صحة

الفرق بين البلازما والخلايا الجذعية في مكافحة الشيخوخة

الشيخوخة هي عملية معقدة تتسبب في تدهور الخلايا تدريجيا مع مرور الوقت، وتحدث نتيجة لعملية التنمية وتأثر بها جميع الكائنات الحية. تعتبر الشيخوخة اضطرابا وتلفا في عمليات الجسم. وهذا التعريف يسمح بوجود أنظمة لا تشيخ، نتيجة لتدخلات مضادة للشيخوخة حيث يمكن إصلاح التدهور التراكمي. يسعى العلماء لتحقيق ذلك من خلال تقنيات الخلايا الجذعية والبلازما. يهدف هذا المقال إلى توضيح دور الخلايا الجذعية والبلازما في مكافحة الشيخوخة .

ما هي الشيخوخة

الشيخوخة هي عملية طبيعية لا يمكن تجنبها ولكن يمكن تأجيلها، وتسبب العديد من الأمراض التي تشكل تهديدا مباشرا للحياة، وتحدث نتيجة لمجموعة من العوامل الوراثية التي تتعلق جميعها بالخلايا الجذعية، وبالتالي يمكن تفسير جميع ظواهر الشيخوخة على أساس الخلايا الجذعية التي تشكل أساس بناء حياة الإنسان .

الخلايا الجذعية وأنواعها

يتكون جسم الإنسان من العديد من الخلايا المهمة والمسؤولة عن العديد من الوظائف في الجسم، ومن بينها الخلايا الجذعية التي تتميز بقدرتها على التجدد عن طريق الانقسام، حيث تعتبر نظامًا احتياطيًا للكائن الحي حيث يمكنها استبدال الخلايا التالفة .

يوجد نوعين من الخلايا الجذعية : النوع الأول من الخلايا الجذعية يسمى “الخلايا الجذعية الجنينية”، ويتكون في المراحل الأولى من تكوين الجنين، وهو الذي يمكنه بناء جميع الأعضاء والأنسجة خلال تطور الجنين. والنوع الثاني هو “الخلايا الجذعية البالغة”، وهي موجودة في الأطفال والبالغين، ويمكن إنتاجها في المعامل عن طريق تحويل خلايا الجسم إلى خلايا جذعية، وإعادتها إلى نفس الشخص .

الخلايا الجذعية ومكافحة الشيخوخة

يحاول العلماء، بالاستفادة من المعرفة الحالية في مجال الخلايا الجذعية، تصميم واختبار عوامل لتأخير الشيخوخة وتحسين الصحة العامة، ومن بين هذه العوامل الخلايا الجذعية التي تحتوي على جينات مضادة للشيخوخة، والتي تعمل كدرع ضد تأثيرات الشيخوخة، وإذا نجح العلماء في استخدام الخلايا الجذعية مع مضادات الشيخوخة، فسيتم تأخير عملية الشيخوخة .

يهدف استخدام الخلايا الجذعية في الشيخوخة إلى تعزيز الحياة الصحية، وطبقًا لإحدى النظريات، فإن الخلايا الجذعية من النخاع العظمي تذهب إلى الأنسجة وتصبح خلايا ذلك النسيج ، وإذا كانت قوة الانهيار البطيء للأنسجة أكبر من قدرات إعادة بناء الخلايا الجذعية، فإن هذا سيؤدي إلى الشيخوخة، والعكس .

لذلك، يعتقد أن الخلايا الجذعية الجديدة والعلاجات المساعدة يمكن أن تبطئ عملية الشيخوخة، إذ تمتلك هذه الخلايا تأثيرًا مضادًا فريدًا من خلال تجديد وإصلاح الأجهزة التي تضررت .

البلازما ودورها في مكافحة الشيخوخة

تتقدم تقنية البلازما الغنية بالصفائح الدموية كوسيلة علاجية حديثة لمكافحة عملية الشيخوخة. وتعتمد هذه التقنية على سحب الدم من المريض بنفس طريقة اختبار الدم الروتيني، وتتوقف كمية الدم المستخرجة على عدد المناطق التي تحتاج للتصحيح. يتم وضع الدم في جهاز الطرد المركزي لمدة 8 إلى 10 دقائق لتنقيته، مما يسمح بفصل البلازما الغنية بالصفائح وحقنها في المناطق التي تحتاج إلى التجديد .

وتقنية العلاج بالبلازما الغنية بالصفائح الدموية هو نهج بطيء لمكافحة الشيخوخة يحافظ على السلامة الوظيفية، ويزيد من قدرة الجسم على التجديد والإصلاح، وبسرعة أصبح خيار العلاج المفضل لدى العديد من الأشخاص لتجديد شبابهم، والحد من التجاعيد والندوب، إذ يحتوي هذا العلاج على عوامل النمو التي تغذي شفاء الأنسجة الرخوة .

تقنية العلاج بالبلازما

تتألف الدم البشري بشكل رئيسي من كريات الدم الحمراء بنسبة 93٪ وخلايا الدم البيضاء بنسبة 1٪ والصفائح الدموية بنسبة 6٪ وتكون جميعها معلقة في البلازما، وعند علاج الجلد باستخدام البلازما الغنية بالصفائح الدموية يتم تخفيض عدد خلايا الدم الحمراء إلى 5 ٪، ويرتفع عدد الصفائح الدموية إلى 94٪، في حين تبقى خلايا الدم البيضاء ثابتة .

تشمل مناطق شائعة يتم علاجها بتقنية العلاج بالبلازما الغنية بالصفائح الدموية، منطقة تحت العيون، والرقبة، والأيدي، وإعادة بناء الوجه بالكامل، وعلامات التمدد، وشد الجلد، والمناطق التي تضررت بسبب القرحة، وإصابات الأوتار أو الحروق .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى