العوالم الافتراضية في التعليم
ما هي العوالم الافتراضية
العوالم الافتراضية هي بيئة تسمح للأشخاص بالتفاعل الاجتماعي واللقاء بأشخاص آخرين عبر الإنترنت، وتتم تصميمها بواسطة الأشخاص ليتمكنوا من التفاعل مع العالم الذي تم تصميمه خصيصًا لهم.
يتفاعل المستخدمون في العالم الافتراضي باستخدام نماذج رسومية متنوعة ثلاثية الأبعاد أو ثنائية الأبعاد أو نصية، وتُعرف هذه النماذج بـ `الصور الرمزية`.
يمكن للأفراد التحكم في صورهم الرمزية باستخدام أجهزة الإدخال المخصصة للحاسوب ولوحة التحكم والقيادة المصممة داخل العوالم الافتراضية.
تتوفر العوالم الافتراضية المختلفة لأغراض متنوعة مثل التعليم والترفيه والتدريب والعديد من الأغراض الأخرى.
يعد العالم الافتراضي عالمًا رقميًا يساعد المستخدمين على التفاعل واستكشاف المستخدمين الآخرين وقدراتهم ودراسة الطبيعة البشرية.
في البداية، كان العالم الافتراضي يقتصر على مشاركة الوثائق والنصوص مثل رسائل الدردشة، وكان له تأثير إيجابي واضح في المجال التعليمي في ذلك الوقت، حيث يفضل الطلاب التعلم الذي يكون له جو اجتماعي تفاعلي مشابه للشبكات الاجتماعية. وفي الوقت الحالي، أصبحت الصور الرمزية أو ما يعرف بالأفاتار شائعة بعد التقدم الكبير الذي حققته تقنيات عرض الرسومات ثلاثية الأبعاد، مما جعل العالم الافتراضي يشبه الواقع بنسبة كبيرة.
أنواع العوالم الإفتراضية
توجد العديد من الأنواع للعوالم الإفتراضية ويمكن تصنيفهم كالتالي:
- عوالم افتراضية ترفيهية: تتألف هذه الألعاب من تقنية الثلاثية الأبعاد والتي يقوم المستخدمون باللعب فيها باستخدام صور رمزية خاصة بهم، وتتأثر العالم الافتراضي بالخيال العلمي بشكل كبير، وتتمحور العوالم الافتراضية الموجودة حاليًا حول الترفيه.
- عوالم افتراضية إجتماعية: تعتمد هذه القائمة على التفاعل الاجتماعي، وتعتبر واحدة من أكثر التجارب شمولاً، حيث تركز على تفاعل المستخدمين واستخدامهم للمحاكاة والمغامرة مع المجتمعات، مثل استكشاف المناظر الطبيعية، أو التواصل مع الآخرين، أو تعليم المهارات داخل حجرات التدريب.
تعد العوالم الافتراضية الاجتماعية أصغر حجمًا من العوالم الافتراضية الترفيهية، ولكنها تتميز بشعبية كبيرة خاصة في المجالات التعليمية والتجارية والسياسية.
العوالم الافتراضية في التعليم
تساعد العوالم الافتراضية الأفراد على التفاعل مع مختلف بيئات الإنترنت، حيث يمكن لكل فرد بناء بيئته الخاصة التي يتنقل فيها بتقنية الثلاثي الأبعاد ويتفاعل مع الآخرين في جو من المشاركة والتعاون لتحقيق أهدافه.
تتوفر عوالم افتراضية للعديد من الأعمار، ولكنها تكون متخصصة، حيث توجد عوالم افتراضية مخصصة للكبار وأخرى للمراهقين وغيرهم للأطفال.
توجد العديد من العوالم الافتراضية التعليمية للكبار، مثل السكند لايف وكانيفا والمريخ الأزرق والكون الانتروبيا وبناء السوربون ومفتاح التراث والعلوم والكون التعليمي للعوالم النشطة.
تهدف هذه العوالم إلى تشجيع الاستكشاف والمشاركة والمساهمة، وتُستخدم في العديد من المجالات المتنوعة، مثل الأعمال والتعليم والترفيه والعمليات الجراحية الطبية.
يفتح العالم الافتراضي فرصًا متنوعة للتعلم التي تمكن الطلاب من التعاون والتفاهم بطرق جديدة يصعب توفرها في الواقع، ويعتبر “سكند لايف” من بين الأكثر شعبية في البيئات الافتراضية للتعليم.
العوالم الافتراضية في تعليم الأطفال
تتوفر العديد من العوالم الافتراضية التعليمية المصممة خصيصًا للأطفال، والتي تستخدم الألعاب كطريقة لتعليمهم المواد المختلفة، مثل التاريخ والجغرافيا والعلوم وغيرها.
ومن بين العوالم الافتراضية التي تعتبر مثالية، هي Miamiopia، حيث يمكن للطلاب كسب عملات معدنية افتراضية كمكافأة واستخدامها للشراء عبر الإنترنت.
تعتمد هذه اللعبة على فضول الأطفال وروح المرح التي يتمتعون بها، وحبهم لتجربة الأشياء الجديدة، دون أي خوف أو قلق.
وتكمن الفكرة من التعليم هنا أن الأطفال يحبون ألعاب الكمبيوتر والتكنولوجيا الحديثة، فيتم استخدامها كإحدى الوسائل للمساعدة في التعليم وتعتبر هذه الطرق مشجعة على التعليم بشكل أفضل حيث يعتبر الأطفال أن الكتب والأقلام التقليدية ليست جذابة مقارنة بأجهزة الكمبيوتر الذي يقدم لهم الواقع الإفتراضي الملئ بالتشويق والمغامرة.
تتميز العوالم الافتراضية بالمتعة حيث يُطلب من المستخدمين تنفيذ المهام والقيام بأنشطة والمشاركة في المسابقات، مما يساعدهم على التعلم.
مميزات العوالم الافتراضية في التعليم
- جذب انتباه المتعلمين بدرجة كبيرة تساعد على الحماس والتحفيز وبعيدة عن الملل وهو جزء إيجابي للطالب والمعلم في وقت واحد، حيث أن دافعية الطالب للتعلم تزيد دافعية المعلم وحماسة يزيد بسبب الحماس الذي يراه في المتعلمين مما يجعل البيئة الإفتراضية تعتبر تجربة أفضل للتعلم والتفاعل والمشاركة وليست مجرد نقل معلومات تقليدية مثل الفصول الإفتراضية العادية.
- يتميز العالم الافتراضي بقدرته على النمو والتكيف وفقًا للتغييرات التي تطرأ على التكنولوجيا والتعليم، ويتوافق مع احتياجات الطلاب المختلفة.
- تعزز الدافعية لدى الطلاب للتعلم وتشجع حب العلم والمشاركة في المعرفة.
- يوفر الوقت والجهد ويحافظ على عدم الحاجة للانتقال أو السفر.
- يتيح التعليم الإفتراضي العديد من المزايا المالية، حيث يكون مجانيًا في كثير من الأحيان، وحتى في الحالات المدفوعة، يكون بمقابل رمزي لا يضاهي تكلفة السفر والتسجيل في دورة تدريبية حضورية تعادل ما يتم تعلمه من خلال الإنترنت.
التعليم من خلال Second Life
يعد السكند لايف عالمًا افتراضيًا يتمكن فيه الأفراد من التفاعل عبر الصور الرمزية والقيام بالعديد من الأنشطة التي تمكنهم من استكشاف العالم من حولهم.
يتم تحقيق التعليم في الحياة الثانية Second Life من خلال القيام بأنشطة اجتماعية افتراضية مثل التعليم في مدارس افتراضية أو دورات تدريبية أو في الجامعات الافتراضية. الهدف من هذا التعليم هو بناء مجتمع تعليمي يشارك فيه مجموعة من الطلاب لتحقيق تجربة تعليمية أفضل.
تتوفر العديد من الجامعات الافتراضية داخل سكند لايف، ويُمكن استخدامها لعقد محاضرات متنوعة وتمكين الطلاب من العمل وتطوير المهارات.
يعد التعليم الإفتراضي فرصة مفيدة للأشخاص الذين لا يستطيعون الانضمام إلى الجامعات بشكل حضوري، حيث يوفر لهم هذا النظام تعليمًا عن بعد، كما يمنحهم فرصة لمقابلة الطلاب الآخرين والتفاعل معهم في إنجاز المهام.
يتحمس الكثير من الطلاب لفكرة التعليم الذي يشمل تفاعلًا اجتماعيًا أو يستند على الشبكات الاجتماعية والمواقع الافتراضية، حيث يعتبرونها مثل اللعبة وتمثل تحديًا يقبلون التعليم من خلاله بحماس شديد.
مميزات التعليم عبر Second Life
- تمثل فرصة كبيرة للتعلم والتطور بالعديد من الطرق المختلفة التي قد لا تكون متاحة في الواقع.
- تساعد المختبرات المختلفة التي يوفرها المركز على إبعاد الطلاب عن العديد من المخاطر، من خلال إمكانية إجراء الاختبارات المعملية ورؤية النتائج في الواقع الافتراضي دون الحاجة إلى القيام بها فعليًا وتعريض الطلاب للمخاطر.
- يعتبر التعليم عن بعد من بين أهم مزاياه توفير الوقت والجهد والمال، حيث لم يعد الأمر يتطلب السفر والتنقل إلى الجامعات.
- تمكن البيئاتُ الافتراضيةُ إجراءَ العديدِ من الاتصالاتِ المختلفةِ بينَ الطلابِ للتعرُّفِ على المفاهيمِ والنظرياتِ المتنوعةِ.
- تمنح البيئة الافتراضية فرصة كبيرة للتجربة بدون خوف من الفشل أو التعرض لأي إحباط أو تقليل للثقة بالنفس.
العوالم الافتراضية والتعليم عن بعد
“بعد تفشي فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، تم إغلاق العديد من المدارس لفترات متفاوتة، وأصبحت الدراسة في فصول حقيقية غير آمنة لصحة الطلاب، مما يدعم الحاجة إلى التعلم عبر الإنترنت.
تُعَدُّ العوالم الافتراضية البيئة المثالية للتعليم عن بُعد، ويأتي ذلك في أعقاب انتشار فيروس كورونا، حيث يتيح هذا النوع من التعلم اكتساب المهارات والمعارف والعلاقات الاجتماعية والتواصل مع الآخرين بشكل غير حقيقي، مما يضمن سلامة الأشخاص ولا ينتج عنه أي مخاطر صحية عند التعامل مع الآخرين.