العوامل المؤثرة في ثقافة الطفل
العوامل المؤثرة على تكوين شخصية الطفل
الثقافة هي أساس الحضارة الإنسانية وأهم مظاهرها. إنها تشمل الأفكار والمعتقدات والفنون واللغة، بالإضافة إلى العادات والتقاليد وكل ما يتعلمه الفرد من الأخلاق والقيم في المجتمع الذي يعيش فيه. الثقافة تعتبر أيضا لغة للتواصل بين شعوب العالم المختلفة. ثقافة الطفل هي جزء من ثقافة مجتمعه وتنعكس على تفكيره وأسلوب حياته، وتساهم في تشكيل شخصيته. ومن أهم العوامل التي تؤثر في بناء ثقافة الطفل ما يلي
شخصية كلاً من الأب والأم
يتأثر شخصية الطفل بشكل كبير من خلال الملاحظة على تصرفات الآخرين، وخاصة من قبل الأب والأم، وتعد القدوة ذات تأثير وفعالية أكبر في توجيه الطفل من طريقة الأمر والتعليمات.
يترك موقف أو أسلوب حياة الأب أو الأم بصمته في حياة الطفل، فالطفل يتعلم القيم الأخلاقية من سلوك وتصرف الأب أو الأم في موقف معين، وكذلك ثقافتهم وأسلوبهم في التعامل مع الآخرين.
تعتبر القدوة مهمة جدًا في تربية وثقافة الطفل، فهي تؤثر بشكل كبير على سلوكه وأفعاله، ويجب أن تكون حقيقية وغير مصطنعة.
طبيعة العلاقة الأسرية
إن نمو الطفل في بيئة أسرية مفعمة بالحب والاحترام المتبادل بين الوالدين، وتستند إلى الصدق والمحبة والتعاون، يؤثر بشكل كبير على ثقافته ونضج تصرفاته.
يعدّ المنزل بيت الطفل الأول الذي يتعلم منه عن العالم الخارجي، وهو يتعلم ذلك من محيط أسرته، حيث يلعب الاستقرار النفسي دورًا مهمًا وأساسيًا في توجيه وتكوين شخصية الطفل وتطوير قدراته.
يمكن تعليم الشخص كل ما هو راقي في مجال الثقافة بسهولة، ويمكن لذلك تحسين شخصيته ولغته في التعامل والتعايش في أي ثقافة في جميع أنحاء العالم.
ماهي اعتبارات الثقافة للأطفال
الاعتبارات التربوية
تعد مسألة ثقافة الأطفال في المقام الأول مسألة تربوية ، كما أنها يجب أن تكون عملية ذات شمول واستمرارية مع الطفل في حياته الإنسانية كلها، وتعد الاعتبارات اللغوية هي طريقة لتقديم الثقافة للطفل بشكل يتلاءم مع كل من الخصائص السيكولوجية لشخصية الطفل وكذلك الاجتماعية وأيضا اللغوية.
يجب مراعاة قدرات الطفل وإدراكه للأشياء وكذلك الفروق الفردية بين الأطفال عند التعامل معهم.
الاعتبارات اللغوية
يجب أن تكون اللغة المستعملة في البيئة المحيطة بالطفل في تقديم العمل الثقافي واضحة وسليمة وسهلة ومليئة بالحيوية.
من المهم التحدث إلى وجدان الطفل بلغة جميلة ومحببة، ويجب أن تكون اللغة المستخدمة مناسبة للعمر وتتناسب مع محتوى العمل المقدم للطفل، كما يجب أن تتناسب مع لغة الطفل بشكل كبير.
الاعتبارات الفنية
يجب أن تكون المادة الثقافية التي تقدم للأطفال تحمل أسلوبًا راقيًا وعنصر التشويق، كما يجب أن يتميز بإدخال الفرح إلى قلب الطفل واحترام المرحلة العمرية للطفل.
يجب أن تكون الثقافة مثل الطعام اللذيذ الذي يحبه الطفل، سواء كانت المادة الثقافية تتضمن موسيقى أو قصة أو قصيدة شعرية أو رواية.
ثقافة الطفل
تشمل ثقافة الطفل كل ما يتلقاه من مجتمعه في جميع مجالات الحياة الثقافية والترفيهية والأدبية، بالإضافة إلى المجالات التعليمية، وتهدف هذه الأنشطة إلى تشكيل وتنمية شخصية الطفل وتحسين قدراته وتطويره.
تعتبر ثقافة الطفل استراتيجية بذاتها تهدف إلى بناء شخصية سلمية للطفل، كما يساعد تنمية المهارات اللغوية على ذلك.
كيف تؤثر الثقافة على تنمية الطفل
تؤثر الحياة والأجواء الثقافية التي ينشأ فيها الطفل في شخصيته وتطوره، حيث تحدد البيئة والعوامل الاجتماعية التي يتربى فيها تصرفات الطفل وطريقة تفكيره. يتأثر الأطفال بمداخلات البيئة المحيطة بهم، ولذلك توجد اختلافات ثقافية كبيرة في معتقدات الأطفال وسلوكهم.
لذلك، يتضح تأثير الثقافة على شخصية الطفل، حيث تركز اهتمامات الأمهات على تربية الأطفال وتلبية احتياجاتهم، وعلى سبيل المثال، تكون اهتمامات الأمهات في ألمانيا متعلقة بتوفير الرضاعة وتلبية جميع رغباتهم.
أما الأمهات في الدول الإفريقية فتهتم بشكل كبير بالمهارات الإجتماعية، والقدرة على التواصل والتفاعل مع الآخرين، حيث تؤثر طريقة التعرض للطفل منذ الطفولة على طريقة التحضر مع أنفسهم وكذلك علاقاتهم بمن حولهم، ويميل الأطفال في الدول الأوروبية وأمريكا على استخدام الأنا كثيراً عندما يقوموا بوصف أنفسهم مثل أنا ذكي أو أنا جيد وهكذا.
في الدول الأفريقية، عندما يبدأ الأطفال في الحديث عن أنفسهم، يقومون بشرح ووصف علاقاتهم بالآخرين.
مصادر ثقافة الطفل
- الأسرة
الأسرة هي المصدر الرئيسي والأساسي للعوامل التي تؤثر بقوة في النمو الأخلاقي، وتؤثر بطريقة أكثر تأثيرا على ثقافة الطفل وتنشئته. يتعلم الطفل من الأسرة كيفية التعامل مع مختلف مواقف الحياة ويكتسب المواريث اللغوية والتربوية والأخلاقية من خلال تصرفات الوالدين.
يتعلم الطفل طريقة التحدث والاستماع للآخرين، ويجب على الأسرة أن تهتم بتعليم الأطفال الاعتماد على الذات من خلال الاستفادة من الكم الهائل من المعرفة المتاحة من حولنا.
يجب الاهتمام بالأسئلة التي يطرحها الأطفال والإجابة عليها بأساليب مختلفة تناسب المرحلة العمرية التي يتمرنون فيها.
- برامج الأطفال الإذاعية
يتعين على الأهل تخصيص وقت مع الأطفال للاستماع إلى برامج مثل هذه، وتشجيع الأطفال باستمرار على الاستماع لهذه البرامج، مع ضرورة تخصيص وقت محدد لها والحرص على اختيارها بعناية.
- برامج التلفزيون
تتميز برامج التلفزيون بقدرتها على جذب انتباه الأطفال بشكل كبير لذلك يجب الانتباه إلي هذه النقطة ومحاولة مراقبة الأطفال في الوقت المخصص لمشاهدة البرامج التلفزيونية، فيجب اختيار البرامج التي يشاهدها الأطفال بعناية شديدة ومعرفة الأثآر السلبية لها على الأطفال، كما يجب مراعاة عدم الاعتماد علي برامج التلفزيون في تثقيف الأطفال.
أهمية ثقافة الطفل
الطفل بطبيعته لا يستجيب لأساليب التعليم التقليدية التي تقدم المعلومات بشكل محدد وممل، وتعتمد على الحفظ والتكرار. لذلك، توجهت الأساليب التربوية الحديثة نحو اتباع طرق مشوقة لتعليم الأطفال، تعمل على تنمية مهاراتهم وإثارة إبداعهم وقدرتهم على التفكير بشكل مختلف، بعيدا عن الأساليب التقليدية التي تعتمد على التكرار بدون فهم.
لذلك، يجب اختيار الطريقة والأسلوب الذي يفضله الطفل ويتوافق مع ميوله وقدراته لنقل المعلومات بطريقة مبسطة، ويتم ذلك عن طريق دمج التعليم مع اللعب، مع ضرورة استخدام أسلوب التحفيز والتشجيع.
حيث يعمل تثقيف الطفل على استكشاف ومعرفة كل شيء من حوله لأن الطفل بطبيعته يميل إلي معرفة ما هو حوله غير معروف له أو مجهول، بالإضافة إلى تنميه خيال الطفل والعمل على تحسين قدراته على التواصل الاجتماعي وتكوين الصدقات، وتنمية اللغة عند الطفل مع تعلمه لغات أخرى بأسلوب بسيط وسهل.
ماهي معوقات ثقافة الطفل العربي
- اتباع أسلوب التلقين في توصيل المعلومات.
- عدم تعليم الأطفال ثقافة الإبداع وتنمية القدرة على التفكير.
- يجب تعليم الطفل كيفية التواصل مع الآخرين وأهمية العمل الجماعي والمشاركة المجتمعية.
- يعاني الأطفال من عدم وجود كتب الفنون والأدب الخاصة بهم في المكتبات العربية، بالإضافة إلى نقص الترجمة للثقافات الأخرى التي تهتم بالأطفال.