المرتد: المرتد هو من كان مسلما ثم أعلن الكفر بالله ورسوله، وعاد للكفر بعد الإسلام، وكذب أمرا يخص الإسلام مثل تكذيب حتى لو كانت كلمة واحدة من القرآن الكريم، أو نفي صفة من صفات الله عز وجل، أو تكذيب النبي عليه الصلاة والسلام في أمر ما، أو تحليل ما حرمه الله، أو الاستهزاء بالله وآياته ورسله، وذلك لأن الله تعالى قد قال: (ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فأولٰئك حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة ۖ وأولٰئك أصحاب النار ۖ هم فيها خالدون) .
حكم المرتد في الإسلام:
– حكم المرتد في الدنيا: إذا أعلن جهرا خروجه عن دين الإسلام، أو قام تكذيب أمور من الشؤون الدينية، أو الشرك بالله، فيجب على ولي الأمر أن يطلب منه التوبة والرجوع عن هذا الفعل، والعودة إلى الإسلام، فإذا رفض يحاول معه ثلاثة محاولات، إذا قبل واستغفر وعاد إلى الإسلام فعليه أن يغتسل ويتوضأ ويقول الشهادتين، أما إذا رفض فيقتل.
– حكم المرتد في الآخرة: هو الخلود الأبدي في جهنم، ولن يقبل الله أي عمل له، حيث يقول الله تعالى في سورة البقرة ” وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كافِرٌ، فَأُولئِكَ حَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَأُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ “
أول المرتدين عن الإسلام:
– بعدما توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم ارتد الكثير من المسلمين عن طرق الامتناع عن دفع الزكاة في بيت المال كما اعتاد المسلمين في حياة الرسول، ولكن تعتبر أول القبائل العربية التي اعلنت أنها ارتدت عن الإسلام كانت قبيلة أسد التي ينتمي إليها طالحة الكذاب الذي ادعى النبوة.
علاوة على ذلك، ارتدى الأسود العنسي الذي يدعي النبوة أيضًا خلال حياة الرسول عليه الصلاة والسلام، وكذلك قبائل هوازن وغطفان وطيء وغيرهم من القبائل العربية.
– هاجمت بعض القبائل المرتدة المدينة المنورة، وامتنعوا عن دفع الزكاة، مما كاد أن يؤدي إلى تفكيك الدولة الإسلامية، لذا قرر الخليفة أبو بكر الصديق مهاجمة المرتدين في حرب سميت بحرب الردة، وتم القضاء على جميع المرتدين ومدعي نبوة.
الكافر: الكافر هو من رفض الإسلام ولم يؤمن بالله ورسله وملائكته وكتبه، وينكر بعض أركان الإسلام أو يشرك مع الله إلها آخر، وقد ولد الكافر على غير الإسلام، وله عقاب شديد في الآخرة بسبب كفره بالله وعدم اعتقاده بمبدأ الحساب والعقاب والبعث ويوم القيامة.
جزاء الكافر في الإسلام:
– جزاء الكافر في الدنيا: تعتبر الردة في الإسلام أكثر ذنباً من الكفر، حيث لم يصدر حكم الموت أو القتل للكفار، ويمكن لهم أن يحيوا في سلام، وسيحاسبهم الله في الآخرة.
– جزاء الكافر في الآخرة: سيعذبه الله عذابا أليما، وسوف يكون من المخلدين في جهنم حيث قال الله تعالى ((إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ أولئك هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ).
الفرق بين الردة والكفر:
– الردة في الإسلام أكثر سوءا من الكفر، فالمرتد الكافر يحكم عليه بالقتل إذا لم يعود مرة أخرى إلى الإسلام، ولكن الكافر لا يحكم عليه بالقتل، ويمكنه أن يحيا في سلام ما دام يوفي بالعهد الذي بينه وبين المسلمين، وبدفع الجزية وخضوعه للسطلة المسلمة وجب على الدولة الإسلامية أن تحيه.
في الآخرة، لا يوجد فرق بين المرتدين والكافرين، إذ يتقاسمون جزاءً واحدًا ومصيرًا واحدًا، وهم محرومون من قبول الله لأي عمل في الدنيا، وسيكونون مخلدين في نار جهنم.