مقارنةمنوعات

الفرق بين الانتظار والصبر

الصبر: الصبر هو صفة حميدة كانت متواجدة عند أغلب الأنبياء والصالحين والحكماء، وهو علامة على الإيمان بالله والتوكل عليه، ويتمثل في القدرة على ضبط النفس في حالات الألم والحزن والتحمل.

يمكن اعتبار الصبر قرارًا واختيارًا، وهو القدرة على تحمل الأوضاع الصعبة والتصدي للأشياء المؤلمة دون إظهار أي تفاعلات، حيث لا تؤثر هذه التفاعلات على الآخرين، وهو اتخاذ قرار محدد تجاه بعض المشاكل.

– قال النبي صلى الله عليه وسلم: أيَّ عجبٍ لأمر المؤمن! فإنَّ كلَّ أمرٍ له خيرٌ، وليس ذلك لأحدٍ غير المؤمن، فإذا ابتُلِي بالسراءِ شكرَ، فكان خيرًا له، وإن ابتُلِي بالضراءِ صَبَرَ، فكان خيرًا له

– وقال نافع أن ابْنُ عُمَرَ رضى الله عنه (رَجَعْنَا مِنَ الْعَامِ الْمُقْبِلِ فَمَا اجْتَمَعَ مِنَّا اثْنَانِ عَلَى الشَّجَرَةِ التي بَايَعْنَا تَحْتَهَا كَانَتْ رَحْمَةً مِنَ اللَّهِ. فَسَأَلْتُ نَافِعًا عَلَى أي شيء بَايَعَهُمْ عَلَى الْمَوْتِ قَالَ لاَ بَايَعَهُمْ عَلَى الصَّبْرِ.

حكى أبو سعيد الخدري أن بعض الأنصار سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعطاهم، ثم سألوه فأعطاهم حتى نفد ما عنده، فقال: (ما يكون عندي من خير فلن أدخره عنكم، ومن يستعفف يعفه الله، ومن يستغن يغنه الله، ومن يتصبر يصبره الله، وما أعطى أحد عطاء خيرا وأوسع من الصبر).

ذكر الله تعالى الصبر في أكثر من مرة في القرآن الكريم، حيث ذكره تعالى في 93 مرة، ومن بينها قوله تعالى `فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل ولا تستعجل لهم كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا إلا ساعة من نهار بلاغ فهل يهلك إلا القوم الفاسقون`، وقوله تعالى `إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب`.

أقوال عن الصبر:
– قال الراغب الأصفهاني عن الصبر: حبس النفس حسب ما يقتضيه العقل والشرع، وما يتطلب حبسها عنه.

– عرف الجنيد بن محمد الصبر: (تجرع المرارة من غير تعبس).

– قال ذو الـنون المصـري عن الصبر: الابتعاد عن المخالفات، والاستقرار عند تجربة البلاء، وإظهار الثراء عند حلول الفقر في مجالات الحياة.

– عرف الجرجاني الصبر أنه: الشكوى من آلام البلوى لا يجوز إلا لله وحده.

– قال ابن القيم عن الصبر: حبس النفس عن الجزع والتسخط، وحبس اللسان عن الشكوى، وحبس الجوارح عن التشويش.

– قال ابن تيمية رحمه الله: يتمثل الصبر الجميل في الصمت بدون شكوى أو تذمر

الانتظار: الانتظار هو أمر محبط يواجهه الإنسان في حياته، وأسوأ ما فيه أن يكون الإنسان مضطرا للانتظار دون أن يكون لديه خيار. إنه ليس قراره، ويعتبر أحد أصعب اللحظات التي يمر بها الإنسان، ويسبب الكثير من القلق والتوتر وتشتت الأفكار، حتى إذا كان الانتظار لحدث سعيد.

يعتبر الانتظار فرصة للتأمل والتفكر، ولكنه يمكن أن يكون قاسياً ويبدو أن الساعات والدقائق تمر كالسنين، وقد يضيع الشخص وقته دون فائدة، ويشعر بالرعب والخوف من المجهول أثناء الانتظار.

لا يمكن علاج الخوف من الانتظار، ولكن هناك بعض الوسائل التي يمكن أن تساعد على منح الشعور بالأمان، مثل الإيمان بالله والاقتناع بأن العجلة في بعض الأمور قد تسبب الضرر، وأن التأخير قد يكون سببًا لخير قادم

الفرق بين الانتظار والصبر:
هناك فرق كبير بين الانتظار والصبر، فالانتظار ليس قرار ولكن يجبر عليه الانسان في الكثير من الاشياء، بينما الصبر اختيار وهو التحكم في النفس عند حدوث المصائب والاوجاع، ويجازينا الله خيرا عن الصبر، حيث قال تعالى (وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ)، بينما الانتظار لا يجازي الله عنه حيت أن الانتظار هو ضياع للوقت دون هدف ودون فائدة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى