السكريصحة

العلاقة بين مرض السكري وفيروس نقص المناعة

عادة ما يرتبط مرض السكري من النوع الثاني بعدوى طويلة الأمد بفيروس نقص المناعة، وتشير الأبحاث إلى أن استخدام بعض الأدوية المضادة للفيروسات القهقرية، وخاصة الأدوية القديمة لمثبطات الإنزيم البروتيني، قد يؤدي إلى الإصابة بمرض السكري .

خطر الإصابة بمرض السكري للمصابين بنقص المناعة :
على الرغم من عدم وضوح مدى فعالية العقاقير المضادة لفيروس القهقرية، فإننا ندرك أن خطر الإصابة بالسكري لدى الأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة يعتمد بشكل رئيسي على عدد من العوامل المساهمة، بما في ذلك ما يلي:

– كبار السن (40 عامًا وأكثر) .
– التاريخ المرضي للعائلة .
– السمنة .
– التهاب الكبد و التهاب الكبد الوبائي .
– ضغط الدم المرتفع .
– ارتفاع نسبة الكوليسترول .
– الحمل .
العرق متنوع (آسيوي، أمريكي من أصل إفريقي، إسباني)

أشارت الأبحاث في السنوات الأخيرة إلى أن الالتهاب المزمن المرتبط بالعدوى طويلة المدى والعلاجات المزمنة المستخدمة لعلاج حالات فيروس نقص المناعة البشرية قد تزيد من خطر الإصابة بمرض السكري بشكل كبير.

مرض السكري والإصابة بالالتهاب المزمن بفيروس نقص المناعة :
حتى عندما يتم كبح فيروس نقص المناعة بشكل كامل باستخدام العلاج المضاد للفيروسات القهقرية (ART)، فإن وجود الفيروس الكامن يؤدي إلى استجابة التهابية مستمرة، مما يجعل الجهاز المناعي في حالة تأهب قصوى.

خلال الالتهاب المزمن المرتبط بفيروس نقص المناعة، من المعروف أن بعض علامات الالتهاب – تسمى بروتين سي التفاعلي – تزداد، وتشير الأبحاث الحديثة إلى أن الارتفاعات في هذه العلامات تزيد بشكل كبير من احتمالية الإصابة بداء السكري لدى الأشخاص الذين يستخدمون مضادات الفيروسات القهقرية.

قام مجموعة من العلماء بعمل دراسة على مجموعة من الأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة على مدار 6 سنوات في المتوسط  وفحصوهم لمعرفة لتحديد إصابتهم بداء السكري، وقد وجدوا أن متوسط ” كتلة التمايز 4 ” بين المشاركين عالية ، وقد توصلوا إلى أن المرضى الذين يعانون من ارتفاع في تحليل CRP أكثر عرضة للإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.

وبالرغم من وجود بعض العوامل المشتركة بين المرضى التي تساهم في تطوير مرض السكري، بما في ذلك كتلة الجسم العالي والعمر الأكبر سناً والتهاب الكبد الوبائي وأدوية الستاتينات، إلا أنه الإصابة بالالتهاب وحتى الالتهاب منخفض درجة يمكن أن يعتبر إسهاماً كبيراً في خطر الإصابة بالنوع الثاني من داء السكري .

ارتباط مرض السكري باستخدام عقار ستاتين :
واحدة من ألغاز الوقاية من مرض السكري في الأشخاص المصابين ب فيروس نقص المناعة البشرية هو تأثير أدوية الستاتين على تطور المرض، حيث تعتبر العقاقير المستخدمة لعلاج ارتفاع نسبة الدهون (وخاصة الكولسترول الضار) من الأمور الحيوية في تجنب الأمراض القلبية الوعائية .

وعلى الرغم من ذلك، أظهرت الدراسات الحديثة حول فيروس العوز المناعي البشري أن استخدام عقاقير الستاتين في الأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بالسكري بنسبة تقريبا 10% في كل سنة من الاستخدام.

ومن خلال فحص تحليل الرصد الذي استمر 10 سنوات في 9624 مريضًا مصابًا بفيروس نقص المناعة البشرية من عام 2002 إلى 2011 ، حدثت الإصابة بداء السكري من النوع 2 بين الأفراد الذين استخدموا أدوية الستاتين، وبعد تعديل النموذج للعمر والجنس واستخدام الأدوية المضادة للفيروسات القهقرية ومؤشر كتلة الجسم ، تمكن الباحثون من استنتاج أن خطر الإصابة بالسكري يزداد باطراد كلما طال استخدام الستاتين.

ومع ذلك ، فقد سارعوا أيضًا إلى ملاحظة أن الزيادات كانت مرتبطة أيضًا بشكل مباشر بالعمر الأكبر ومؤشر كتلة الجسم المرتفع ، وكذلك بالعرق الإثنية (مع ارتفاع بنسبة 50٪ بين السود وأكثر ضعفًا بين ذوي الأصول الأسبانية)، ولم يكن من المستغرب أن تم الإبلاغ عن حالات قليلة بين المرضى الأصغر سنا ، في حين كان تأثير مثبطات الأنزيم البروتيني غير مهم إحصائيا.

على الرغم من ضرورة استخدام أدوية الستاتينات لتخفيض نسبة الدهون في المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية، إلا أنه ينبغي عدم الاعتماد على هذه الأدوية بشكل منفرد. يجب اتباع نهج يشمل اتباع نظام غذائي منخفض الدهون، وممارسة الرياضة بانتظام، والامتناع عن التدخين، وبدء العلاج المضاد للفيروسات في الوقت المناسب مع التزام أمثل للحد من الفيروس .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى