مقارنةمنوعات

الفرق بين الحضارة والثقافة

يعتقد بعض الأشخاص أن مفهومي الثقافة والحضارة هما شيئ واحد بلا اختلاف بينهما، ولكن كلاً منهما يكمل الآخر، فعند الباحثين والمفكرين، يعتبران مختلفين ولهما تأثير في الدين والروحانية والطبيعة ولكل منهما تأثيره في أصل الإنسان وسيطرته على التعبير.

أولًا: مفهوم الحضارة:
تعتبر الحضارة هي التي تمد القوى التي تكمن في داخل كل إنسان، بداية من القدماء الذين كانوا يتميزون بعدم التطور الملحوظ ، فالحضارة ضرورة في حياة كل فرد، للحضارة أهمية كبيرة في حياة الكائن الحي خصوصًا الحيوان صاحب البعد الواحد فقط، واستمرارية الإنسان والطبيعة، والتقدم البيولوجي فتساعد الإنسان على الإنتاج الثقافي المتزايد والمستمر.

خصائص الحضارة :
1- تمد الحضارة الإنسان بالاختيار والتعبير فهي مصدر للتعلم، وتحث على كل ما هو مادي يمكن امتلاكه، فالحضارة حصيلة ومجموع اعتقادات وعادات وفِكر الشعوب، مقالات فوكوياما في الحضارة العربية ” إن شعوب العالم غير الغربية لا يمكن أن تدخل في النسيج الحضاري للغرب حتى وإن استهلكت البضائع الغربية، وشاهدت الأفلام الأمريكية، واستمعت إلى الموسيقى الغربية”.

تعتبر الحضارة أساسًا للغة والدين والقيم والعادات والتقاليد، وتتميز الحضارة بأنها تؤكد على ربط الدين بسياسة الدولة والتعددية والحرية الفردية .

يؤدي التحديث والنمو الاقتصادي في المجتمعات إلى تحقيق الحضارة فيها، ويساهمان في تعزيز التمسك بالعادات الأصلية لكل الشعوب.

4- ينبغي على كل شعب الحفاظ على حضارته وعاداته القديمة الأصيلة، وخاصةً الحضارة العربية التي تعد أقدم الحضارات عبر التاريخ.

تشمل الحضارة العامة كل ما يتعلق بالثقافات والديانات والعقائد الفكرية التي تضمها المجتمع.

تتميز الحضارة بأنها تشاركية، حيث تشارك الحضارة الحالية الحضارات الثقافية الماضية.

تعمل الحضارة الإيجابية على إثارة السعادة الكامنة داخل أي كائن حي، وتتميز الحضارة أيضًا بأنها حضارة متوازنة .

ثانيًا: الثقافة:
الثقافة هي جزء لا يتجزأ من البيئة فهي من صنع وخبرة وتجارب الإنسان في المجتمع، فهي مجموع فِكَر وعقائد وعادات دينية وفلسفية وسياسية واقتصادية في المجتمع، فهي تُكَون الإنسان داخليًا ليكون بالفعل إنسانًا يعترف به في المجتمع المحيط، والثقافة تحث الكائن الحي في المجتمعات المختلفة بالحرية التامة الكامنة والنابعة من الداخل وخصوصًا الإنسان.

يعرف الثقافة بأنها مجموعة الصفات التي تعكس حياة الفرد من خلال الأساليب التي يستخدمونها في حياتهم، وتتضمن سلوكياتهم ومعتقداتهم ولغتهم وتراثهم وعلومهم المختلفة.

خصائص عملية الثقافة:
1-  ثقافة مكتسبة :

يكتسب الإنسان الثقافة من المجتمع المحيط به، حيث يتعلم أفعاله وعاداته وخبراته، وهذا ما يتم تعلمه منذ الولادة .

2- ثقافة متكاملة :
هناك أمور لا تتم إلا بالتكامل بين الروح والفكر سواء أكان فكر بيولوجي أو بيئي أو اجتماعي، فلكل مجتمع ثقافة خاصة به متكاملة ومتطورة أيضًا تنظر إلى ما هو أرقى وأفضل لتحسين العيش في المجتمع بالنسبة للإنسان، لا يشترط أن كل تطور يحدث غير متعلق بما قبله، بل هو متكامل بما قبله ماديًا ومعنويًا .

3- ثقافة مستمرة :
تنتقل الثقافة من جيل إلى جيل ومن الكبير إلى الصغير ومن المُسن إلى الشاب ومن المعلم للطالب، وذلك عن طريق تعلم الثقافات ونشأتها في العملية التعليمية والتربوية، فلا يمكن التخلص من ثقافة مجتمع في يوم من الأيام على مدى العصور الماضية والمستقبلية.

4- ثقافة إنسانية :
تتميز الثقافة بأنها إنسانية، لأن الإنسان هو الكائن الحي الوحيد الذي يمكنه تغيير أو إضافة أو زيادة أو إزالة جوانب من الثقافة المجتمعية التي يتبعها .

5- ثقافة مؤثرة على الفرد:
تؤثر الثقافة على الإنسان بأنماط مختلفة ومتنوعة، منها اللغة والحاجات الأساسية للعيش.

الفرق بين الحضارة والثقافة :
تتميز الثقافة بالتطور والتغير عبر الزمن، أما الحضارة فهي ثابتة ومرتبطة بمحيط الفرد وموقعه الجغرافي.

يعتبر مفهوم الثقافة أوسع وأشمل من مفهوم الحضارة، وذلك لأن الثقافة موحدة عبر الثقافات ولكن الحضارة ترتبط بشعوب محددة.

الثقافة تضم كل ما يتم إنتاجه وتطويره من قبل الفرد في المجتمع عبر الزمن، بينما تتميز الحضارة بأنها تعتمد في تطورها على تطور المجتمع بشكل عام.

ترتبط الثقافة بإنجازات وأعمال الفرد، بينما ترتبط الحضارة بإنجازات وأعمال المجتمع وتميزه عن غيره من المجتمعات.

تشمل الثقافة جميع الأعمال المادية والعلمية التي يقوم بها المجتمع، بينما تشمل الحياة الاجتماعية كافة جوانب الحياة الاجتماعية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى