الفرق بين البحث والرسالة والأطروحة
المناهج والأساليب المتبعة في الدراسات والاتكشافات العلمية لها بعض الأحكام والقوانين والخصائص التي تُحدد ماهية وهدف كل منها وتُساعد من يطلع عليها على أن يعي المقصود منها تمامًا قبل أن يُقبل على قراءتها ، ودائمًا ما نجد بعض المفردات الموجودة على أغلفة الرسائل والأبحاث والدراسات العلمية في كافة المجالات مثل الرسالة والأطروحة والورقة البحثية .
معنى البحث والرسالة والأطروحة
هناك اختلاط في استخدام هذه المصطلحات الثلاثة، على الرغم من وجود اختلاف في مفهوم ودلالة كل منها على النحو التالي:
تعريف البحث
هو فعل قام به أحد الأشخاص المعروفين بالباحثين والذي يهدف إلى إجراء دراسة في مجال محدد، واستخدام وسائل متنوعة للحصول على معلومات ومستوى معرفة غير مسبوق من أجل نشر هذه المعرفة بين فردان من المجتمع أو مجموعة مهتمة بنفس المجال، بهدف تحقيق الفائدة. وهناك عدة مجالات للبحث، فقد يكون بحثا علميا أو سياسيا أو أدبيا أو دينيا، وينقسم البحث إلى قسمين رئيسيين وهما: الرسالة والأطروحة .
تعريف الرسالة
هو عبارة عن أحد المصطلحات المُستخدمة على نطاق واسع في الجامعات ؛ حيث يقوم الطلبة والطالبات بإعدادها من أجل الحصول على شهادة دراسية سواء البكالوريوس أو الماجستير أو الحصول على شهادة المتريز Maitrise ، ومن أجل الحصول أيضًا على شهادة الدبلوم ، ويتم التركيز عبر الرسالة على أسلوب الطالب واللغة المستخدمة في طرح الرسالة ، ولا يتم التركيز بشكل كبير هنا على حجم هذه الرسالة ؛ حيث أن الأهم في الرسالة البحثية هي الكيف وليس الكم .
تعريف الأطروحة
أما الأطروحة ؛ فهي القسم الثاني من البحث ؛ وهي مصلطح جامعي أيضًا خاص بمرحلة الراسات العليا ؛ حيث يتم من خلالها تقديم بحث من أجل الحصول على درجة الدكتوراه ؛ ولا بُد ان تتضمن أطروحة الدكتوراه المنهج المتسق القوية واللغة الصحيحة لغويًَا ونحويًا ، ولا بُد أيضًا أن تحتوي على فكرة جديدة أو معلومة حديثة لم يسبق الباحث أحد إليها مُسبقًا ، وهذا أهمية أن يعتمد الباحث على عدد كبير من المصادر وامراجع الموثوقة ، وأن يكون مٌلمًا بافكرة محل الدراسة بشكل كامل وأن يكون بارعًا في طرح ومناقشة وتحليل النتائج التي قد توصل إلأيها عبر إطروحته .
يذكر أن حجم الأطروحة لا يكون محددًا أيضًا، ولكن بشكل عام يجب أن يكون أكبر بكثير من حجم الرسالة العادية، وخاصةً إذا كانت تطرح فكرة جديدة لم يسبق عرضها، وبالتالي يجب أن تكون متكاملة الأركان حتى تحقق الفائدة المرجوة منها بالفعل .
الفرق بين الأطروحة والورقة البحثية
هناك بعض الفروق بين معنى الأطروحة Thesis والورقة البحثية Research paper، وتتضمن هذه الفروق النقاط التالية:
الغرض من البحث والأطروحة
الغرض من الأطروحة هو الحصول على درجة جامعية وخصوصًا في مراحل الدراسات العليا ، في حين أن الغرض الأساسي من إعداد البحث هو عرض المعلومة والمعرفة الجديدة للقارئ ؛ بحيث يتعلم القارئ أي شيء جديد عندما يقرأ هذه الورقة البحثية ، ويُعد هذا هو الفرق الرئيسي بين الأطروحة والورقة البحثية العلمية .
النمط المستخدم
وتختلف الأطروحة عن الورقة البحثية في أنها تكون مكتوبة من أجل نيل درجة علمية وبالتالي ؛ تكون طويلة وذات حجم أكبر تمامًا عن الورقة البحثية ، لأن البحث يُركز بشكل أكبر على النتائج ؛ في حين أن الأطروحة لا بد أن تحتوي على مناقشة ومقدمات ومشكلة ومقترحات ومناقشة والأساليب التي تم استخدامها في عرض الأطروحة وغيرها حتى تكون متكاملة ، في حين أن تلك الأجزاء ليست مطلوبة بشكل مُوسع في الورقة البحثية .
الوقت المستغرق في الإعداد
تستغرق الأطروحة وقتًا أطول بكثير من الورقة البحثية، بسبب احتوائها على أجزاء وتنسيقات وتعديلات كبيرة جدًا. بينما يستغرق وقت إعداد الورقة البحثية وقتًا قصيرًا جدًا، حيث يعتمد على نتائج دراسة واحدة، ومن الممكن أن يتم إعداد البحث خلال يوم واحد فقط .
مقدار الحاجة إلى المساعدة
من الصعب على الباحث أن يقوم بإعداد الأطروحة بمفرده. لذلك، تقوم الجامعة التي يتم فيها الدراسة بتوفير مشرف واحد أو أكثر ذوي خبرة في مجال الدراسة وإعداد الأطروحات بشكل صحيح. وعلى الرغم من أن الورقة البحثية لا تتطلب مساعدة، قد يتمكن الباحث من إجراء البحث بمفرده دون مساعدة المشرف ويمكنه الاستعانة ببعض المصادر أو مواقع الويب لإعداد البحث .
نتائج الأطروحة والورقة البحثية
لا تكتمل نتائج الأطروحة إلا بعد أن يتم مناقشتها شفويًا مع الطالب عبر حلقة مناقشة ولجنة تقييم مكونة من بعض الأساتذة المتخصصين في مجال الدراسة ، وهنا يجب على الباحث أن يقوم بشرح أهم جوانب ونتائج أطروحته وان يقوم بتحليلها بشكل دقيق وأن يكون قادرا على الإجابة على أي اسئلة توجهها إليه لجنة المناقشة ن وفي حالة اقتناع اللجنة ؛ يتم اعتماد نتائج الأطروحة ومنح الطالب الدرجة العلمية .
فيما يتعلق بالورقة البحثية، لا يتم طلب منا مناقشة شفوية، ولكن يتم قبول نتائج البحث فقط عن طريق محتوى الورقة البحثية، ويتم فحص هذا البحث باستخدام برنامج الكشف عن الاقتباس المعروف باسم برنامجالانتحال العلمي مثل برنامج البلاجياريزم .
اعتماد منهجية الأصالة
: تحتاج الأطروحة إلى أصالة وإبداع عاليين، مما يعني أن اتباع خطوات وطرق أخرى تتعارض مع مبدأ الأصالة في البحث العلمي ليس مناسبا، بل يتعين على الأطروحة أن تتضمن أصالة وإبداعا ومعلومات جديدة كافية لتكون دراسة أو أطروحة مجدية ومفيدة ومثمرة تحقق الأهداف العليا في الدراسات العليا، ولكن في البحث العادي لا يتطلب الأمر درجة عالية من الأصالة كما هو مطلوب في الأطروحة
حجم الأطروحة الورقة البحثية
كلما كانت الأطروحة ذات عدد أكبر من الصفحات التي تتناول الشرح والتوضيح والتحليل والابتعاد تمامًا الحشو الزائد الذي لا يكون مُجديًا تكون الرسالة ذات درجة أعلى من الاستحسان لدى المشرفين ولدى لجنة التحكيم والمناقشة ، في حين أن الورقة العلمية التي يتم إعدادها من أجل النشر في دوريات ومجلات البحث العلمي ؛ يُفضل أن تكون مُركزة على الأجزاء الهامة فقط وأن تكون جميعها من اجتهاد الطالب دون أي اقتباس ، وقد تكون الورقة البحثية 4 أو 5 ورقات فقط .
ولم يتم سابقا توضيح وجود اختلافات جوهرية بين معنى وتعريف البحث والرسالة والأطروحة؛ وبالطبع يتطلب ذلك أن يكون كل باحث على دراية تامة بطبيعة ما سيقدمه من خلال الدراسة التي سيقوم بها وأن يعرف ما إذا كانت رسالة أو أطروحة أو ورقة بحثية للنشر العلمي، وأن يفهم جيدا خصائص كل من البحث والأطروحة والرسالة بشكل صحيح ودقيق؛ حتى يلتزم بأهم السمات والخصائص التي يجب توفيرها في دراسته وبالتالي تحقيق الهدف المرجو منها بسهولة ..