العلاقة بين فيتامين ب 9 وخطر الإصابة بالسرطان
الفولات أو فيتامين ب9 هو فيتامين بأساسي يوجد في الفواكه والخضروات (خاصة الخضار الورقية الخضراء الداكنة) والبقوليات. يحتاج الجسم إلى فيتامين ب9 لإصلاح الخلايا، مثل الحمض النووي – التعليمات الوراثية للجسم، واستقلاب الأحماض الأمينية – بناء البروتين، وتكوين خلايا الدم الحمراء والبيضاء. يعد فيتامين ب9 شكلا إضافيا للفولات، ويستخدم على شكل مكملات فيتامينية. ومنذ عام 1998، تمت إضافته إلى الخبز ومنتجات الحبوب الأخرى لتقليل حدوث تشوهات الأنبوب العصبي لدى حديثي الولادة .
حقيقة ارتباط فيتامين ب9 بالسرطان
يشار أحيانا إلى ارتباط فيتامين ب9 بالسرطان باسم “سيف ذو حدين”، بسبب علاقة معقدة تعتمد على الجرعة وتوقيت التعرض للفيتامين، وفي الحقيقة، أثبتت الدراسات المخبرية أن كمية قليلة أو كثيرة من هذا الفيتامين يمكن أن تؤدي إلى الإصابة بالسرطان في الإنسان، ومع ذلك، هناك بعض الأدلة التي تشير إلى أن الأطعمة الغنية بفيتامين ب9 تحمي من سرطان البنكرياس والمريء وسرطان القولون والمستقيم. ومنذ إضافة فيتامين ب9 إلى منتجات الخبز في الولايات المتحدة، ارتفع استهلاك الأمريكيين لهذا الفيتامين عن طريق الطعام والمكملات الغذائية، مما أثار قلق العلماء بشأن زيادة معدلات الإصابة بالسرطان، خاصة سرطان القولون والمستقيم. ومع ذلك، وجدت دراسات تبحث في مجموعات مختلفة على مر الزمن أن الأشخاص الذين يتناولون مكملات فيتامين ب9 ليس لديهم خطر أكبر للإصابة بالسرطان، بما في ذلك سرطان القولون، وعلى الجانب الإيجابي، قد يكون لديهم خطر أقل للإصابة بنوع محدد من سرطان الجلد الشديد “الميلانوما .
تناول الأطعمة الغنية بفيتامين ب9
تناول الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من فيتامين ب9 جزء مهم من نظام غذائي صحي. فالخضار الخضراء الداكنة مثل السبانخ واللفت والبروكلي، والخس الروماني والهندباء والبرتقال والبابايا والمكسرات والبقوليات والبازلاء تعتبر مصادر جيدة جدا لهذا الفيتامين. تحتوي هذه الأطعمة أيضا على كميات كبيرة من الألياف والفيتامينات والمعادن الأخرى الضرورية للصحة الجيدة. يتم تقوية معظم منتجات الحبوب المصنعة مثل الخبز والحبوب والمعكرونة والأرز باستخدام فيتامين ب9. الكمية الموصى بها من هذا الفيتامين هي 400 ميكروغرام في اليوم. ومع ذلك، المراهقات والشابات قبل الحمل وأثناءهن بحاجة إلى كمية أكبر من فيتامين ب9، وهي حوالي 600 ميكروغرام في اليوم، لتقليل فرص إصابة أطفالهن بتشوهات الأنبوب العصبي والعيوب الخلقية .
نساء كثيرات في هذه الفترة يحتاجن إلى تناول مكملات فيتامين ب9 لضمان الحصول على كمية كافية من فيتامين ب خلال هذه الفترة. تناول مكملات فيتامين ب9 يمكن أن يقلل أيضا من خطر السكتة الدماغية وأمراض القلب والكلى لدى البالغين. يجب أخذ الحد الأعلى الآمن في الاعتبار عند تناول مكملات فيتامين ب9، والذي يكون مليغرام واحد (1000 ميكروغرام) في اليوم .
فيتامين ب9 والحمض النووي
يحمي فيتامين ب9 من بعض أنواع السرطان، وهو مطلوب لتركيب الحمض النووي والحمض النووي الريبي وتركيب البروتين، كما يساعد في منع تغييرات في الحمض النووي، وانخفاض مستوياته في الدم يزيد مخاطر الإصابة بالسرطان، بما في ذلك سرطان الثدي والقولون، ويستخدم مع الميثوتريكسات لعلاج السرطان، حيث يقلل من نشاط الإنزيمات التي تسبب تغيرات في المواد الأخرى، ويمكن أن يخفض من مخاطر الإصابة بالسرطان .
على الرغم من أن كميات كافية من فيتامين ب9 يمكن أن تمنع ولادة الأورام المبكرة وانتشارها، قد يؤدي تناول كميات كبيرة من الفيتامين إلى تسريع نمو الأورام الموجودة. في الواقع، أظهرت تجربة عشوائية أن تكملة ب9 زادت من انتشار الأورام الحميدة في الغدة الدرقية، وهي قادرة على أن تتحول إلى سرطان القولون. وتشير الدراسات المتعددة إلى أن زيادة تناول فيتامين ب9 يزيد من خطر الإصابة بسرطان القولون والثدي والبروستاتا. دراسة أخرى استعرضت سجلات السرطان في الولايات المتحدة وكندا أظهرت زيادة طفيفة في معدلات سرطان القولون عندما يتضاعف متوسط مستوى فيتامين ب9 في الدم. تم نشر النتائج في المؤشرات الحيوية لسرطان الأوبئة والوقاية منها، لذا ينبغي الالتزام بالكمية الموصى بها من فيتامين ب9 فقط .