يحمل كلمتي الزوج والبعل معانٍ مختلفة، ولكن يوجد بعض الأشخاص الذين لا يعرفون الفرق بينهما، ومع ذلك، هناك آيات في القرآن الكريم توضح الفرق بين معاني الزوج والبعل.
البعل
البعل تعني كل من إستعلى على غيره، مثل الزوج حيث حيث أن الزوج هو القيم على زوجته، وهذا موضح في سورة هود في الآية 72 في قوله تعالى “وهذا بعلى شيخا” وكذلك في سورة البقرة الآية 228 في قوله تعالى “وبعولتهن أحق بردهن” والمقصود في كلتا الأيتين بالبعل الزوج، والمقصود هنا الزوج المعيل والقاضي لحاجات زوجته وهو الرجل الذي جعله الله قوام على زوجته في سورة النساء الأية 34 في قوله تعالى “الرجال قومون على النساء بما أنفقو” ولهذا فالبعل هو من يستعلى على غيره، وليس الزوج فقط، حيث كان يطلق العرب قديما على ما يعبدون من دون الله بعلا في سورة الصافات في الأية 125 في قوله تعالى “أتدعون بعلا وتذرون أحسن الخالقين” صدق الله العظيم.
تطلق على الأرض التي ترتفع عن مستوى الأرض المحيط بها اسم البعل، وتطلق على النخل العالي اسم البعل، وذلك لأنه يشبه الرجل، وتستخدم كلمة البعل للإشارة إلى الشخص الذي يستعلي على أهله ويتحكم بهم، ويتم استخدام هذه الكلمة أيضا للإشارة إلى الذكور الذين لديهم القدرة على الزواج والإنجاب، والزوج هو الشخص الذي يتحكم في زوجته وأسرته، ولذلك يتم استخدام كلمة البعل للإشارة إلى أي شخص لديه سلطة على الآخرين ويستعلي عليهم.
من المعروف من السابق أن البعل هو الرجل الذي يعول ويكفل عائلته ويوفر جميع احتياجاتها، فالزوج هو بعل الزوجة والأخ الذي يعول عائلته هو بعلها والابن الذي يعول أمه هو بعلها.
الزوج
زوج المرأة بعلها وزوج الرجل إمرأته، أي أنها تطلق على كل من الرجل والمرأة، كما في قوله تعالى ” إسكن أنت وزوجك الجنة” والمقصود هنا بزوجك حواء، أي أنها من الممكن أن تطلق على المرأة أيضا، وزوج أيضا تدل على إثنين، بعكس وتر أي مفرد، كما في قوله تعالى “وأنبتنا فيها من كل زوج بهيج”.
الفرق بين الزوج والبعل
من الواضح من المقدمة أن البعل هو الشخص الذي يتزوج المرأة، ومع ذلك قد لا يكون الزوج هو البعل، ويقول الله تعالى `وَبِعُولَتِهِنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ`، وهذا يعني أن الشخص الذي يكون معيلًا للمرأة بعد الطلاق وخلال فترة العدة يُعد بعلًا وليس زوجًا، أما إذا لمس الزوج زوجته فإنها تعود لعصمته ويصبح الزوج مرة أخرى.
قال الله تعالى في سورة النساء الآية 128: `وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها إن يريدا إصلاحا يوفق الله بينهما إن الله كان عليما خبيرا.` والمراد بالنشوز هو أن يقوم الزوج بالإخلال بواجباته الزوجية، بما في ذلك الحق الشرعي للزوجة في الجماع، فإنه في هذه الحالة يعتبر بعلا وليس زوجا.
قال تعالى” فإن طلقها فلا تحل له من بعد حتى تنكح زوجا غيره” صدق الله العظيم، وهنا قال الله تعالى زوج ولم يقل بعل لأنه أهم شرط للزواج في هذه الحالة الزواج الكامل والمعاشرة، حتى إذا حدث بعدها طلاق يمكن للزوجة أن يردها زوجها الأول، ولو لم يحدث معاشرة فلا يعد زوج لها ولا يمكنها العودة لزوجها القديم.
قال تعالى ” وإذا طلقتم النساء فبلغن أجلهن فلا تعضلوهن أن ينكحن أزواجهن إذا تراضوا بينهم بالمعروف ذلك يوعظ به من كان منكم يؤمن بالله واليوم الآخر ذلكم أزكى لكم وأطهر والله يعلم وأنتم لا تعلمون” صدق الله العظيم، سورة البقرة الأية 232، أي أن المرأة بعد طلاقها من زوجها يجب عليها أن تنتظر حتى ينتهي مدة العدة قبل أن تتزوج مرة أخرى، إذا كان هناك اتفاق بينها وبين زوجها على ذلك بالتراضي الحسن. يحذركم الله بهذه الآية إذا كنتم مؤمنين بالله واليوم الآخر، وهذا هو الأفضل والأكثر طهارة. والله يعلم وأنتم لا تعلمون.
يوضح ذلك الفرق بين الزوج والبعل، حيث تعني كلمة البعل الأعم وتشمل كل معيل للأسرة، بما في ذلك الزوج، أما الزوج فتعني الشريكالذي يعاشر زوجته بشكل خاص.