العوامل المؤثرة في انتقال أثر التعلم بالأمثلة
تعريف انتقال اثر التعلم
تعني انتقال الآثار التعليمية تأثير تعلم الفرد لنوع من الأنشطة أو لموقف معين، وقدرته على التصرف في مواقف مشابهة أو أخرى، ويعني أيضًا تدريبًا أو خبرة تعليمية محددة، سواء كانت تعليمية أو حركية أو انفعالية.
مثال على انتقال أثر التعلم
من الأمثلة على ذلك هو تعلم القيادة، فهي مهارة تحتاج في البداية إلى تعلم الخطوات وفهم الحركات الأساسية، ثم يحتاج الأمر إلى التدريب والخبرة والممارسة لكي يكتسب الشخص خبرة كافية ومستوى عالٍ من المهارة.
يحتاج الشخص الراغب في تعلم القراءة إلى تلقي الحروف وحركات النطق وكيفية تشكيلها وتركيب الأصوات معا من قبل المعلم. ثم يجب أن يحاول الفرد قراءة النصوص وممارستها، ومع الوقت يصبح الشخص قادرا على قراءة الكلمات والجمل كاملة وزيادة سرعته في القراءة بفضل التدريب والتعلم والممارسة، ويمكن للعين أن تسجل صور الكلمات وتحفظ أشكالها بفضل الخبرة والتدريب.
أنواع انتقال اثر التعلم
ينقسم انتقال اثر التعلم إلى ثلاث أنواع :
الانتقال الإيجابي: يعني هذا تطبيق المهارات التي اكتسبها الشخص في تعلمه السابق، فالشخص يمكنه استخدام ما تعلمه سابقا في تطبيقه على مهاراته الحالية، مثال على ذلك هو استخدام الجدول الحسابي الذي تعلمه الطالب في المرحلة الابتدائية لحل مسائل الرياضيات في المرحلة الثانوية.
الانتقال السلبي: عندما تكون المعلومات السابقة للشخص متناقضة مع المعلومات الحالية، مثلا عندما ينتقل الشخص من شركة تطبق قوانين معينة إلى شركة تطبق قوانين مختلفة، قد تعوق المعلومات والممارسات السابقة للشخص عمله في الشركة الجديدة.
الانتقال الصفري: في هذه الحالة، لا تكون الخبرات السابقة أو المعلومات إيجابية أو سلبية، فهي بمثابة الصفر كما لو كان الطفل يتعلم لعبة كرة القدم للمرة الأولى ويتعرف على قوانينها، وغالبا ما تكون هذه المرحلة هي المرحلة الأولى والجديدة في تعلم أي شيء.
العوامل المؤثرة في انتقال اثر التعلم
توجد مجموعة من العوامل الأساسية التي تساعد على عملية التعلم، وتعرف أيضا بشروط التعلم، حيث إنها مجموعة من العناصر التي يجب توافرها في هذه العملية كي تتم بشكل سليم، وتنقسم هذه العناصر أو الشروط إلى مجموعات، فجزء منها يتعلق بالمتعلم نفسه وطبيعته ودوافعه، والجزء الآخر متعلق بالعملية التعليمية وتعرف بالعوامل الموضوعية أو الجغرافية أو المادية.
العوامل الذاتية المؤثرة في عملية التعلم
تشير العوامل الذاتية إلى مجموعة العوامل الخاصة بالمتعلم نفسه، أي الشخصية التي يتلقى العلم، حيث يكون تحصيل كل شخص مختلفًا تمامًا عن غيره، ويرجع ذلك إلى معايير مختلفة، قد تتوافر كلها أو لا، في شخص معين بالمقارنة مع زملائه، وتتضمن العوامل الذاتية للتعلم مجموعة من العوامل
- الذكاء
المتعلم يتميز بالمهارات العقلية التي تجعله يمتلك الفطنة والإدراك العالي لفهم الأمور واستيعابها بالطريقة المناسبة، ويرتبط استيعاب الأمور بالفرد ويختلف عن الآخرين، والذكاء يختلف عن النضج، ورغم أن البعض يختلط عليهم الأمر، فإن الذكاء يعد من المهارات العقلية الفردية التي يميز بها الشخص نفسه ويمكن أن يتطور خلال حياته، ومعدل الذكاء يختلف بين الأفراد.
ومثال على ذلك: إذا كان هناك مجموعة من الطلاب يدرسوا نفس المادة بنفس الطريقة وفي آن واحد ومع نفس المعلم، كما أنهم جميعاً يذاكروا نفس عدد الساعات، من الغير منطقي أن يفهم الطلاب نفس المعلومات بنفس الطريقة وبنفس الدرجة، إلا إنهم في النهاية غالباً لم يحصلوا نفس الدرجات، نتيجة لأن فهم واستيعاب كل منهم مختلف عن غيره.
- النضج
النضج هو التغيير الحسي والمعرفي والجسدي والعصبي الذي يحدث للفرد وفقا لمجموعة من المتغيرات، سواء كانت جينية أو معرفية، ويعتبر النضج من أهم العوامل في عملية التعلم، حيث أن عدم اكتساب الخبرات اللازمة من البيئة المحيطة أو عدم استكمال النضج الخاص بالفرد يعوق عملية التعلم ويجعله غير قادر على الاستيعاب الكامل، وهناك مجموعة من النقاط التي توضح العلاقة بين النضج والتعلم وتتمثل في:
- يظل مستوى النضج ثابتًا ولا يتأثر بالظروف التعليمية المختلفة.
- كلما زادت نضج الشخصية، زادت قابليته للتعلم، إذ يتعلق الأمر بعملية ترابط تتبع مسارًا تصاعديًا بين النضج والتعلم.
- كلما تقدم الشخص في النضج، يصبح التعليم أسهل بالنسبة له.
“قد يؤدي عدم اكتمال نضج الطفل وعدم قدرته على الاستيعاب إلى جعل عملية التعلم ضارة له، مما يؤدي إلى فشل وسلبية في عملية التعلم.
مثال على النضج في التعلم:يختلف تفكير الطفل الذي يبلغ من العمر أربع سنوات وفهمه عندما يصل إلى سن السبع سنوات، وفي سن الأربع سنوات لا يمكنه حفظ جدول الضرب أو القيام بعمليات حسابية كبيرة، وقد يؤدي تعليم الطفل أمورا كبيرة في هذه المرحلة العمرية إلى الفشل والإحباط والتأثير السلبي على الناحية العقلية والنفسية.
- الاستعداد
التعلم يحتاج إلى الاستعداد وتهيئة العقل والجسم على الفهم، بمعنى أن يكون الشخص قادر على اكتساب خبرة وفهم ما يتلقاه، ومن الجدير بالذكر أن كل العوامل الذاتية المؤثرة في عملية التعلم مرتبطة ببعضها البعض، بمعنى أن لكي يكون الشخص مستعد للتعلم، يجب أن يكون لديه نضج كافي لتهيئة النفس والاستعداد.
- الدافعية
تشير المحفزات إلى مجموعة من العوامل الداخلية للفرد مثل الحاجات والاهتمامات والدوافع والميول الشخصية، حيث تعمل الدوافع الداخلية للأشخاص على تحفيز السلوك والحفاظ عليه نتيجة وجود الدافع، ويساهم الدافع في عملية التعلم من خلال تحفيز الأفراد على السلوك المناسب
- الحفاظ على السلوك حتى يتم تعلمه.
- استخدام الوسائل والإجراءات التي تساعد على تحقيق الإنجازات التعليمية.
- توجيه سلوك الفرد نحو مصدر التعلم.
مثال على ذلك: إذا كان هناك شخص يشعر برغبة شديدة في تعلم الموسيقى ويمتلك هواية فيها، فإن هذا الدافع والشغف سيدفعه يوميا للاستماع إلى المقطوعات الموسيقية العالمية وحضور العروض الموسيقية، مثل الأوبرا، للتعلم. وما يجعله مستمرا في التعلم هو الشغف والحب لما يقوم به.
- التدريب والممارسة
يعني التدريب والممارسة مجموعة المحاولات التي يقوم بها الفرد، وعدد المرات التي يمارس فيها هذا العمل ويتعلم هذه المهارة. فإن جمع المعلومات وحده لا يكفي لجعل الشخص متمرسا في شيء ما، ولكن التدريب هو أساس الخبرة. لقد سميت عملية التعلم وفقا للنظريات القديمة عملية التدريب بسبب أهميتها الكبيرة للمتعلم، ولا سيما إذا استغرق الفرد وقتا طويلا في ممارسة العمل، فزادت معرفته وتطورت مهاراته وساعدته على الحصول على مزيد من المعرفة والخبرة.
مثال عل ذلك: لا يمكن للشخص الذي يدرس اللغة الأجنبية في بلد عربي أن يكون ماهرا وقويا مثل الشخص الذي يستخدم اللغة الأجنبية يوميا أو يعيش في دولة أجنبية، حتى لو كان عربيا. الممارسة تساعد هنا على تحقيق أفضلية في النطق وسرعة تكوين الجمل، وتعزز التفكير باللغة التي يتحدث بها، إذ تعد الممارسة هي عين الخبرة وعين العلم.
العوامل الجغرافية المؤثرة في انتقال أثر التعلم
- تشكل العوامل الجغرافية العوامل الخارجية لعملية التعلم، وتشمل مهارات المعلم في التوضيح وفهم الطلاب ونقل المعلومات إليهم.
- تعتبر الوسائل التكنولوجية والمعرفية والأساليب الحديثة أو التقليدية في نقل المعلومات من أهم العوامل التي تؤثر على عملية التعلم.
- يؤثر المنهج الدراسي نفسه وصعوبته أو سهولته على عملية التعلم والفهم.