يختلط مفهوم الزواج المسيار والزواج العرفي بين الكثير من الأشخاص، على الرغم من أن كل منهما يشكل نوعا مختلفا من الزواج، ولكنهما يختلفان في الظروف والحكم، وسيتم فيما يلي عرض الفرق بين الزواج المسيار والزواج العرفي.
الزواج المسيار: هو نوع من الزواج الشرعي المعلن للجميع، حيث يتم عقد الزواج بحضور شهود وولي الزوجة، وهو زواج قانوني وشرعي، ولكن يتم بالاتفاق مع الزوجة على التنازل عن بعض الحقوق الشرعية، حيث تتنازل الزوجة في هذا النوع من الزواج عن حق النفقة وحق مبيت الزوج عندها وحق توفير سكن خاص لها.
في الزواج المسيار لا تقوم الزوجة بالانتقال من بيتها إلى بيت الزوج، ولكن يحدث أن تبقى الزوجة في بيتها ويأتي إليها الزوج، وفي العادة يحدث هذا الزواج عندما يكون الزوج متزوج من أكثر من أمرأه، ولا يريد أن تعرف زوجته الأولى أو لا يستطيع أن يعدل بينهما، فيلجأ لهذا النوع من الزواج.
يعتبر الزواج المسيار زواجا شرعيا على الرغم من أن كثيرا من أهل العلم يكرهونه، لأنه يسبب ظلما للمرأة، ومع ذلك فهو زواجا شرعيا ويستند في ذلك إلى أن السيدة سودة، زوجة الرسول صلى الله عليه وسلم، كانت تنقل يومها الذي يأتي فيه الرسول صلى الله عليه وسلم إليها إلى السيدة عائشة، وكان الرسول يزور السيدة عائشة في يومها ويوم السيدة سودة، وهذا يؤكد أنه ليس هناك مانع إذا تنازلت المرأة عن حقها طالما هي موافقة عليه.
– ظهر هذا النوع من الزواج قديما وعرف باسم زواج النهاريات، حيث يشترط أن تكون علاقة الرجل بزوجته مقتصرة على النهار فقط وألا يبات عندها، ومن أسباب ظهور هذا النوع من الزواج هو رفض المرأة لفكرة تعدد الزوجات مما اضطر بعض الرجال إلى اتخاذ هذا النوع من الزواج حتى يخفي زواجه بأخرى.
الزواج العرفي: يختلف الكثيرون في مفهوم الزواج العرفي، فالزواج العرفي المتعارف عليه في المجتمع هو أن يقوم الرجل والمرأة بالزواج في السر، عن طريق كتابة ورقة بينهما لتأكيد الزواج، ويكون هناك شاهدين يقومان بالشهادة على الزواج، ويعتبر هذا النوع من الزواج باطل لعدم اشتماله على الإعلان الرسمي، كما يجب أن يكون للمرأة ولي يقوم بتزويجها.
هناك نوع آخر من الزواج العرفي وهو الزواج الشرعي، يتم بوجود ولي للمرأة وشهود وإشهار، ولكنه لا يتم تسجيله في الأوراق الرسمية بسبب ظروف خاصة، ربما بسبب عدم بلوغ الفتاة سن الزواج أو لسبب آخر، وعلى الرغم من أن هذا الزواج مخالف للقانون، إلا أنه زواج شرعي يستوفي جميع الأركان والشروط.
– وبعض من أهل العلم والعلماء يقوموا بتحريم الزواج العرفي بسبب مخالفته للقانون ولأن عدم تسجيله عند الجهات المتخصصة يتسبب في الكثير من المشاكل التي لا تحصى، ومن اسباب الاتجاه للزواج العرفي هو أن تكون المرأة متزوجة من قبل ولها معاش وتود الاحتفاظ به، لأن زواجها بأوراق رسمية يسقط عنها ذلك المال.
الفرق بين الزواج المسيار والعرفي:
– يعتبر كل من الزواج المسيار والزواج العرفي زواجا شرعيا مكتملا في الاركان والشروط، ويعترف كل منهم بإثبات النسب والورث، ولكن يختلف زواج المسيار عن الزواج العرفي أن الأول مسجل ومعترف به من الجهات المختصة، وهو لا يخالف القانون، بينما الزواج العرفي لا يتم توثيقه وبالتالي يخالف القانون.
يختلف الزواج المسيار عن الزواج العرفي في أن الزوجة في الزواج العرفي لها جميع حقوقها الشرعية، ومن ضمنها الحق في النفقة وتوفير المسكن وحق الإقامة. بينما في الزواج المسيار، تتنازل الزوجة بإرادتها عن هذه الحقوق.