العلاقة بين تصلب الشرايين والتدخين
تصلب الشرايين هو مرض يهدد الحياة، حيث يترسب الكوليسترول والنفايات الخلوية والكالسيوم والمواد الدهنية الأخرى على طول بطانة جدران الشرايين في الجسم، وتتراكم هذه الرواسب اللاصقة المصفرة المعروفة باسم البلاك بمرور الوقت، مما يعيق تدفق الدم، وإذا كان الشخص يدخن فإنه تواجه خطرا متزايدا للإصابة بتصلب الشرايين، والنوبات القلبية، والسكتة الدماغية .
تصلب الشرايين
عادة ما يبدأ تصلب الشرايين مبكرا في الحياة، ويتقدم ببطء مع التقدم في السن، ويؤثر تصلب الشرايين عادة على الشرايين المتوسطة والكبيرة في الجسم، ويعتقد العديد من العلماء أن الأضرار التي تصيب البطانة، وهي الطبقة الأعمق للشريان، هي المكان الذي يبدأ فيه تصلب الشرايين، والأضرار التي تلحق بالبطانة تسمح للوحة بالتراكم على طول جدران الشرايين، وكما هو الحال فإن تدفق الدم يتقلص، وينخفض وصول الأكسجين إلى الجسم .
آثار تصلب الشرايين
يمكن لهذه اللوحة أن تمزق وتسبب جلطات الدم (الجلطة)، ويمكن أن تتغلغل هذه الجلطات الدموية وتدخل مجرى الدم، وتستقر في جزء آخر من الجسم، وأحيانا تمنع تدفق الدم تماما، وتسمى صمة، والانسدادات الدهنية التي تعيق تدفق الدم إلى القلب تسبب نوبة قلبية، وإذا قامت بعرقلة تدفق الدم إلى الدماغ، فإنها تسبب سكتة دماغية، وإذا انخفض تدفق الدم إلى الذراعين والساقين، فقد يتسبب ذلك في صعوبة المشي ويؤدي في النهاية إلى الغرغرين .
العلاقة بين دخان التبغ وتصلب الشرايين
– يعد دخان التبغ من أهم العوامل التي تؤدي إلى تصلب الشرايين، حيث يزيد من خطر الإصابة بتصلب الشرايين، ومن بين أهم هذه العوامل:
1- ارتفاع مستويات الكوليسترول والدهون الثلاثية
حيث تؤدي المستويات المرتفعة من الكوليسترول والدهون الثلاثية في الدم إلى تلف في البطانة، وبعض الكولسترول ضروري وعادة ما ينتج الجسم معظم ما يحتاجه في الكبد، إلا أن المصدر الآخر للكوليسترول يأتي من الدهون الحيوانية ويعرف باسم LDL أو الكوليسترول ” السيئ “، وبينما تحتاج أجسامنا إلى بعض كولسترول LDL، فإن الكثير منها يمكن أن يرفع مستويات الكولسترول الآخر بشكل خطير، ويعرض الشخص لخطر الإصابة بتصلب الشرايين أو النوبات القلبية، والأطعمة التي تأتي من الحيوانات مثل الدجاج والبيض ومنتجات الألبان ولحم البقر ولحم الخنزير، تحتوي على الكوليسترول، والأطعمة التي تأتي من النباتات لا تحتوي على الكوليسترول .
2- ارتفاع ضغط الدم
ضغط الدم هو نتيجة لقوتين أحدهما هو الضغط الناجم عن ضخ القلب للدم من خلال نظام الدورة الدموية، والآخر هو قوة مقاومة الشرايين بينما يتدفق الدم من خلالها، وعندما يضخ القلب فإنه يدفع الدم عبر الشرايين الكبيرة إلى الأوعية الدموية الأصغر، ويمكن أن تتقلص الشرايين أو تتوسع، وعندما يحدث ذلك تتأثر مقاومة تدفق الدم، وكلما ازدادت صعوبة تدفق الدم، كلما ارتفع ضغط الدم، وعندما لا يتم علاج ارتفاع ضغط الدم لفترة طويلة، يتم إجبار القلب على ضخ الدم من أجل الحصول على تدفق الدم، وتكون النتيجة في كثير من الأحيان جعل عضلة القلب متضخمة وضعيفة، و ارتفاع ضغط الدم يضر الشرايين الكبيرة والصغيرة مع مرور الوقت أيضا، وتصاب بالندوب وتتصلب، مما يعرض الشخص لخطر الإصابة بتصلب الشرايين .
كيف يؤثر التدخين على تفاقم هذه العوامل الصحية؟
يؤثر التدخين على ظهور العوامل الواردة أعلاه على النحو التالي:
1- تأثير التبغ على الكوليسترول
إن تدخين السموم الموجودة في التبغ، تؤدي إلى تقليل مستويات الكوليسترول الدهني عالي الكثافة HDL أو الكولسترول الجيد، بينما ترفع مستويات الكولسترول الدهني منخفض الكثافة LDL أو الكولسترول السيئ، و النيكوتين وأول أكسيد الكربون الموجود في التبغ يتسبب في تلف البطانة الخاصة بالشرايين، مما يمهد الطريق لتراكم البلاك والإصابة بتصلب الشرايين .
2- تأثير التبغ على ارتفاع ضغط الدم
على الرغم من أن تدخين السجائر لا يسبب ارتفاع ضغط الدم، إلا أنه قد يزيد من خطر ارتفاع ضغط الدم الخبيث في الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم ويدخنون بشكل متزامن، ويعتبر الازدياد في خطر ارتفاع ضغط الدم الخبيث نوعًا خطيرًا من ارتفاع ضغط الدم، ويؤثر التدخين بشكل سيء جدًا على القلب .
الإقلاع عن التدخين
إذا كان الشخص مدخنا ويفكر في الإقلاع عن التدخين، فيجب عليه تذكر أنه لم يفت الأوان أبدا عن هذا، بغض النظر عن العمر أو عدد السنوات التي كان يدخن بها، حيث تظهر العديد من البحوث أن الجسم يبدأ عملية الشفاء خلال 20 دقيقة من تناول آخر سيجارة، وفي غضون عام واحد من الإقلاع عن التدخين، ينخفض خطر الإصابة بمرض الشريان التاجي إلى نصف النسبة التي تكون عند المدخنين، وبين 5 إلى 15 سنة من الإقلاع عن التدخين، ينخفض خطر الإصابة بمرض الشريان التاجي والسكتة الدماغية كأن الشخص لم يدخن في حياته قط .