مقارنةمنوعات

الفرق بين الذنوب والمعاصي

يجب على المسلم أن يميز بين الذنب والمعصية، وذلك لتحديد الهدف من تشريع الله سبحانه وتعالى لهذه الأمور وتحريمه لأمور أخرى. يجب على المسلم أن يفهم المعنى الحقيقي للألفاظ والاعتماد على أهل الاختصاص في تحديدها وفهمها بشكل صحيح. يجب أن يبذل الوقت والجهد الشخصي لتحقيق ذلك وعدم الاعتماد على الآخرين في هذا الأمر .

جدول المحتويات

الفرق بين الذنوب والمعاصي

يُعرف أنه لا ترادف في المعاني في القران الكريم، حيث تمتاز لغة القران الكريم بالفصاحة الشديدة التي تصل إلى حد الإعجاز، فيستخدم الشارع كلمات جزيلة في سياق بغاية الدقة، وذلك كي يصل إلى المعنى المراد إلى المُتلقي، ولا شك أن للذنوب والمعاصي آثرها السيء على الفرد والمجتمع، حيث أنها السبب في جلب سخط لله تعالى والحرمان من رحمته سبحانه وتعالى واستمرار الذنوب يعتبر دليل على قرب وقوع العذاب في الدنيا قبل الاخرة.

حيث أن الشيطان كانت السبب في لعنته وسخطه هي المعصية، وإخراج ادم وحواء عليهما السلام من الجنة كان بسبب الذنب، وقوم نوح أصابهم الطوفان والغرق بسبب ذنوبهم، وقوم عاد وثمود أيضًا أصابهم السخط والصيحة بسبب معاصيهم، وقد حثنا رسولنا الكريم صلّ الله عليه وسلم بقراءه اية الكرسي يوميًا قبل النوم لحفظنا من الشياطين .

ما المقصود بالذنب

هل هناك فرق بين الذنوب والسيئات؟ لا، لا يوجد فرق. فالذنب هي السيئات المتكررة عن عمد. قد تكون سيئات أو معاص، وعند تكرارها تصبح ذنبا. ويعتبر الكفر أكبر الذنوب وأعظمها، ولا يحسب للكافر حسنات. ولمحو الذنوب عن المسلم، يحتاج إلى المداومة على الذكر والاستغفار والتوبة الحقيقية، وهي من أركان الإسلام .

وقال الله سبحانه وتعالى: `والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون` [آل عمران: 135].

هناك الكثير من الذنوب التي يقع فيها الفرد نتيجة الاستجابة للنفس الأمارة بالسوء أو وساوس الشيطان، وهذا لا ينفي رحمة الله الواسعة لعباده، ولا يمكن أن ننسى أنه لا يوجد إنسان دون ذنوب، حيث قال رسول الله صلّ الله الصلاة والسلام ” كُلُّ ابْنِ آدَمَ خَطَّاءٌ، وَخَيْرُ الخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ” رواهُ الترمذي٬ وابن ماجه.

ويحتاج الذنب إلى فعل التوبة والاستغفار، ويمكن لغيره أن يستغفر له، ويدعو له بالرحمة والهدى، مع طلب صاحب الذنب المغفرة، والتوبة إلى الله سبحانه وتعالى، وإذا لم يفعل ذلك يستحق صاحبه العذاب، حيث قال الله تعالى ” كدأب آل فرعون والذين من قبلهم كذبوا بآياتنا فأخذهم الله بذنوبهم والله شديد العقاب ” [آل عمران]١.

ما المقصود بالمعصية

المعصية هي عكس الطاعة، وتُعد مخالفة لأوامر الله الناتجة عن عدم القدرة على تحمل الصبر وضعف الإيمان وثباته على الطاعة، وهي غواية من الشيطان لابن آدم كما غوى آدم من قبل بالأكل من شجرة في الجنة، فقال الله سبحانه وتعالى في قرانه الكريم ” فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى ” [طه١٢١.

تنقسم المعاصي إلى نوعين: المعاصي الكبيرة مثل الكبر والرياء والفخر والقنوط من رحمة الله والزنا وشرب الخمر، والعديد من المعاصي التي تؤدي إلى فساد القلب والجسد، والمعاصي الصغيرة التي من بينها شهوة المحرمات وتمني مثل شهوةالكفر وشهوة البدعة وشهوة الكبائر.

ما هي الذنوب التي لا تغفر

هناك ذنوب لا يغفرها الله سبحانه وتعالى لصاحبها إذا لم يتوب منها بصدق قبل الموت، ومنها:

ـ الشرك الأكبر، حيث قال الله سبحانه وتعالى ”  إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء “، النساء/48، وقال سبحانه وتعالى:” إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِٱللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ ٱللَّهُ عَلَيهِ ٱلْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ ٱلنَّارُ وَمَا لِلظَّـٰلِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ “، المائدة/72.

هناك رأيان في شأن شرك الأصغر؛ الرأي الأول يقول إنه تحت المشيئة، وهذا ما ذهب إليه شيخ الإسلام ابن تميمة، ويوضح الميل إلى هذا الرأي في الجواب الكافي للإمام ابن القيم، أما الرأي الثاني فيقول إنه تحت التهديد، وهو الرأي الذي انتهجه بعض أهل العلم والفقهاء.

فيما يتعلق بحقوق الناس ومظالمهم، فقال أبو هريرة رضي الله عنه: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: `من كان عنده مظلمة لأخيه فليتحللها منه، فإنه ليس ثم دينارا ولا درهما، قبل أن يؤخذ من حسناته لأخيه، فإن لم يكن له حسنات يؤخذ من سيئات أخيه وتطرح عليه.` رواه البخاري في كتاب الرقاق، وعنه رضي الله عنه قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: `إن المفلس من أمتي يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي وقد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وأراق دم هذا، وضرب هذا، فيعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه، أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار.` رواه مسلم في كتاب البر والصلة والأدب.

ـ القتل، حيث أنه للقتل حق يتعلق به ثلاثة حقوق وهي حق الله سبحانه وتعالى، حق الولي والوارث، حق المقتول، فأما حق الله سبحانه وتعالى يزول بالتوبة وأما الوارث فأنه مخير بين ثلاثة أشياء إما القصاص قال تعالى {وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ} سورة البقرة الاية 179.

إما العفو بدون مقابل، وإما العفو مقابل المال، فقد حكى جندب -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: `سيأتي القاتل يوم القيامة مع قاتله، فيقول: اسأله لماذا قتلني؟ فيقول: قتلته لأجل فلان`. فقال جندب: `فاتقوا الله في القتل`. ورواه النسائي في كتاب تحريم الدم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى