الفرق بين الإعياء العادي والإعياء الناتج عن أمراض القلب
وهب الله للإنسان كثيرا من النعم التي تحيط به من كل جانب، ومن بين أعظم هذه النعم التي أنعم الله بها على الإنسان هو القلب. فالقلب هو أحد أجزاء الجسم وأهمها على الإطلاق. إن القلب هو العضلة الأقوى في جسم الإنسان، وعلى الرغم من أن حجمه لا يتجاوز حجم قبضة اليد، إلا أنه يمتلك قوة هائلة. وتعمل هذه العضلة بشكل آلي، حيث تتلقى إشاراتها فقط من الدماغ وتعمل بناء على هذه الإشارات. وعمل العضلة القلبية هو عمل دقيق للغاية، ومنظم، وذو أهمية كبيرة في نفس الوقت. فهي تعمل على ضخ الدم وتوزيعه في جميع أنسجة وأعضاء الجسم، مما يمكن هذه الأعضاء من العمل بشكل طبيعي ويساعد على استمرار حياة الإنسان. فبدون عمل القلب، لا يمكن للإنسان أن يعيش سوى لبضع ثوان حتى تتوقف جميع أجهزة الجسم .
بنظرنا إلى خطورة وأهمية عضلة القلب، تتجذر أهمية أمراض القلب نفسها، حيث تثير أمراض القلب دائما مخاوف كبيرة للكثيرين، وفي الفترة الأخيرة أصبحت أمراض القلب محل اهتمام الأطباء والعلماء المتخصصين في دراسة القلب. فقد شهدت السنوات الأخيرة تطورا كبيرا في انتشار أمراض القلب. ووفقا للدراسات الحديثة، زادت أمراض القلب انتشارا في الفترة السابقة بنسبة أربع مرات مقارنة بالماضي، وهذا إذا أشار إلى شيء، فإنه يشير إلى الخطر الذي تمثله هذه الأمراض .
وبسبب الاهتمام المتزايد بأمراض القلب في الوقت الحالي، يتعرف الكثيرون على أعراض هذه الأمراض للتعرف عليها واللجوء إلى الطبيب المختص عند ظهورها، وذلك لعلاجها فيأسرع وقت ممكن قبل أن تتفاقم ويتطور المرض إلى مضاعفات صحية خطيرة تؤثر على صحة القلب والجسم بشكل عام .
مشكلة الإعياء والتعب شائعة جدا في عصرنا الحالي، الذي يتميز بالحركة السريعة والتغير المستمر. يتسبب الإرهاق والتعب في إرهاق كثير من الأشخاص، وعموما، فإن الإرهاق والتعب ليست مشكلة تولى اهتماما كبيرا من قبل الكثيرين. على الرغم من أن الإعياء قد يكون مؤشرا خطيرا على أمراض القلب، إلا أنه في كثير من الأحيان يحدث دون أن يعطى له الاهتمام اللازم من قبل المريض، حيث يعتقد أنه مجرد إرهاق عابر ناتج عن ضغوط العمل والحياة .
لذلك، يؤكد أطباء القلب على أهمية التمييز بين الإرهاق الطبيعي والإرهاق الناجم عن وجود إحدى أمراض القلب، والتي تؤثر على الصحة وتسبب ضعف القلب، وهذا يؤدي بدوره إلى ضعف الجسم بشكل عام، مما قد يتسبب في الإعياء الشديد أو الإعياء البسيط، وفقًا لشدة المرض القلبي .
الفرق بين الإعياء العادي والإعياء الناتج عن أمراض القلب :
يمكن للشخص العادي بقدر بسيط من التركيز والملاحظة أن يفرق بين الإعياء الطبيعي الناتج عن يومآ طويلآ ومرهق وبين الإعياء الناتج عن أحد أمراض القلب الخطيرة ، والفرق الأبرز بين الحالتين هو أن الإعياء العادي يظهر مع نهاية يوم متعب أو يوم طويل من بذل الجهد ، أو قد يظهر عند الاستيقاظ صباحآ نتيجة عدم النوم بشكل كاف ومتواصل ، لكن الإعياء الدال على وجود مرض بالقلب يظهر بمجرد أن يستيقظ الشخص من نومه حتى بعد النوم لوقت كاف ، كما يشعر الشخص المريض بإعياء شديد رغم عدم بذل أي جهد يذكر ، وهو ما يلفت الإنتباه ويثير استغراب المريض ، كما يشعر مريض القلب بحالة إعياء تصاحبها آلام شديدة بالعضلات وشد عضلي في بعض أجزاء الجسم ، بالإضافة إلى حالات الإعياء المصحوبة بالصداع المتكرر ، والذي يتزايد بعد الاستيقاظ من النوم .
أمراض القلب التي تتسبب في إعياء وإرهاق :
تسبب بعض الأمراض القلبية شعور المريض بالإعياء، ومن أبرز هذه الأمراض مرض قصور القلب وفشل وضعف عضلة القلب، وكذلك الأمراض التي تشمل الصمامات والشرايين التاجية، بالإضافة إلى بعض الأمراض القلبية الخلقية .
العلاج : ينصح بأن يستشير أطباء القلب المرضى عندما يشعرون بأعراض إرهاق وإعياء مميزة مثل الأعراض المذكورة في موضوعنا بضرورة استشارة طبيب متخصص للتحقق من أسباب هذا الإعياء. فهناك بعض أمراض القلب التي قد تظهر على شكل إعياء دون ظهور أي أعراض أخرى، وتجاهل هذا العرض المهم يمكن أن يؤدي إلى حدوث مضاعفات خطيرة .