العلاقة بين أمراض القلب والقلق
يتأثر مريض القلب بكل ما يحيط به من أحداث وظروف ، فكلنا نعرف ان مرض القلب يتأثر تاثيرآ واضحآ ومباشرآ بالأمراض الأخرى، كمرض إرتفاع الضغط والإصابة بداء السكري، وغيره من الأمراض، ونعرف ايضآ أن مرضى القلب تسوء حالتهم إذا تعرضوا لضغوط نفسية أو قلق ، لكن الجديد في موضوعنا هنا ان القلق والخوف والتوتر يتسبب في اوقات كثيرة في الإصابة بأمراض القلب، فقد أظهرت الدراسات الطبية أن الأشخاص الذين يتعرضون لنوبات من الخوف او ضغوط نفسية تزيد لديهم إحتمالات الإصابة بأمراض السكتة القلبية، وجلطات القلب بنسبة تصل إلى 5 مرات، كما يعرض هؤلاء الأشخاص أنفسهم لخطر الموت المفاجئ بسبب نوبات الخوف والتوتر النفسي.
وأوضح أيضآ أطباء أمراض نفسية في إحدى المستشفيات بالولايات المتحدة الأمريكية أن نسبة كبيرة من مرضى الإكتئاب الحاد، والمرضى الذين يصابون بنوبات ذعر مرضية، يصابون بعد مرورهم بهذه الأزمات النفسية بأمراض القلب المختلفة، كما أن هناك نسبة منهم تعرضوا إما للوفاة المفاجئة نتيجة الأزمة القلبية، أو الهبوط في القلب، أو يصابون بأمراض في القلب كجلطات القلب، وضعف عضلة القلب، مؤكدين أن الإصابة بأمراض القلب نتيجة القلق والتوتر لا ترتبط بسن معين كما يعتقد البعض أنها تصيب كبار السن ، لكن على العكس يؤكد الأطباء أن معظم الوفيات بسبب القلق كانت من أشخاص في منتصف العمر .
ويقول أحد اطباء القلب ان في الفترة الأخيرة اصبح أطباء القلب يتابعون حالة مرضاهم النفسية متابعة جيدة، حيث يحذر الأطباء مرضى القلب دائمآ من تعريض أنفسهم للتوتر والقلق والضغوط النفسية ، كما بدأ الأطباء ينصحون مرضاهم ممن يعانون الإكتئاب بضرورة التوجه لطبيب نفسي يساعدهم على تخطي أزماتهم حتى لا يتضرر القلب في النهاية .
وعلى جانب آخر قالت جمعية أمراض القلب بالمملكة العربية السعودية ، ان الحياة بتفاصيلها اليوميآ أصبحت مليئة بالضغوط والمشاكل، وفي حالة مرور إنسان لديه مرضآ بالقلب بضغوط ومشكلات حتى لو كانت ضغوط يومية بسيطة فإن كثرة تعرض المريض لها يوميآ تؤثر عليه هذه الضغوط ، وتجعله شخصآ عصبيآ ، وهو ما يضر قلبه ويعرضه لتدهور حالته وتفاقم مشكلة مرضه .
ويفرق الأطباء بين نوبات الذعر والقلق المؤقتة ونوبات القلق المتصلة والتي ترتبط بمرور الشخص بأزمات النفسية ، فالنوع الأول يسبب أعراض وقتية مؤقتة تتشابه مع امراض النوبة القلبية ، لكنها لا تدوم طويلآ وتزول بزوال حالة التوتر او القلق الموجود ، ولا تشكل هذه الحالة أي خطورة لأنها كما ذكر الأطباء ليست نوبة قلبية ، أما بالنسبة للنوع الثاني فالقلق والضغوط المتواصلة تؤدي بالفعل للإصابة بالنوبة القلبية وتؤدي غلى سؤ حالة القلب في حالة وجود مرض .
إذا توجه الأفراد الذين يعانون من القلق إلى الطبيب، فمن المحتمل ألا يتم تشخيصهم بالاكتئاب، ولكن الكثير من الأشخاص الذين يعانون من قلق معتدل أو اكتئاب يجب معالجة مشاكلهم بشكل جدي لأن هذه الحالات المرضيةيمكن أن تؤدي إلى الوفاة المبكرة .
وينصح أطباء القلب مرضاهم بالابتعاد عن الخوف والقلق بقدر المستطاع، حرصا على صحتهم النفسية وصحة قلوبهم. يؤكد الأطباء أيضا أن مرضى القلب الذين يعيشون حياتهم في هدوء، بعيدين عن أي قلق أو توتر، يتمتعون بحالة أفضل ويعيشون لفترة أطول من الأشخاص الذين لا يعانون من أي مرض، ولكنهم يعيشون في حالة اكتئاب أو تحت ضغوط نفسية مستمرة. يشدد الأطباء على ضرورة اتباع روح التفاؤل وممارسة التمارين الرياضية والحصول على نوم كاف من 6 إلى 8 ساعات، حتى يحسن أعصاب المريض ويتجنب تعريض نفسه للتوتر الزائد. كما ينصح مريض القلب، في حالة معاناته من أي أزمة نفسية كبيرة، بالتوجه إلى طبيب نفسي وإبلاغه بحالته المرضية، حتى يساعده على تجاوز الأزمة وحماية قلبه .