الانسانتنمية بشرية

العوامل التي تعيق الاكتشاف المبكر للأزمة

تعريف الأزمة

يعد مفهوم الأزمة مصطلحا يستخدمه العرب للإشارة إلى الصعوبة والجفاف، وفي اللغة الإنجليزية، تعني التغيير سواء للأفضل أو للأسوأ، وتدل كلمة `أزمة` على نقطة تحول في المرض. وقد أشار هيث ويملاز إلى أن بعض التعريفات التي تمت دراستها تحتوي على أخطاء أو نقاط تحول في المنظمة، وأكد على ضرورة الجهود الإدارية لتجاوز التسلسل الطبيعي والتركيز على التحكم في الإجهاد وتعزيز الإعدادات والاستعدادات لمواجهة الأزمات. وقد وصف تيموثي كومبس الاتصال بالأزمات بأنه تصور لحدث لا يمكن التنبؤ به وهو يهدد التوقعات الهامة لأصحاب المصلحة.

الأزمة تمثل تهديدًا كبيرًا للعمليات التي يمكن أن ينتج عنها تأثيرات سلبية إذا لم يتم التعامل معها بشكل سليم. يتم التعامل مع الأزمة عن طريق النظر في الأضرار المحتملة التي يمكن أن تلحق بالمنظمة أو بأصحاب المصلحة. قد تؤدي الأزمة إلى تهديد اثنين من المسائل المترابطة وهما: (ذكر المسائل المترابطة)

  • السلامة العامة.
  • الخسارة المالية.

تعريف فريق الأزمة

تلجأ إدارة الأزمات إلى التعامل مع أي أزمة جديدة، وذلك عبر فريق متخصص. وهذا الفريق يختلف عن إدارة الأزمات المتخصصة التي تسمى `إدارة الأزمات`. إدارة الأزمات هي الإدارة المستمرة والتي تعمل بشكل دائم في المنظمة، بالإضافة إلى أنها تدرج في الهيكل التنظيمي للمنظمة. أما فريق الأزمة، فيعمل عند وجود الأزمة ويتلقى تكليفه من إدارة الأزمات، ويتعامل مع الأزمة ويسعى لمعالجتها وتقليل خطورتها. يجب على هذا الفريق أن يقوم بمهام وظيفية محددة للتعامل مع الأزمة، وقد يحتاج الفريق إلى الاستمرار في العمل بعد الأزمة لحل المشاكل الناتجة عنها، ومن الممكن أن يتم حل الفريق بعد معالجة الأزمة.

العوامل التي تعيق اكتشاف الأزمة

إن الأزمات المختلفة تؤثر على المجتمعات وتتخذ هذه الأزمات أشكالاً مختلفة كالهجمات الإلكترونية أو الكوارث الطبيعية كالفيضانات والزلازل وغيرها، ولهذا من الضروري أن يتم الاكتشاف المبكر للأزمة ولكن هناك بعض العوامل التي تعيق اكتشاف الأزمة المبكرة وتحول بين إصدار انذارات مبكرة تنبئ بقرب وقوع أزمة معينة، وتتجلى في:

  • يتم تحجيب البيانات والمعلومات والمعرفة المتعلقة بالأزمة المحتملة عن الأفراد والجهات التي تحتاج إليها لاتخاذ بعض القرارات المناسبة ولدراسة نقاط الضعف ومواجهتها، ولذلك يتم حجب الإنذار المبكر تمامًا عن هؤلاء الأفراد والجهات.
  • في بعض الأحيان، قد لا تكون المنظمة قادرة على الاستجابة المناسبة في الوقت المناسب للخطر المحيط والمحتمل، ومن بين هذه الأخطار هي الأزمات.
  • عدم قدرة الكيان الاقتصادي على الاستجابة الفعالة في الوقت المناسب للأخطار المحيطة.
  • توجد صورة خاطئة لدى أفراد النشاط الاقتصادي بخصوص قدرات هذا النشاط وقوته في مواجهة الأزمات. وهذه الصورة الخاطئة تعمل على عدم إيلائه الاهتمام الكافي للمخاطر والأزمات، وهذا يؤدي إلى وقوع النشاط في أزمات قبل أن يتم رصد أي إنذار مبكر أو إشارة تخص هذه الأزمة.

العوامل التي تؤثر على إدارة الأزمات

تتجلى العوامل التي يمكن أن تؤثر في إدارة الأزمات في:

  • العوامل النفسية تعد عنصرًا هامًا للشخص المسؤول عن إدارة الأزمات.
  • يجب تحلي الشخص بضبط النفس والثقة والهدوء.
  • يتطلب إدارة الأزمات التحلي بالصبر والحكمة والتفكير السليم في التخطيط لإدارة الأزمة وتقديم الحلول المناسبة لها.
  • يجب تواجد المعرفة الأساسية في علم النفس، بالإضافة إلى ضرورة التحكم في العواطف والمشاعر والابتعاد عن القلق والإهمال.
  • يجب على المتخصصين في المنظمات أن يكونوا على دراية جيدة بالبيئة المحيطة بالمنظمة، بما في ذلك النظام الثقافي والاجتماعي والسياسي للمجتمع.
  • إدارة الأزمات تتطلب اتخاذ قرارات سريعة وحاسمة، بالإضافة إلى التخطيط والتنفيذ الجيد لإدارة الطوارئ.
  • يجب معرفة القوانين واللوائح المحلية المتعلقة بالتشهير والمعلومات المضللة، حيث ترتبط المكونات القانونية والتشريعية بشكل وثيق بالجوانب الأخلاقية للمجتمع.

طرق التعامل مع الأزمة

هناك العديد من الطرق المختلفة للتعامل مع الأزمة، وتتجلى في:

إنكار الأزمة:

تتميز هذه الممارسة بالتعتيم الإعلامي والإنكار لحدوث الأزمة، ولا يتم الاعتراف بأي خلل في الكيان، ويتم الادعاء بسلامة الأمور حتى في حال تسريب بعض الأنباء حول الأزمة، مثل أزمة السيولة التي واجهت الاقتصاد المصري.

كبت الأزمة:

يستخدم فيها العنف والقوة التي تعمل على تدمير العناصر الأولية، وعدم الاستجابة لأية ضغوط والهدف يكمن في عدم تصاعد الأزمة، والتحرك في هذه الحالة يكون سريعاً ويتم التعامل مع المشتبهين في إحداث هذه الأزمة والتدخل الفوري للقضاء عليهم، مثل الجيش الصيني الذي تدخل للقضاء على انتفاضة الطلبة.

إخماد الأزمة:

تتضمن هذه الحالة استخدام العنف والتصادم العلني باستخدام القوة المؤثرة على الأزمة، دون مراعاة أي مشاعر أو أحاسيس من الأطراف المتصارعة، على سبيل المثال مثل مواجهة الصهاينة للانتفاضة الفلسطينية.

بخس الأزمة:

ويتم فيها التقليل من شأن الأزمة، بالإضافة إلى التقليل من تأثيرها ونتائجها، ويتم التعامل معها باستخدام الأساليب المناسبة لها، من أجل استعادة اتساق الكيان وتوازنه.

تنفيس الأزمة:

تستخدم هذه الطريقة لتنفيس الغليان وإخراج الضغوط النفسية، وتتطلب بعض الشروط مثل:

  • أن يتم دراسة الأزمة دراسة مستفيضة.
  • دراسة القوى الضاغدة على الأزمة.
  • يجب معرفة أطراف العلاقات والمصالح والحقوق.
  • يجب اتباع وسائل تنفيس مناسبة، وعلى الرغم من أن هذه الوسائل تحتاج إلى الكثير من الجهد، إلا أنها تعمل على إضعاف قوى الأزمة الرئيسية وتفتتها.

تمييع الأزمة:

وتتم من خلال لجان أساسية وفرعية وفرعية مشتقة تعمل على استكشاف الأزمة ومعرفة الأشخاص الذين شكلوها، وعادة ما تستغرق هذه اللجان وقتا، وتعمل على تأجيل اجتماعاتها مرات عديدة حتى يتم نسيان الأزمة وأسبابها.

تفتيت الأزمة:

تساعد هذه الفترة في تفتيت الأزمة وجعل التعامل معها أسهل، حيث يتم التعامل مع كل جزء من أجزاء الأزمة على حدة، وتعمل على تقليل خطورتها، وتتم في ثلاث مراحل

  • في مرحلة الصدام، يتم استخدام العنف لمواجهة الأزمة، ويتم تحديد درجة تماسك هذه القوى واستعداد كل منها للاستمرار في الصدام.
  • تتم مرحلة إعطاء البدائل بعد تفتيت جهود كل فريقٍ من فرق قوى الأزمة، ويُسهِّل ذلك التعامل مع كل فريقٍ وطرح البدائل.
  • تتم مرحلة التفاوض مع كل فريق على حدة، ويتمثل هذا التفاوض في استقطاب ودمج كل فريق على حدة، ويتم التفاوض حول رؤية علمية شاملة وشاملة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى