الجناس التام
وهو يكون عندما يتفق حروف لفظين في: (الشكل، والعدد، والنوع، والترتيب)، ولكن يجب أن يكون هناك اختلاف في معنى الكلمتين، وبالتالي يجب توضيح المقصود من كل منهما
- الهيئة: هي الأحرف التي تعبر عن الفتحة، الضمة، الكسرة، السكون.
- النوع: وبالنسبة للنوع، يكون المقصود هنا نوع الحرف مثل الألف، الدال أو السين.
- العدد: وهي أن يتفق اللفظان في عدد الحروف المكونة لهما.
- الترتيب: والمقصود منه أن يكون اللفظان بترتيب الحروف ذاته.
الجناس الناقص
الجناس الناقص هو العكس التام للجناس التام، حيث يختلف اللفظان فيه من حيث الحروف، سواء في النوع أو الهيئة أو العدد أو الترتيب، ولكن يجب أن يكون هناك اختلاف في المعنى، وتم تسميته بالناقص لعدم حدوث تطابق تام بين حروف اللفظين.
الفرق بين الجناس الناقص والجناس التام مع امثلة
عند تعريف الجنس والتفاصيل الخاصة به، يمكن للباحث وضع النقاط الرئيسية التي تتعلق بالاختلاف بين الجنس الناقص والجنس الكامل.
يلاحظ الدارسون اللغويون أن النوعين من التام والناقص يشتركان في شيء هام، وهو أناللفظين اللذين يتم جناسهما في المعنى يشتركان في هذا الأمر.
يمكن استكشاف الفروق بين الجنس الناقص والجنس التام، ومن الملاحظأن الجنس الناقص يختلف عن الجنس التام في عدم وجود بعض السمات الجنسية الكاملة، ويمكن الاستنتاج من ذلك بعض الفروق بينهما
- الجناس التام هو تطابق تام بين الحروف في اللفظين، ولا يجب وجود أي اختلافات تمامًا بينهما، بل يبدوان وكأنهما توأمان، ولكل لفظ منهما معنى مختلف عن الآخر، وبذلك يتضح مدى قدرة القارئ ومرونة مخزونه اللغوي من المفردات والألفاظ ومعانيها
- يكون الجناس الناقص سهلًا على القارئ بحيث يستطيع العثور عليه بسهولة، وذلك بسبب وجود اختلاف واضح في أحد الأمور التالية: نوع الحروف، عددها، ترتيبها، هيئتها، ولذلك يتم تحديده بشكل سهل.
من الأمثلة على ذلك في الجناس التام:
- (لم نَلْقَ غيرَك إنسانًا يلاذُ به *** فلا برِحْتَ لعينِ الدهر إنسانًا)، وهنا الجناس تام بين كلمتي إنسانًا وإنسانًا، ولكن المقصود من الأولى البشر، أما الثانية فالمُراد منها إنسان العين.
- (طالما كنت في دارهم فأنت في مأمن في دارهم، وطالما كنت في أرضهم فأنت في مأمن في أرضهم)، وهنا يتم استخدام الجناس بين كلمتي `دارهم` و `دارهم`، حيث تشير الأولى إلى الإقامة والثانية إلى المنزل، وكذلك هناك جناس آخر بين `أرضهم` و `أرضهم`، حيث تشير الأولى إلى الإقامة والثانية إلى الأرض.
من الأمثلة على ذلك في الجناس الناقص:
- قوله تعالى: (ذَٰلِكُم بِمَا كُنتُمْ تَفْرَحُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنتُمْ تَمْرَحُونَ)، [غافر:75]، وهنا الجناس في كلمتي تفرحون وتمرحون، وهو جناس ناقص من جهة نوع الحروف.
- (يمدون من أيدي عواص عواصم *** تصل بأسلحة قواض قواضب)، والتشابه هنا في [عواص وعواصم]، و[قواض وقواضيب]، وهو تشابه غير تام حيث تكون الكلمة الثانية أكثر في عدد الحروف.
- الجناس التام وما يحتويه من أمثلة في اللغة العربية يستخدم بشكل أقل من الجناس الناقص، وذلك لأن استخدام الجناس التام يتطلب وجود قوة لغوية ومحصول لفظي وكاتب قدير بارع في اللغة، حيث يجب أن يكون قادرًا على إتيان الألفاظ المتجانسة في اللفظ والمختلفة في المعنى.
- على الرغم من أن الأمثلة الناقصة أقل بكثير من الأمثلة الكاملة، فإن البحث عن اللفظين المتجانسين جنسًا ناقصًا يتطلب بذل الجهد والتفكير والبحث في معاجم اللغة العربية، ومع ذلك، فإن البحث عن اللفظين المتجانسين جنسًا ناقصًا أسهل بكثير من البحث عن اللفظين المتجانستين جنسًا تامًا.
ومن الأمثلة على ذلك في الجناس التام:
- إِذَا الخَيْلُ جابَتْ قَسْطَلَ الحَرْبِ صَدَّعُوا *** صدورَ العوالي في صُدُور الكتائبِ.
- قوله تعالى: وفي يوم القيامة، يتم تقسيم المجرمين بينما لم يمض عليهم سوى لحظات قليلة، ويشير الجناس هنا بين لفظي “ساعة” و “ساعة” إلى ارتباطهما الكامل، فالأولى تشير إلى يوم القيامة، والثانية تشير إلى الزمن المحدد.
أما الأمثلة على الجناس الناقص:
- قوله تعالى: تشير آية “والتفت الساق بالساق إلى ربك يومئذ المساق” (القيامة: 29) إلى وجود جنس ناقص بين الساق والمساق من حيث عدد الحروف.
- (ساق يريني قلبه قسوة *** وكل ساق قلبه قاسي)، وهنا الجناس في كلمتي ساق وقاسي، وهو جناس ناقص من جهة ترتيب الحروف.
أمثلة على الجناس في القرآن
يتضمن القرآن الكريم العديد من الشواهد والآيات التي تحتوي على الجناس، ويعد من أبلغ الكلام
- (وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ*أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ*وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلَا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ)، [سورة الرحمن، آية: 7-9].
- (يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ*يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَعِبْرَةً لِّأُولِي الْأَبْصَارِ)، [سورة النور، آية: 43-44].
- (إِذًا لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَٰهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ)، [سورة النور، آية: 43-44].
- (وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ*وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ)، [سورة الشعراء، آية: 79-80].
- (وجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ*إِلَىٰ رَبِّهَا نَاظِرَةٌ)، [سورة القيامة، آية: 22-23].
- (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا فِيهِمْ مُنْذِرِينَ*فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُنْذَرِينَ)، [سورة الصافات، آية: 72-73].
- (وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا)، [سورة الكهف، آية: 104].
- (ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ)، [سورة النحل، آية: 69].
- (لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ)، [سورة الأنفال، آية: 8].
- (إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ)، [سورة الأنعام، آية: 79].
أمثلة على الجناس في الشعر
- وكنا عظاما فصرنا عظاما وكنا نقوت فها نحن قوت.
- مع بسيف الدولة تتماهى الأمور ونرى انهارا للنظام
سما وحمى بني سامٍ وحامٍ لا يُشبههما أي سامٍ وحامٍ.
- أقولُ لظبي مرَّ بي وهو هائمُ : …… أأنتَ أخو ليلي ؟ فقال : يُقَالُ
فقلت : أفي ظل الأراكة والغضا……. يقال ويستظلل؟ فقال يقال.
- أشكو وأشكر فعله، فأنا أعجب بالشاكي الشاكر لله
كان طرفي وطرف النجم فيهما ساه ومستيقظ.
- في قنا ركب فرسان المعركة تحت خيلها… لها ثبات في الهيجاء وثبات في السكون.
- من حزم وعزم طواهما، فعظمتهما تحت الثرى الجديد، تحت الصفا والصفائح.
- نومي ينفى ليلى وليلى اختلافهما في الطول، وهذا يعتبر نعمة إذا كانا متوائمين في الطول
يزداد السخاء في الطول ليلا كلما قل السخاء في الطول ليلا وإن ازداد السخاء به قل البخل.