العوامل المؤثرة في النمو اللغوي عند الطفل بالترتيب
ترتيب العوامل المؤثرة في النمو اللغوي عند الطفل
يعتبر تطور اللغة لدى الأطفال أمرا هاما جدا، وهناك عوامل كثيرة تؤثر على نمو اللغة عند الأطفال، وترتبط هذه العوامل ببعضها البعض، على سبيل المثال، العوامل المؤثرة في النمو الحركي للطفل وتلك التي تؤثر على نمو الإنسان بشكل عام ويصعب التحكم بها، ويمكن تصنيف هذه العوامل على النحو التالي:
- الصحة العامة والحالة الجسدية
تؤثر الحالة العامة للجسم والتطور الحركي على تطور اللغة لدى الأطفال. فالمرض الشديد والمستمر وضعف الصحة، خاصة خلال السنتين الأوليين من العمر، يؤخر بلا شك تطور الكلام بسبب الاعتزال الاجتماعي الذي ينجم عن المرض ويمنع الطفل من تعلم الكلام
- الذكاء والتنمية المعرفية
اللغة والتطور الفكري مرتبطان ارتباطا وثيقا لدرجة يقال إن `حديث الطفل هو أفضل مؤشر منفرد على معدل ذكائه`، إذ يكون طفل يتحدث في وقت مبكر أكثر ذكاء من المعدل الطبيعي، وعلى العكس من ذلك، فإن التأخير في الكلام بضعة أشهر بسبب المرض أو أسباب أخرى لا يعني ضعف الذكاء
- التعلم والنضج
يعتمد تطور لغة الطفل بشكل كبير على التعلم والنضج، وتفاعل هذه العوامل يلعب دورا حاسما في تحديد تطور اللغة لدى الطفل مع تقدم العمر. ينضج حب الطفل للصوتيات ويزداد تعلمه أيضا من خلال تفاعل هذين العاملين، مما يؤدي إلى تطور اللغة
- بيئة
تشير الدراسات إلى أن الظروف البيئية المواتية والمحفزة تساعد على تحسين تطور الكلام المبكر، وبالمقابل، تؤخر البيئات غير المواتية هذا التطور. وقد لوحظ أن الأطفال الأيتام الذين تم تبنيهم في دور الرعاية الاجتماعية يتطورون لغوياً بشكل أفضل من الأطفال الأيتام الذين يعيشون في المؤسسات أو دور الأيتام في بيئات غير محفزة.
- الجنس
لم يتم ملاحظة أي تأثير للجنس على تطور اللغة خلال الفترة الأولى من الحياة، أي أن الأولاد والبنات يظهرون تطورًا مشابهًا في اللغة. ولكن ابتداءً من السنة الثانية، يبدأ الفتيات في التطور في الكلام بشكل أفضل من الأولاد، فهن يتمتعن بإتقان أكبر لأصوات الكلام ويتحدثن بطلاقة أكثر من الأولاد.
- العلاقة مع أفراد الأسرة
علاقة الطفل بأفراد أسرته لها تأثير دائم ومستمر على تطوير حديثه، بدءا من الحب المفرط والحماية الزائدة للوالدين، وصولا إلى الممارسات الخاطئة في تربية الطفل والتعامل اللامبالي معه، وعدم وجود الأبوة الصحيحة والتوتر المستمر بين الوالدين والأطفال، وخاصة بين الأم والأطفال، مما يؤدي إلى التوتر والقلق والمشاكل العاطفية
- عدد أفراد الأسرة
يعتقد البعض أن وجود طفل واحد في الأسرة يؤثر بشكل كبير على تطور اللغة، حيث تصبح لغة الطفل متطورة ومصقولة وخالية من الأخطاء، بالمقارنة مع العائلة التي تضم عددًا كبيرًا من الأطفال، حيث يكون هناك المزيد من الصراع والعيوب في تطور اللغة بسبب المنافسة.
- ثنائية اللغة
تتطور اللغة المزدوجة عندما يجبر الطفل على اكتساب لغتين في مرحلة الطفولة المبكرة، حيث يتحدث الطفل بلغته الأم في المنزل وبلغة أجنبية في المدرسة، أو حتى عندما يسمع لغتين في المنزل (عندما يتحدث الأب والأم بلغتين مختلفتين). يتأخر تطور لغته لسبب بسيط وهو أنه يشعر بالارتباك في صغره وتتأثر قدرته العقلية، حيث يتعين عليه استيعاب لغتين والتواصل بهما وفهمهما
بسبب صعوبة تكيف الطفل مع تعلم لغتين أو أكثر قبل بلوغه سن المدرسة (5-6 سنوات)، فإنه لا يوصى بتعليم الطفل أكثر من لغة واحدة قبل ذلك الوقت، حيث يمكن أن يؤدي ذلك إلى وجود عيوب في بناء الجمل وفهمها لدى الطفل.
يؤثر استخدام الأب والأم للغات المختلفة في المنزل على تطور لغة الطفل بشكل أكبر من استخدام الوالدين للغة الواحدة عادة، وغالباً ما يواجه أطفال الآباء المهاجرين مشكلات في اكتساب اللغة الثانية.
مراحل اكتساب لغة الكلام
- المرحلة قبل اللغوية من عمر 0 إلى 12 شهرا
تستخدم المرحلة ما قبل اللغوية في تعلم الأطفال كيفية التواصل مع الآخرين، وهي المرحلة الأولى من تطور عملية تعلم اللغة.
خلال الفترة الأولى من العمر، يتعلم الأطفال بسرعة كيفية التواصل مع مقدمي الرعاية، حتى يصبح الأغلبية منهم قادرة على فهم ما يقال لهم وبدء توصيل احتياجاتهم عند بلوغهم عمر 12 شهرا، سواء عن طريق الإشارة أو عرض الأشياء التي يقدمونها.
- المرحلة اللغوية تتراوح بين 15 شهرًا و 8 سنوات
يبدأ الأطفال في استخدام الكلمات في حوالي اثني عشر شهرا، وبحلول خمسة عشر شهرا، حيث يطورون كلماتهم ويستخدمونها باستمرار.
ثم بعد ذلك يتحولون إلى استخدام الجمل الكاملة باستخدام كلمة واحدة للتعبير عن عدة معانٍ، وذلك بتغيير الصوت واستخدام الإيماءات. عندما يكبر الأطفال، يستخدمون كلمتين تدريجيًا معًا لتشكيل جملة صغيرة.
خصائص النمو اللغوي عند الطفل
تعتمد هذه الفترة من عمر الطفل على الفهم الجيد للبنية الأساسية لكيفية بناء الجملة، وعلى مقدرته على تكوين جملة، مع الاستخدام للكلمة، وكذلك الفهم علامات ترقيم الجمل، بحيث يمكن معرفة النقطة، والفرق بينها وبين علامة الاستفهام، وإدراك علامات مثل التعجب وفهم أنها توضع في آخر الجمل.
يتم التحدث عن كتابة الحروف في لغات أخرى، مثل اللغة الإنجليزية، والفرق بين الحروف الكبيرة والحروف الصغيرة، ومن ثم الحديث عن قراءة الكتب المناسبة لكل عمر
ومن خصائص النمو اللغوي أيضا هو رغبة الطفل في أن يشعر بأنه محل استماع أثناء قراءته للكتاب، وأن يطرح الأسئلة ويستمر في التحدث والحوار دون انقطاع، ويحكي القصص ويشارك في الحديث ويتحدث باستخدام بعض الكلمات التي يستخدمها الكبار والمصطلحات التي يستخدمونها خلال روايتهم لمواقف جديدة، ويفهم النكت والقصص ويستمتع بها، ويثبت ذاته من خلال الحديث
مظاهر النمو اللغوي عند الأطفال
يجب على الأطباء فحص الطفل الذي لا يستجيب للصوت أو النطق على الفور، ولكن في بعض الأحيان يصعب على الآباء معرفة ما إذا كان طفلهم يحتاج إلى وقت أطولللوصول إلى مرحلة الكلام أو اللغة، أو ما إذا كان هناك مشكلة حقيقية. وهناك بعض النقاط التي يجب مراعاتها، مثل الاستماع الجيد للطفل ومحاولة التواصل معه بطرق مختلفة، والاهتمام بالتطورات اللغوية والحركية للطفل
- في سن 12 شهرًا يمكن استخدام الإيماءات مثل الإشارة أو التلويح وداعًا
- بعمر 18 شهرًا: يفضل النطق للتواصل عن الإيماءات
- في عمر 18 شهرًا: يستطيع تقليد الأصوات
- لا يواجه مشكلة في فهم الطلبات الشفهية البسيطة
- في عمر عامين: يتم إنتاج الكلمات والعبارات بشكل تلقائي وليس مجرد تقليد للكلام أو الأفعال.
- بعمر سنتين: يستخدم الإنسان اللغة الشفوية للتواصل أكثر من حاجته الفورية، ولا يكتفي بإصدار بعض الأصوات أو الكلمات بشكل متكرر.
- بعمر سنتين: يمكنه اتباع التوجيهات البسيطة
- بعمر سنتين: ليس له صوت غير معتاد، مثل الصوت الخشن أو الأنفي
- يجب على الآباء ومن يعتني برعاية الطفل أن يفهموا حوالي 50٪ من كلام الطفل في سن السنتين، وحوالي 75٪ منه في سن 3 سنوات.
- يجب على الطفل في سن الأربع سنوات أن يفهم بشكل عام، حتى من قبل الأشخاص الذين لا يعرفونه.
يميل الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 3 و12 شهرا إلى الابتسام والضحك عند بلوغهم سن 3 أشهر، وعندما ينمو الطفل، سيبدأ في اللعب بالأصوات والتواصل بالإيماءات مثل التلويح والإشارة
عند بلوغ الطفل سن 4-6 أشهر، يبدأ عادةً في إصدار أصوات مقطعية واحدة مثل “با” بشكلٍ متكرر قبل أن يتعلم تكرارها “بابا.
يتبع الهذيان “مرحلة المصطلحات” حيث قد يبدو الطفل وكأنه يخبر بشيء ما لكن “حديثه” لن يبدو وكأنه كلمات يمكن التعرف عليها غالبًا ما تبدأ الكلمات الأولى ذات المعنى في حوالي 12 شهرًا أو نحو ذلك إذا كان الطفل لا يثرثر ولا يستخدم الإيماءات قبل 12 شهرًا، فيجب التواصل مع الطبيب.