة من الشعوب، بل هي مجموعات مستقلة ذات طابع خاص ترتبط ببعضها بواسطة روابط النسب. وهناك آخرون يرونها مجرد جماعات من الناس تتشكل على أساس النسب العالي.

تعريف الشعوب

يعتبر مصطلح الشعب المرادف للمجموعة التي تنتمي إلى أب واحد، وهو مصطلح أشمل من مصطلح القبيلة. وهناك تعريف آخر لمصطلح الشعب يوضح أنه مجموعة كبيرة من الأفراد الذين يعيشون على أرض واحدة، ويتشاركون في العادات والتقاليد التي يتبعونها. بالإضافة إلى ذلك، لكل دولة شعبها الخاص الذي يعيش تحت قوانينها وتشريعاتها، وهم ملزمون بالامتثال لها طالما هم داخل حدود الدولة.

مفهوم القبيلة

القبيلة هي الجماعة التي تتكون من مجموعة من الأشخاص الذين ينتمون إلى جد أعلى، نسب واحد، أو اسم حلف قبلي يعد في مكانة الجد الأعلى، كما أن القبيلة الواحدة تتكون من عدد كبير من العشائر والبطون، وقد أكد علماء الاجتماع أن القبيلة تقوم على شرطين أساسيين وهما، الاستقرار في منطقة جغرافية معينة، ووجود مشاعر تجمع الأفراد الذين يعيشون في القبيلة مع بعضهم تحت مبادئ معينة، بالإضافة إلى أنه في الغالب يكون للأشخاص في القبيلة لهجة يتميزون بها تختلف عن غيرها، إلى جانب إيمانهم بوجود ثقافة يعرفونها فيما بينهم تكون ضد المجتمعات الخارجية.

سلبيات نظام حكم القبائل

تخضع الشعوب لأنظمة خاصة بها، كما تتبع القبائل أيضًا نظمًا محددة يتبعها الأفراد الذين يعيشون داخلها، ومع ذلك، فإن النظام الذي تتبعه القبائلة يحتوي على بعض السلبيات التي قد لا توجد في الأنظمة الدولية، حيث تعاني القبائل من مجموعة من المشاكل الاجتماعية، مثل:

  • الأخذ بالثأر: في حالة قتل أحد أفراد العشيرة، يتم تطبيق الثأر من قاتله أو من عشيرته، لذلك تستمر عملية القتل بدافع الثأر ولا يوجد وسيلة للسيطرة عليها.
  • مقاطع الحق: تلك المقاطع مشابهة لدار القضاء، حيث يصدر فيها الحاكم قراره من وجهة نظره الخاصة وعلى أساس النظام الذي يفضله.
  • الجيرة: تعني هذه الكلمة أن القبيلة تحمي المجار، سواء كان لصا أم جانيا، في جميع الأحوال.

تفسير آية وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وقبائل لِتَعَارَفُوا 

مصطلحات الشعوب والقبائل قد ذُكرت في القرأن الكريم في الآية الكريمة: يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا، إن أكرمكم عند الله أتقاكم، إن الله عليم خبير” [الحجرات: 13]، حيث إن لتلك الآية مجموعة من الفوائد التي يجنيها الناس مثل:

  • وفقًا لتفسير بعض علماء علوم القرآن الكريم، فإن الآية تشير إلى أن الشعوب تنحدر من القبائل، بمعنى أن الشعوب تشكل جزءًا من القبائل، وتنشأ من تلك الشعوب البطون والأفخاذ والفصائل، ومن بعدهم تنحدر ما يعرف بالأقارب.
  • يشير إلى أن هناك فائدة في هذه الآية تذكر أن الناس ينتمون إلى نوعين من العرق، الأول هو العجم وهم الذين ليس لهم أصل واضح، والثاني هو القبائل وهم الذين يعرف أصلهم مثل قبائل بني إسرائيل والعرب.

في تفسير الآية الكريمة التي تقول `يا أيها الناس إنا أنشأنا خلقكم من ماء ذكر من الرجال، وماء أنثى من النساء`، فإن صفة العموم تدل على عدم الافتخار بالأنساب، حيث تشمل الأغنياء والفقراء والأقوياء والضعفاء. المقصود من قول الله تعالى في الآية هو التعارف بين الناس وليس التفاخر، وهذا يدل على أن

  • يتطلب التعارف التناصر بين القبائل والشعوب، ولا يوجد مجال للافتخار بينهم، كما أنه يعارض التناكر، ولذلك ليس من الضروري أن يؤدي كل قول أو فعل إلى التعارف بين الأشخاص.
  • تُشير الآية الكريمة إلى ضرورة عدم التفاخر في المواقع التي يجب فيها التآلُّف والتعارف، من خلال معانٍ متعدّدة، حيثُ يشير قولُه تعالى “إِنَّا خَلَقْناكُمْ” و “وَجَعَلْناكُمْ” إلى أنَّ التفاخر بما ليس بيد الفرد للحصول عليه غير مقبول.
  • التعارف في الآية الكريمة دلالة على التناصر والتناصح بالحق، والتعاون بين البشر من أجل تعمير الأرض والحفاظ عليها، بالإضافة إلى التعارف في كلًا من ثبوت النسب، وأداء الحقوق بين ذي القربى، وهذا لن يتحقق إلا إذا كان الناس مجتمعين في قبائل وشعوب متعددة، على أن يكون هذا التعارف لا يُساوي بين الناس، بل إن السبق بين الناس متاحًا لطريق التقوى، حيث إن أكثر الأشخاص تقوى هم أحقهم بالكرامة من الله عز وجل، وبذلك يتم الخروج من ميدان الكرامة التي يطلبها من في طريق الأشرف والأقوم نسبًا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى