الام والطفلتربية الابناء

العوامل المؤثرة على تربية الأبناء

يمكن أن يكون الدافع في التعليم له تأثير كبير على أداء الأطفال ونتائجهم، لذلك يجب على الآباء والمدرسين الذين يرغبون في مساعدة أطفالهم على تحسين أدائهم في المدرسة والتعليم بشكلٍ عام أن يدركوا العوامل التي تؤثر على تحفيز الطلاب.

تتأثر الأطفال الصغار بالعديد من العوامل الاجتماعية والاقتصادية والبيئية بطرق إيجابية وسلبية، حيث إنهم ضعفاء للغاية وسهل التأثر بالأشياء التي يرونها الكثيرون من الآباء والكبار بمثابة أمور بديهية.

اهمية الدافع في تربية الأبناء

الدافع هو الحالة التي يمكن أن تحافظ على انتباه الأطفال وسلوكهم، وتوفر المزيد من الطاقة اللازمة لعملية التعليم. وبالتالي، يمكن أن يساعد في الحفاظ على نشاطهم لفترة طويلة خلال عملية التعليم. يمكن أن يكون الدافع للطلاب متأثرا بمجموعة متنوعة من العوامل، فهو يؤثر على سلوكهم وتفضيلاتهم ونتائجهم. على سبيل المثال، يمكن أن يؤثر الدافع على

  • المساعدة في تركيز انتباه الأطفال على المهام التي يجب تنفيذها.
  • يجب السماح بأداء هذه المهام خلال فترات زمنية قصيرة والحفاظ على التركيز لفترات زمنية أطول.
  • يؤثر الدافع على كمية المعلومات التي نحتفظ بها ونخزنها.
  • تؤثر على إدراك مدى سهولة أو صعوبة ظهور المهام.
  • الدافع يدفعنا للقيام بعمل معين، وقد يكون من الصعب أو المستحيل إتمامه.

العوامل التي تؤثر على تربية الأبناء

البيئة المحيطة بالأبناء

تنشأ الأطفال بصورة طبيعية عندما يشعرون بأنهم محاطون بأجواء مريحة وتحفيزية، مما يوفر لهم إحساسًا أكبر بالأمان، وهو أحد احتياجاتنا الأساسية. وإذا تم توفير بيئة مريحة وآمنة للطفل منذ نشأته، فإن ذلك يساعد الأطفال على التركيز بشكل كامل على حياتهم وتعلمهم.

سلوك الوالدين وشخصيتهم

إذا كان للابن مشاعر سلبية مثل الخوف أو الكراهية تجاه والده، فقد يتأثر ذلك سلبا على شخصية الطفل، وقد يحدث هذا إذا أظهر أحد الوالدين تفضيلا تجاه بعض أبنائهم أو استخدم لغة مهينة، فذلك قد يقلل من ثقتهم بأنفسهم، ومن ناحية أخرى، يمكن أن يؤثر اللطف والتفاؤل وردود الفعل الإيجابية والتشجيع بشكل إيجابي على تحفيز الأبناء وزيادة ثقتهم بأنفسهم.

طرق التربية

من المرجح أن يحتفظ الأبناء بما يحاول الآباء تركه فيهم وزرعه بهم منذ الصغر إذا استخدم الآباء طرق تربية مختلفة، فإنّ هذا التنوع يخلق نوع من التشجيع والتحفيز لدى الأبناء ويبعدهم عن الملل والروتين للآباء، ويمكن أن يكون إعطاء مساحة لبعض الخيارات وبالتحديد في أمور تخصهم مفيدًا أيضًا.

قد يتباين أسلوب الأبناء والإخوة في استيعاب تعاليم الوالدين لهم في نفس البيت، لذلك ينصح الوالدين بتطبيق أساليب تربوية مختلفة لتلبية احتياجات الأبناء المختلفة.

عادات الوالدين والمشاركة

يمكن أن تؤثر بعض عادات الوالدين غير المباشرة على تربية الأبناء، خاصة الدوافع الذاتية لدى الطفل وتحفيزه، وتشمل ذلك:

  • إظهار الاهتمام بمواهب الطفل.
  • الاستفسار عن يومهم من قبل والديهم.
  • الاستماع لهم بكل حب وشغف.
  • المساعدة في المهام أو المهارات المحددة التي يتعلمونها في مدارسهم، على سبيل المثال.
  • الحضور إلى اجتماعات الآباء والأمهات في المدرسة أو النادي أو أي نشاط آخر يشارك فيه الأطفال.
  • تشجيع الأطفال على إتمام المهام المنزلية أو الدراسية للإعداد للاختبار.
  • أثبتت الدراسات مرارًا أن القراءة تحسن الدافع، حيث تساعد قراءة الأطفال الصغار والتحدث معهم على تطوير مهارات القراءة والكتابة بشكل أسرع من التحدث إليهم، وخاصة قبل النوم.

من الأمور الهامة للوالدين أن ينتبهوا لهذه العادات والالتزام بها في عملية تربية الأطفال.

قضايا الأسرة وعدم الاستقرار

يمكن لعدم وجود الأمن في المنزل أن يؤثر سلبًا على الأطفال على المدى القصير والطويل.

تؤدي النزاعات العائلية والاضطرابات إلى ضعف شخصية الأبناء، ويمكن تقديم بعض الأمثلة على ذلك

  • الطلاق.
  • فقدان أحد الوالدين أو كليهما.
  • عدم الاقامة مع الاب أو الأم الحقيقيين.
  • عدم وجود اتصال مع الأب أو الأم الحقيقيين.
  • غالبًا ما يتم الانتقال من منزل لآخر.

علاقات الأقران

مع تقدم الأطفال في السن، يزداد تأثير أقرانهم عليهم، سواء بالسلب أو الإيجاب. لذلك، يجب على الآباء والأمهات مراقبة علاقات أبنائهم مع أقرانهم ومحاولة حل أي مشاكل بينهم وأقرانهم، وهذا يمكن أن يمنع حدوث مشكلات خطيرة.

أسس تربية الأبناء في الاسلام

أسس الإسلام منهجه التربوي العظيم الذي يناسب جميع الناس بغض النظر عن صفاتهم، ويتطلب فقط البحث والتأمل في أعماقه ومعانيه للوصول إلى حلول لجميع المشكلات التربوية والعلاج لجميع الأمراض التي تواجه أبنائنا وأنفسنا.
أسس النبي محمد صلى الله عليه وسلم منهجًا تربويًا ومدرسة أسرية فريدة في تربية الأبناء، ونظم قواعد نظرية تربوية ثبت نجاحها تطبيقيًا، ويشهد العالم له بالتفوق التربوي الذي لم يسبق له مثيل.

الأساس العقائدي

العقيدة هي الأساس الأساسي لأي فكرة، والخلفية اللازمة لأي سلوك، وهي تمثل الدعامة الرئيسية في تقلبات الحياة وتغيرات الظروف المختلفة. لذلك، قرر النبي صلى الله عليه وسلم جعلها الأساس الأول في منهجه لتربية الأبناء، لأن الوهن والضعف عندما يصيب القلب والاعتقاد، تهتز الأفكار والسلوك والتصور. رأى النبي صلى الله عليه وسلم أنه يجب أن تترسخ العقيدة في قلوب الأبناء منذ صغرهم، حتى عندما يكبرون، ينمون على أسس ثابتة في النهج والفكر.

العلم كاساس لتربية الابناء

تتمثل أهمية هذا الأساس التربوي في أن العلم يمثل المفتاح الأساسي لفهم وبناء الدوافع السلوكية، وأن نوعية العلم الذي يتلقاه الفرد يشكل ميولاته وقناعاته تجاه ما يحيط به.

وقد حرص النبي صلى الله عليه وسلم أن يعلمهم العلم النافع لهم ويؤكد عليهم أن حاجتهم إليه لا تقل عن حاجتهم للطعام والشراب، فيقول لهم مرغبا: ” العلماء ورثة الأنبياء ” أبو داود، وعلمهم أن يتعوذوا بالله من العلم الذي لا ينفع حيث يرتجي المرء من علمه علوا في الأرض أو تكبرا على الناس فيقول في دعائه الذي يعلمه لهم: ” اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع ومن قلب لا يخشع ” مسلم.

العبودية المخلصة لله والتبرؤ من الآثام والذنوب

إن التربية الإيجابية والمنتجة تتطلب وجود تكوين داخلي صادق وصفات ذاتية متميزة، حيث يمكن لهذه الصفات بناء الداخلية الشخصية لدى الأبناء، بحيث يواجهون الحياة بإخلاص ونقاء ونظافة ويكونون متصلين دائمًا بربهم ويشعرون بمراقبته لهم. وبذلك يتمكنون من الحفاظ على سلوكهم وفكرهم الصحيح، ويتحقق لهم النجاح والأمل في الحياة.

الأخلاق كأساس تربوي

علّم النبي صلى الله عليه وسلم أن الخلق الحسن هو القيد الذي يحد من السلوك الخاطئ، وأن من لا خُلق له لا صحبة له ولا أخوة، وينفض الناس من حوله ويكرهه أقرب الناس إليه.

وعديم الأخلاق الحسنة تسيطر عليه نفسه فتدفعه إلى هواها فيقع في الأخطاء وقليل الخلق لا يبدو عليه العلم مهما تعلم، وإذا كانت المناهج الأخرى تبني الإنسان الصالح الذي لا يهمه ما يفعله الآخرون، فإن منهج الإسلام قد حاول أن يبني الإنسان الصالح صاحب الأخلاق الذي يحب للآخرين ما يحب لنفسه، حتى إن النبي صلى الله عليه وسلم ذاته يرى أن رسالته بأجمعها قد تتبلور في معنى واحد هو حسن الخلق والتربية عليه فيقول: ” إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق”، ويدفعهم للخلق الحسن بقوله: “إن أحبكم إلي و أقربكم مني منزلا يوم القيامة أحسمكم أخلاقا”.[2]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى