العلاقة بين فيتامين ب 6 والسيروتونين

السيروتونين يعد جزءا من مجموعة المركبات المعروفة بـالنواقل العصبية، وهي مركبات تساعد في التواصل بين خلايا الدماغ، حيث تقوم بنقل الرسائل الكيميائية لتمكين العقل من التفكير وتنظيم المشاعر والسيطرة على العمليات الحيوية، مثل ضربات القلب والهضم. يلعب النظام الغذائي الصحي دورا هاما في وظيفة الدماغ من خلال مساعدته في التحكم في عمل النواقل العصبية، وبعض فيتامينات الفئة ب تساعد الدماغ على إنتاج كمية كافية من السيروتونين .

فيتامين ب6

يشير فيتامين ب6 إلى مجموعة من المركبات الكيميائية المشابهة التي يمكن تحويلها في النظم الحيوية، ويعد ب6 جزءا من مجموعة فيتامينات ب الثمانية، ويعرف أيضا باسم البيريدوكسين، وعلى الرغم من اكتشافه في عام 1932، فإن العلماء لا يزالون يكتشفون أشياء جديدة حوله. وعلى الرغم من أن معظم الأشخاص يحصلون على ما يكفي من فيتامين ب6 في نظامهم الغذائي، فإن الأشخاص الذين يعانون من نقص في فيتامينات ب المعقدة الأخرى مثل الفولات والبي 12، من المرجح أن يعانوا من نقص في فيتامين ب6 أيضا. ويكون نقص فيتامين ب6 أكثر شيوعا في الأشخاص الذين يعانون من أمراض الكبد والكلى والجهاز الهضمي والمناعة الذاتية، بالإضافة إلى المدمنين على التدخين والكحول والنساء الحوامل والمصابين بالسمنة .

وفي الجسم يشارك ب6 في أكثر من 150 تفاعل، وهذه التفاعلات تساعد الجسم على معالجة البروتينات والكربوهيدرات والدهون التي يتم تناولها، كما يرتبط ب6 ارتباطًا وثيقًا بوظائف الجهاز العصبي وجهاز المناعة ، وفي الآونة الأخيرة، تم اكتشاف أن ب6 لديه خصائص مضادة للأكسدة ومضادة للالتهابات، وهذا يعني أنه قد يلعب دورا في المساعدة على منع الأمراض المزمنة مثل أمراض القلب والسرطان .

أهمية السيروتونين

السيروتونين هو مادة كيميائية، وأحد أدوارها الأساسية هو تنظيم المزاج، وتحافظ المستويات الصحية من السيروتونين على المزاج الجيد والصحة العقلية المستقرة. وقد يؤدي السيروتونين إلى تنظيم استجابة الدماغ للألم ومستويات القلق لدينا، كما يلعب دورا في الأداء المعرفي، ويساعد في تعلم وتكوين الذاكرة. وبالرغم من أن السيروتونين يؤثر بشكل كبير إيجابيا على العقل، فإن انخفاض مستوياته يمكن أن يسبب الاكتئاب أو الأمراض العقلية الأخرى، في حين أن الزيادة الكبيرة في مستويات السيروتونين – والتي تسمى متلازمة السيروتونين – يمكن أن تؤدي إلى سمية الخلايا العصبية .

فيتامين ب6 والسيروتونين

الحصول على فيتامين ب من النظام الغذائي، يساعد على الحفاظ على مستويات السيروتونين صحيةتساعد الفيتامينات ب1 و ب3 و ب6 و ب9 في تحويل التريبتوفان، وهو حمض أميني نحصل عليه من البروتين، إلى سيروتونين، ويشرح معهد فرانكلين ذلك بأنه : يمكن لنقص أي من هذه الفيتامينات أن يعوق إنتاج السيروتونين، مما يقلل من المستويات الكلية للمادة الكيميائية داخل الدماغ، ونتيجة لذلك، يمكن أن تؤثر أوجه القصور في هذه الفيتامينات على الصحة العقلية أو الوظائف المعرفية، مما يتسبب في أعراض مثل الالتباس أو الاكتئاب، والنظام الغذائي المتوازن الذي يتكون من الأطعمة الصحية عادة ما يوفر ما يكفي من فيتامين ب1، ب3، ب6، ب9 .

لزيادة إنتاج السيروتونين، يتطلب تناول الحبوب المحصنة التي عادة ما تحتوي على جميع فيتامينات ب اللازمة. تعتبر اللحوم، بما في ذلك الأسماك والدواجن الخالية من الدهون، مصدرا غنيا بفيتامينات ب، بالإضافة إلى البذور والمكسرات والفاصوليا التي تعتبر مصادرا لفيتامينات ب. يعزز تناول الأفوكادو بشكل خاص من فيتامينات ب6 وب9، بينما يعتبر الفول السوداني مصدرا جيدا لفيتامين ب3. يساهم الحصول على فيتامينات ب في الحفاظ على مستويات السيروتونين الصحية، ومع ذلك، قد لا تعزز الفيتامينات مستويات السيروتونين في جميع الأحوال .

يمكن أن يحدث انخفاض في مستويات السيروتونين لأسباب مختلفة عن النظام الغذائي. إذا كان جسم الشخص يميل جينيا إلى انخفاض السيروتونين، فقد لا يفيد تناول الفيتامينات، وقد يكون تناول الفيتامينات بدون إشراف طبي ضارا. عندما يلاحظ الشخص علامات انخفاض السيروتونين، مثل انخفاض الأداء العقلي والأرق أو الاكتئاب، يجب عليه التحدث مع الطبيب لتحديد السبب الأساسي ووصف العلاج الآمن لزيادة مستويات السيروتونين .