احكام اسلاميةاسلاميات

الفرق بين السنن الواجبة والسنن المستحبة

ما هو الفرق بين السنة الواجبة والسنة المستحبة

كان الرسول صلى الله عليه وسلم، لم يتكلم عن هواه، بل جميع كلماته هي وحي ينزل عليه من الله عز وجل، سواء كانت بألفاظ الوحي أو كانت بألفاظه النبوية الخالية من الخطأ، ومن هنا جاءت أقوال النبي صلى الله عليه وسلم وأفعاله كدليل وهدى للناس، ولم تكن أفعالا بشرية عادية، بل اشتملت السنة على أهميتها بناء على أهمية النبي صلى الله عليه وسلم، الذي هو مختار الله فيمن خلق، ولذلك فإن السنة تحمل فيها كل هذه الأهمية 

  • ما هو مقرر ومؤكد فيما ذكر في القرآن الكريم رقم ١١٢.
  • ومنها ما هو مفصل في القرآن.
  • ومنه ما هو تخصيص العام في القرآن.
  • منها ما هو تقليد المطلق في القرآن.
  • تشرع السنة أحكامًا قد لا تكون مذكورة في القرآن.

ومن هذا تتضح مدى أهمية السنة واعتبارها في الدين الإسلامي، والسنة واجبة  هي سنة على المسلم وجوب القيام بها، مما يعني لو اتفق الناس على عدم فعلها والإتيان بها حوربوا لمنعهم لها، ومن تلك السنن الأذان، ختان الذكور، العقيقة، الأضحية، الغسل لصلاة الجمعة، طواف الوداع، العمرة، صلاة الكسوف، صلاة العيد، صلاة الوتر.

أما السنن المستحبة، فهي سنن تعد أهميتها في المرتبة التي تلي السنن الواجبة، وهيفي أغلب العبادات، حيث يوجد سنن مستحبة في أكثر من موضع منها لبس الجديد في العيد، صلاة الضحى، وهناك سنن مستحبة في الأضحية وسنن مستحبة في الصلاة، وسنن مستحبة في العيدين وكذلك في الوضوء، وأيضاً في الصلاة، وغيرها من السنن.

يتضح من المذكور أعلاه أن الفرق بين السنة الواجبة والسنة المستحبة هو أنه في حالة السنة الواجبة إذا اتفق بعض الناس على تركها فإنه يجب محاربتهم، بينما تتعلق السنن المستحبة في الغالب بالأفراد والمناطق ويجب على المسلم اتباع هدي النبي صلى الله عليه وسلم.

والأصل في أوامر الله وسنة النبي صلى الله عليه وسلم هي الوجوب، ولكن لو أمر اعتاد النبي ولم يتركه هو سنة واجبة، أما ما اعتاد النبي عليه ولكن خالف العادة أحياناً فهي سنة مستحبة، وبذلك يمكن اعتبار الفرق في أمر قيام النبي صلى الله عليه وسلم به دون توقف، أو القيام به دائم والتخلي عنه أحياناً.

بعد التفريق بين السنن الواجبة والمستحبة، السؤال هو هل يُعتبر المترك للسنن المؤكدة مذنبًا؟ وفقًا لأقوال أهل العلم، فإن من يترك السنن المؤكدة لا يحاسب عليه الإثم، ولكن عدم الالتزام بها بشكل دائم، وفقًا لبعض أهل العلم، قد يؤثر على سمعة الشخص. وبالتالي، فإن المترك للسنن المؤكدة لا يعتبر مذنبًا، إلا في حالة العمد والتكرار.

الفرق بين السنة والمستحب عند الحنفية

تتلقى استفسارات حول الفروض والواجبات والسنة، والاختلاف بين المستحب والمندوب، والاختلاف بين السنة والمستحب في المذهب الحنفي وغيره من المذاهب الإسلامية المعتبرة. يعتقد أتباع المذهب الحنفي أن النوافل، وهي الزيادة بالاصطلاح، ليست فروضا ولا واجبات، بل تشمل السنن والمستحبات والتطوعات الغير مؤقتة

وتجدر الأشارة إلى أن أصحاب المذهب الحنفي يرون أن تارك السنة المؤكدة هو أثم، ويرون أن الإثم هنا أقل من إثم تارك الواجب، ويتضح من كلام أصحاب المذهب الحنفي أن الإثم هنا عائد على من ترك السنن المؤكدة على الصحيح منها، ولا يأثم عندهم من ترك سنن الصلوات، والإثم لمن ترك الواجب أشد من ترك السنة المؤكدة، وما يزيد على الفرض وما يزيد على الواجب يسمى سنة و مستحب ومندوب و المؤكد منها ما كان النبي يفعلها بالدوام صلى الله عليه وسلم.

الفرق بين السنة والمستحب عند المالكية

وبعدما تم شرح الفرق بين السنن الواجبة والسنن المستحبة، تبقى بعض الاستفسارات الهامة في هذا الأمر، مثل الفرق بين السنن والفروض، والفرق بين السنة والمستحب عند أصحاب المذهب المالكي

النافلة عند أصحاب المذهب المالكي هي الزيادة، وفي الاصطلاح هي ما قام به النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يكن فعل دائم بل تركه أحياناً، وفعله في بعض الأحيان، ولا يترك النبي صلى الله عليه وسلم الأمر كله لأنه صلى الله عليه وسلم كان مما اختص به النبي صلى الله عليه وسلم أن أعماله في البر لا تترك كاملة.

فيما يتعلق بالسنة، فهي تعني الطريقة التي عمل بها النبي صلى الله عليه وسلم، وظهر فعله في الجماعة وأدامه، ولم يرد دليل يثبت أنه واجب، ويعد الوتر ضمن المؤكدات في السنن ويزيد أجره إذا أُتيم به بشكل مستمر.

الفرق بين السنن المؤكدة والسنن الرواتب

يختص الدين الإسلامي وتشريعاته وأحكامه بما لا يختص به غيره، وهو من كماله وجماله، لأن الدين شرع أفعال الناس وفرض عليهم وجوبها، لكي يبقى الرابط بينهم وبين ربهم ودينهم متصلا، ويتأكد هذا المعنى في ظل انتشار الحياة المادية في العصر الحالي وظهور أهمية وقيمة الجانب الروحاني في حياة الناس. لذلك، يحتوي الدين الإسلامي على السنن أيضا، وتعتبر هذه السنن دليلا لمن يرغب في اتباعها.

  • السنن الراتبة

السنن الراتبة هي السنن التي تتبع غيرها أو تتوقف عليها، ومن بينها السنن القبلية للصلوات المفروضة وكذلك السنن البعدية، وهي صلوات مؤقتة في أوقات غير الفرائض، وتتضمن صلاة العيد وصلاة الضحى.

أشار العلماء، بمن فيهم الخطيب الشربيني، إلى أن السنن الرواتب هي الصلوات التي تجري بعد الفرائض ولها وقت محدد، ويعتبر الجمهور من الفقهاء أن هذه السنن مستحبة، ويرون الحنابلة أن تركها بدون عذر يعتبر مكروهًا.

  • السنن المؤكدة

أما السنن المؤكدة، فهي حسب ما ذكر عن العلماء هي تلك التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يتواتر عليها، وهي سنة مؤكدة، وإن كان في بعض الأوقات قد تركها، فتكون غير مؤكدة، ودليل ذلك هو ترك النبي صلى الله عليه وسلم لها في بعض الأحيان.

وفي قول العلماء أنها سنة من سنن النبي صلى الله عليه وسلم، وهي من السنن المؤكدة والتي تقترب من الواجب، ومن يقوم بها له الأجر، ومن لا يقوم بها ليس عليه ذنب، مع اللوم والعتاب على من لا يؤديها، بل إن بعض العلماء قد ذهبوا إلى أن من لا يؤديها تسقط عنه العدالة وخاصة إذا واظب على تركها، والفيصل في الأمر هو مداومة النبي صلى الله عليه وسلم عليها، وعدم تركه لها.

تشير السنة الراتبة إلى سنن محددة لصلوات معينة في وقت محدد، وهي تتضمن سنناً قبلية وبعدية للصلوات، وتعد عشر ركعات، وكذلك السنن المؤكدة التي أقامها النبي صلى الله عليهوسلم ويجب إقامتها دومًا دون الانحراف عنها.

وفي الحديث الشريف عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: “حفظت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر ركعات: ركعتين قبل الظهر، وركعتين بعدها، وركعتين بعد المغرب في بيته، وركعتين بعد العشاء في بيته، وركعتين قبل الصبح، كانت ساعة لا يُدخل على النبي صلى الله عليه وسلم فيها، حدثتني حفصة أنه كان إذا أذن المؤذن وطلع الفجر صلى ركعتين” متفق عليه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى