الفرق بين اسماء الله المشتقة والغير مشتقة
هناك أسماء وصفات يختص بها المولى عز وجل وحده، وتدل على الكمال في ذاته العلية. فهو الخالق الذي لا يماثله أي مخلوق، ومن مراتب التوحيد هو الإيمان بأسماء الله وصفاته الواردة في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، ومن هذه الأسماء اسماء الله الحسنى. وقد قال الله تعالى في سورة الأعراف: “ولله الأسماء الحسنىٰ فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه ۚ سيجزون ما كانوا يعملون”. وهناك أسماء مشتقة وغير مشتقة، فما هو الفرق بينهما.
أسماء الله المشتقة
إن الله سبحانه وتعالى ليس كمثله شيء ، وقد انفرد بصفات وأسماء معينة ، ومعنى الأسماء المشتقة أن كل اسم من أسمائه الحسنى قد تم اشتقاقه من صفة مستقلة بمعناها ، وإن الله تعالى له الكمال من كل اسم من أسمائه ، ومن كل صفة قد تم اشتقاق الاسم منها ، حيث أن كل اسم لله تعالى لابد وأن يكون قد تم اشتقاقه من صفة معينة ، وكل اسم يدل على الصفة التي تضمنها مثل اسم القدير ؛ فإنه يدل على القدرة ، ويدل العليم على العلم ، وهكذا فإن لكل اسم دلالة من صفته.
في رده على سؤال إذا كانت أسماء الله مشتقة أم جامدة؟ أو بمعنى آخر، إذا كانت تعبر عن الذات فقط أم تعبر عن الذات والصفة؟، كان رده أنها تحمل دلالة على الذات والصفة. أما الأسماء الخاصة بنا، فتعبر عن الذات فقط، حيث يمكن أن يطلق اسم “عبدالله” على رجل فاجر من عباد الله، ولكن ذلك لا يعكس صفاته المرتبطة بالاسم. أما أسماء الله سبحانه وتعالى، وأسماء النبي صلى الله عليه وسلم، وأسماء القرآن، واليوم الآخر، فهي أسماء تحتوي على الصفات المشتقة منها.
أسماء الله غير المشتقة
الأسماء غير المشتقة هي الأسماء الجامدة القائمة بنفسها والتي لم تؤخذ من غيرها ، والاسم الجامد ينقسم إلى نوعين هما اسم ذات واسم معنى ، وبذلك يتضح أن جميع أسماء الله الحسنى التي اختص بها الله تعالى ذاته ؛ فإنما قد تم اشتقاقها من الصفات مثل القوي ؛ فإنها مشتقة من القوة ، بينما حدث اختلاف بين بعض علماء السنة من أهل اللغة حول لفظ الجلالة “الله” في كونه هل هو اسم مشتق أو جامد ، وجاء الرأي الأصوب يشير إلى أنه اسم مشتق من الألوهة ، ومعاذ الله أن يكون أحدًا من البشر هو الذي اشتق له هذا الاسم ، ولكن المراد هنا أن الاسم متصرف من معنى موجود ومعروف في اللغة.
هناك فرق واضح بين الاسم الجامد والاسم المشتق؛ حيث لا يوجد للاسم الجامد أصل معنى في اللغة يمكن الاشتقاق منه، مثل القمر والشمس والحجر، وغيرها من الأسماء الجامدة التي لم يتم اشتقاقها من أي صفة محددة. بينما يتم صياغة المشتقات من معان سابقة في اللغة، مثل صياغة اسم الفاعل والمفعول من الأفعال. على سبيل المثال، يتم اشتقاق الأسماء من الفعل `ضرب`، حيث يشتق منه `ضارب` و `مضروب`. وبالمثل، يتم اشتقاق الأسماء من صفاتها. وتكون أسماء الله مشتقة من صفاته وتحمل دلالة على الذات والصفة معا. والإيمان بأسماء الله وصفاته يعتبر ركنا من أركان الإيمان. وتشير أسماء الله إلى جميع الأسماء التي سمى بها الله تعالى نفسه، أو سماه بها النبي صلى الله عليه وسلم.