العلاقة بين الدهون الثلاثية وإرتفاع ضغط الدم
تشكل مشكلة كبيرة ارتفاع ضغط الدم التي تواجه الكثيرين في الوقت الحالي. لذا، لم تأت تسمية ارتفاع ضغط الدم بـ `القاتل الصامت` عبثا. فهو يشكل تهديدا لصحة وحياة الكثيرين في العالم بأسره، ورغم أن ارتفاع ضغط الدم ليس مرضا حديثا، إلا أنه لم ينتشر بهذا الشكل من قبل. ولقد أثار الانتشار الواسع لأمراض ضغط الدم العديد من الأسئلة والاستغراب، خاصة بين الأطباء والعلماء المتخصصين في دراسة هذا المجال. وقد حدث انتشار هذه الأمراض بشكل كبير بسبب عدة عوامل، من بينها عدم الاهتمام بالصحة، وانتشار الأمراض المزمنة، مثل أمراض القلب والسكري، بالإضافة إلى العوامل الوراثية وزيادة الأعباء والضغوط اليومية والمشكلات التي يواجهها الكثيرون في مختلف المجالات .
أمراض ضغط الدم خاصة ارتفاع ضغط الدم هي أمراض مزمنة وخطيرة، يصعب علاجها والتخلص منها بشكل نهائي. ويتم اللجوء إلى العلاجات والأدوية لتخفيض ضغط الدم المرتفع والحفاظ على مستوى معتدل من ضغط الدم ومنع هذا المرض الخطير من التسبب في مضاعفات خطيرة لأعضاء الجسم المختلفة. فكلما ارتفع مستوى ضغط الدم، يتعرض الجسم لأضرار خطيرة، ويزداد خطرها مع تكرار ارتفاع ضغط الدم عدة مرات. وأصبحت أمراض ضغط الدم لا تفرق بين أعمار معينة أو فئات محددة. إذ كان كبار السن أو الأشخاص الذين تجاوزوا سن الخمسين هم الأكثر عرضة لارتفاع ضغط الدم، ولكن الآن الشباب والأطفال والمراهقين يعانون أيضا من ارتفاع ضغط الدم بأعداد هائلة، وهذا يوضح انتشار أمراض ضغط الدم ومدى الخطر الذي يشكله هذا المرض .
بالإضافة إلى العوامل المذكورة التي تسبب ارتفاع ضغط الدم، العامل الغذائي والنظام الغذائي يعد العامل الأكثر خطورة في ارتفاع ضغط الدم. الأشخاص الذين يتناولون أطعمة غنية بالملح والدهون هم الأكثر عرضة للإصابة بارتفاع ضغط الدم. ويعاني عدد كبير من هؤلاء الأشخاص بالفعل من ارتفاع ضغط الدم. لذلك، يركز الأطباء عند بدء علاج المرضى المصابين بارتفاع ضغط الدم على تحديد نظام غذائي صحي للمريض، مع تحذير المريض من ضرورة تجنب الأطعمة الغنية بالدهون والملح، لأنها تساهم بشكل كبير في ارتفاع ضغط الدم حتى مع تناول العلاجات والأدوية .
الدهون الثلاثية وإرتفاع ضغط الدم : من المعروف أن تناول الأطعمة الدهنية والعالية بالأملاح يسبب ضررا كبيرا لمرضى ارتفاع ضغط الدم، وتزيد من مستويات الدهون الثلاثية في الدم. والدهون الثلاثية تختلف عن ارتفاع مستويات الكوليسترول، فهي الدهون التي يمتصها الجسم من الأطعمة التي يتناولها الإنسان، وتخزن على شكل دهون داخل الكبد. ورغم أن الدهون الثلاثية تعتبر مصدرا هاما للطاقة في الجسم، إلا أن زيادة نسبتها تؤدي إلى تخزينها في أجزاء مختلفة من الجسم، مما يشكل علامة غير صحية، وتسبب أضرارا خطيرة .
ترتبط الدهون الثلاثية بارتفاع ضغط الدم بشكل كبير. إلى جانب الأطعمة المشتركة التي ترفع مستوى ضغط الدم وتزيد نسبة الدهون الثلاثية في الدم، الدهون الثلاثية المرتفعة ترتبط بالإصابة بارتفاع ضغط الدم عن طريق ارتفاع الدهون الثلاثية واستمرارها لفترة طويلة دون علاج فعال أو خفض جاد لمستوى الدهون الثلاثية في الدم. ومع مرور الوقت، تتسبب الدهون الثلاثية في تصلب الشرايين. قد يكون هذا التصلب خطيرا أو بسيطا يمكن علاجه، وذلك يعتمد على مدى ارتفاع الدهون الثلاثية. ومع حدوث تصلب الشرايين، تزداد مقاومة الشرايين لتدفق الدم بشكل كبير، مما يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم، وكلما زادت المقاومة زاد ارتفاع ضغط الدم وزادت خطورته .
لذلك، يُعتبر من الأهمية بمكان مراقبة مستوى الدهون الثلاثية وإجراء فحوصات خاصة لشرايين القلب، والاهتمام الدائم بقياس ضغط الدم، والأهم من ذلك كله هو التركيز على تناول الغذاء الصحي السليم والمتوازن .