العلاقة بين تعلم البيانو وتحسين المهارات اللغوية قبل الروضة
أظهرت الدراسات أن دروس العزف على البيانو لها تأثير إيجابي على قدرة الأطفال في مرحلة الروضة على التمييز بين نغمات الكلمات المختلفة، مما يترجم إلى تحسن في قدرتهم على التمييز بين الكلمات .
هناك علاقة بين تعلم العزف على البيانو وتحسين المهارات اللغوية قبل دخول الروضة
أظهرت العديد من الدراسات أن التدريب الموسيقي يمكن أن يعزز المهارات اللغوية، ومع ذلك لم يكن معروفا ما إذا كانت دروس الموسيقى تحسن القدرة المعرفية العامة، مما يؤدي إلى إتقان لغوي أفضل، أو إذا كان تأثير الموسيقى يكون أكثر تحديدا في معالجة اللغة، وقد وجدت دراسة جديدة من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، أن دروس العزف على البيانو لها تأثير محدد للغاية على قدرة الأطفال في الروضة على التمييز بين درجات مختلفة من النغمات في الكلام، مما يترجم إلى تحسن في التمييز بين الكلمات المنطوقة، ومع ذلك لا يبدو أن دروس العزف على البيانو تمنح أي فائدة للقدرة المعرفية الشاملة، وفقا لقياس معدل الذكاء، وفترة الانتباه، والذاكرة العاملة .
الباحثون المشاركون في الدراسة
يقول روبرت ديسيموني، مدير معهد ماكغوفرن لأبحاث الدماغ في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا والمؤلف الرئيسي لهذه الدراسة: `لم يكن هناك اختلاف في المقاييس الإدراكية الأكثر شمولا بين الأطفال، ولكن هناك بعض التحسينات في تمييز الكلمات، خاصة الحروف الساكنة، وأظهرت مجموعة البيانو تحسنا أفضل.` تشير الدراسة التي أجريت في بكين إلى أن التدريب الموسيقي مفيد على الأقل في تحسين المهارات اللغوية، وربما يكون أكثر فعالية من تقديم دروس إضافية في القراءة للأطفال. واستمرت المدرسة التي أجريت فيها الدراسة في تقديم دروس عزف البيانو للطلاب، ويأمل الباحثون أن تشجع نتائجهم المدارس الأخرى على الاحتفاظ ببرامجهم الموسيقية الخاصة أو تحسينها .
يون يون هو أستاذ مشارك في جامعة بكين للمعلمين، وهو المؤلف الرئيسي للدراسة التي نشرت في مجلة الأكاديمية الوطنية للعلوم هذا الأسبوع في 25 يونيو الحالي. ومن بين المؤلفين الآخرين للدراسة هم لي ليو، هاو شو، كس دونغ، وكلهم من جامعة بكين للمعلمين. بالإضافة إلى ذلك، هناك إيفلين جيسير، الباحثة السابقة في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، وتشن تشن جونج، الباحث في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، وجون غابرييلي، الأستاذ في العلوم الصحية والتكنولوجيا وعلوم الدماغ والعلوم المعرفية، وهو أيضا عضو في معهد ماكغوفرن لأبحاث الدماغ التابع لمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا .
فوائد الموسيقى
أظهرت الأبحاث السابقة أن أداء الموسيقيين في المتوسط أفضل من غير المتخصصين في مهام مثل القراءة والفهم، والتمييز بين الكلام من الضوضاء في الخلفية، والمعالجة السمعية السريعة، ومع ذلك فقد تمت معظم هذه الأبحاث عن طريق سؤال الأشخاص عن تدريبهم الموسيقي الماضي، وأراد الباحثون في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا إجراء دراسة أكثر تحكما يمكنهم من خلالها تعيين الأطفال عشوائيا لتلقي دروس الموسيقى ثم قياس التأثيرات، وقرروا إجراء الدراسة في مدرسة في بكين جنبا إلى جنب مع الباحثين من معهد IDG / McGovern في جامعة بكين للمعلمين، ويرجع ذلك جزئيا إلى أن مسئولي التعليم كانوا مهتمين بدراسة قيمة تعليم الموسيقى مقابل تعليم إضافي للقراء .
يقول ديزيمون : إذا كان الأطفال الذين تلقوا تدريباً في الموسيقى قد حققوا إنجازًا أفضل من الأطفال الذين تلقوا تعليمات أكاديمية إضافية، فقد يكون هذا مبرراً لمدارس لاستمرار تمويل الموسيقى .
حول الدراسة
تم تقسيم الأطفال الـ 74 المشاركين في الدراسة إلى ثلاث مجموعات : واحدة تلقت دروس البيانو لمدة 45 دقيقة ثلاث مرات في الأسبوع، وواحدة تلقت تعليمات قراءة إضافية لنفس الفترة الزمنية، وواحدة لم تتلقى أي تدخل، وكان جميع الأطفال في عمر 4 أو 5 سنوات وتحدثوا بلغة الماندرين كلغتهم الأصلية، وبعد ستة أشهر اختبر الباحثون الأطفال على قدرتهم على التمييز بين الكلمات استنادا إلى الاختلافات في حروف العلة، أو الحروف الساكنة، أو نغمة ( تختلف العديد من كلمات الماندرين فقط في النغمة )، حيث إن التمييز الأفضل للكلمات يقابل عادة وعيا صوتيا أفضل – الوعي بالهيكل السليم للكلمات، وهو مكون أساسي لتعلم القراءة .
اكتشافات الباحثون
أظهر الأطفال الذين أخذوا دروس بيانو ميزة كبيرة على الأطفال في مجموعة القراءة الإضافية في التمييز بين الكلمات التي تختلف من خلال حرف واحد ساكن، وكان أداء الأطفال في كل من مجموعة البيانو ومجموعة القراءة إضافية أفضل من الأطفال الذين لم يتلقوا أي تدخل، وذلك فيما يتعلق بتمييز الكلمات على أساس الاختلافات في الحروف المتحركة، وبعد أن استخدم الباحثون تخطيط كهربية الدماغ ( EEG ) لقياس نشاط الدماغ، وجدوا أن الأطفال في مجموعة البيانو لديهم استجابات أقوى من الأطفال الآخرين عندما يستمعون إلى سلسلة من النغمات المختلفة، وهذا يشير إلى أن دروس العزف على البيانو ساعدتهم على التمييز بشكل أفضل بين الكلمات المختلفة .
لم يتم العثور على أي اختلافات كبيرة بين المجموعات الثلاثة من الأطفال في اختبارات الذكاء والانتباه والذاكرة العاملة، مما يشير إلى أن دروس العزف على البيانو لم تحسن الوظائف الإدراكية العامة لديهم. يجدر بالذكر أن هذا البحث تم تمويله من قبل المؤسسة الوطنية للعلوم الطبيعية في الصين ولجنة العلوم والتكنولوجيا في بكين وصناديق البحوث المشتركة في جامعة بكين للمعلمين وصناديق البحوث الأساسية للجامعات المركزية .