الفرق بين التربية قديما وحديثا
الفرق بين تربية الأبناء قديمًا وحديثًا
تثير تربية الطفل بالضرورة مسألة الأعراف والمعتقدات التي يحاول المجتمع فرضها. ومن بين الوسائل الأساسية لنقل هذه القواعد والمعتقدات كتب الأبوة والأمومة المعدة لأولياء الأطفال الصغار، والتي تتناول الرعاية والتربية بأوسع معانيها. ولأن المؤلفين لا يقدمون جميعا نفس الصورة لأشياء مثل الأمومة أو الأبوة أو ما تعنيه تربية الطفل أو التعريفات الخاصة بالطفل والبالغ، فإن طرق التربية الحديثة قد تطورت كثيرا من جميع الجوانب. وعند مقارنة التربية القديمة بالحديثة، يوجد العديد من الفروق المختلفة، والتي تتمثل فيما يلي
- كان الآباء في الماضي يعتقدون أن الطفل الصغير لا يفهم شيئًا في الحياة، ولكن في الواقع هذا غير صحيح؛ حيث يمكن للطفل أن يفهم كل شيء.
- يجهل الآباء في التربية الحديثة أن الدلال المفرط هو واحد من العوامل التي يمكن أن تؤثر على مستقبل الأطفال وشخصيتهم، وقد يؤدي إلى زيادة تمردهم وعنادهم.
- تحتاج التربية القديمة إلى تحديث لمواكبة العصر، ويمكن من خلالها تربية الأبناء بالطريقة الصحيحة.
- يجب تعليم الأطفال العادات والتقاليد، وكذلك تعليمهم حرية الرأي والتعرف على خصوصيتهم، مع التركيز على أن يكون رأيهم مبنيًا على المعرفة والفهم. نحن الآن في القرن الحادي والعشرين والتربية التقليدية التي تعتمد على التخويف والترهيب لم تعد مناسبة للأطفال.
- يجب إعادة النظر في تربية الأبناء في كل مرحلة من مراحل نموهم.
نصائح عند تربية الأبناء
تعتمد طرق تربية الأطفال الناجحة على وضع بعض الأسس الصحيحة، التي يمكن من خلالها تربية الأبناء بالطريقة الصحيحة. ومن بين النصائح التي يذكرها المتخصصون والخبراء، والتي يمكن من خلالها تربية الأبناء بشكل فعال، ما يلي:
كن قدوة
يرى الأبناء في الآباء قدوة ويحرصون على تقليد جميع الأمور التي يرونها؛ لهذا السبب من الضروري أن يحرص الآباء على القيام بالتصرفات الملائمة أمام الأبناء، كذلك فإن التعامل مع الأبناء بغضب من أكثر الأمور التي يكون لها تأثير على الأبناء فيجب على الآباء الحرص على التعامل بهدوء تجاه الأخطاء التي يرتكبها الأبناء، في المجمل فإنه يجب علينا أن نكون الشخص الذي نرغب أن يكون الأطفال عليه.
تقديم الحب للأبناء
لا يعتبر الحب هو السبب الرئيسي الذي يمكن أن يؤثر على الأطفال ويتسبب في تدليلهم وتأثيرهم بشكل سلبي، وإنما الأفعال التي نقوم بها للتعبير عن مشاعرنا للأطفال وعدم السيطرة على هذه العواطف تجاههم تعتبر السبب الأساسي في التأثير عليهم.
يجب التعبير عن الحب والمشاعر تجاه الأطفال بالطريقة الصحيحة التي تساعدهم على الشعور بالأمان والطمأنينة، وتكوين نموذج داخلي للمحبة، وسيكون لذلك تأثير إيجابي على حياة الأطفال في المستقبل وفي جميع مراحل نموهم. ومع ذلك، يجب تجنب تدليل الأطفال بشكل مبالغ فيه بسبب المشاعر الحب، حيث يمكن أن يؤثر ذلك سلبا على الأبناء.
التأديب الإيجابي
من بين أفضل الطرق لتعليم الطفل هو استخدام التأديب الإيجابي، الذي يتضمن مساعدة الأطفال على تعلم كل شيء باللطف والمحبة والحزم. فجميع الأطفال بحاجة إلى تعلم كل شيء منذ الصغر، وأنت وسيلة لفهم وتوجيههم لتعلم كل شيء الذي يحتاجونه في الحياة الكبيرة والصغيرة. لذا، يجب عليك اتباع الطرق الصحيحة لتعليم الأبناء، والإعطاء الوقت المناسب لهم لمساعدتهم على التعلم بالطريقة الصحيحة.
تأكد من أن تعلم القواعد البشرية أصعب بكثير من تعلم قواعد الجذابية وغيرها من المعلومات العلمية التي يتم تعليمها للطفل في المدرسة، حيث أن معظم الأطفال تحتاج إلى مزيد من الوقت حتى يكون لديها القدرة على تعلم الأشياء ويتم هذا بالأعتماد على أسلوب اللطف والحزم وليس على العقاب والضرب وغيرها من الوسائل التي تنعس بشكل سلبي على نفسية الطفل.
كن مصدر الآمان
من أكثر الأشياء التي يتجاهلها الآباء وتؤثر سلبا على الأبناء أن لا يكون الآباء مصدر الأمان لهم، وذلك عن طريق تقديم الاحتواء لهم، فهذا يجعل الأبناء يبحثون عن تلك المشاعر في مكان آخر وقد يؤثر ذلك سلبا على الأبناء أو يلجأون إلى الشخص الخطأ لتحقيق ذلك؛ ولهذا السبب يجب أن يكون وجود الآباء مصدرا للطمأنينة للأبناء، حيث يكون للأطفال الذين ينشأون في هذا البيئة تأثير إيجابي أكبر على نفسيتهم ومستقبلهم.
ممارسة الأبوة الإيجابية
الوسيلة الأمثل لمساعدة الطفل على تقدير ذاته هي اعتماد دليل الأبوة الإيجابية، حيث يعتبر الأباء الوسيلة الأولى والأهم والتي يتحكمون في الطريقة التي يفكر بها أبناؤهم والتي ستؤثر على مستقبلهم. لذلك، يجب على الآباء توفير تجارب إيجابية لأطفالهم لأنها تؤثر على نظرة الأطفال للمستقبل. وتعتبر هذه العوامل من أهم الطرق الحديثة والأكثر فعالية في تربية الأطفال، وحتى عند العقاب يجب تجنب العقاب الجسدي والبحث عن طرق إيجابية أخرى لمساعدة الطفل على فهم خطأه من دون التأثير على نفسيته.
مساعدة الطفل على الاندماج
إن الوسيلة الأمثل التي يمكن من خلالها مساعدة طفلك على الاندماج تتمثل في التحدث معه طوال الوقت ، فإن التواصل مع الأطفال من أهم الأمور التي يكون لها تأثير إيجابي على الطفل على حالته النفسية وعلى قدرته في التواصل مع الآخرين، وهذا الأمر سوف يساعدك على تنمية العلاقة مع طفلك، كما أنه سوف يضمن لك أن يشاركك طفلك جميع التفاصيل التي سوف يحتاج بها الطفل إلى شخص سوف يلجأ إلى أحد الوالدين.
التفكير في طفولتك
يرغب جميع الأبناء في تغيير بعض الأشياء في الطريقة التي تم تربيتهم عليها، وعلى الرغم من ذلك في بعض الحالات يتصرف الآباء بنفس الطريقة التي تربوا بها، لذلك يجب عليك تدوين جميع الأشياء التي تريد فعلها في تربية الأطفال، والأشياء التي تريد تغييرها والطريقة التي تريد تغييرها بها، فالكتابة هي الطريقة الأمثل لتذكيرك بالأمور التي يجب عليك فعلها عند تربية الأطفال بشكل إيجابي.
في جميع الأحوال أن كل طفل يحتاج إلى طريقة مختلفة في التعامل معه وتنشأته بناء على العديد من العوامل المختلفة مثل البيئة التي يتم توفيرها للطفل، وبناء على شخصية الطفل والمرحلة العمرية التي يكون بها الطفل؛ لهذا السبب يجب على الأباء إعادة النظر في الطريقة التي يتم الأعتماد عليها في تربية الأبناء، وعليك مساعدة طفلك على تغيير السلوكيات التي يقوم بها والتي يمكن أن تسبب لك الإزعاج.