العلاج باليود المشع
هو نوع من العلاج الإشعاعي المستخدم في علاج تضخم الغدة الدرقية ومرض الجريفز وبعض أنواع الأورام السرطانية التي تصيب الغدة الدرقية، وهو متاح في ألمانيا. يحتوي الأغذية البحرية والملح والخبز وغيرها من الأطعمة على عنصر اليود الذي يلزم لإنتاج الهرمونات الدرقية بكميات كبيرة. فاليود هو عنصر أساسي في تركيب هرمونات الغدة الدرقية، حيث يحتوي كل جزيء من هرمون الغدة الدرقية إما على 3 أو 4 ذرات من اليود. يستخدم نظير اليود المشع كمصدر للإشعاع في هذا العلاج، ويتحلل عن طريق تحلل بيتا، ويبلغ نصف عمر هذا النظير المشع 8 أيام، ويتم تخزينه في خلايا الغدة الدرقية في الجسم البشري. يخضع العلاج باليود المشع في البلدان المختلفة لحماية القانون، وقد ظهر في الأربعينيات من القرن العشرين ويتميز بأعراض جانبية بسيطة. يستخدم هذا العلاج على المدى الطويل للمراقبة والرصد بطريقة آمنة. يتوفر هذا العلاج في نحو 150 مركزا علاجيا في ألمانيا، ويتم إجراء ما بين 60,000 إلى 70,000 حالة علاجية سنويا. لكي تتمكن الغدة الدرقية من إنتاج هرموناتها التي تحتوي على اليود، فإنها تجمع كل اليود الذي يتناوله الشخص ويمتصه الدم، وتقوم الغدة بإخراج هذا اليود من الدم وتركيزه وتخزينه في خلاياها. تحتوي خلايا الغدة الدرقية على نظام نشط لنقل اليود إلى داخل الخلايا. في العديد من مناطق العالم وخاصة في المناطق القارية التي تبعد عن البحر، يعاني السكان من نقص في اليود، مما يزيد من حالات تضخم الغدة الدرقية وقصورها، وتحث منظمة الصحة العالمية على التعرف على حجم هذه المشكلة في مناطق مختلفة وعلاجها
تعريفه : اليود المشع هو أحد النظائر المشعة، والنظائر المشعة هي المواد التي تطلق منها إشعاع. يحتوي اليود المشع المستخدم في الأغراض الطبية على نوعين، وهما اليود 123 واليود 131. اليود 123 هو نظير مشع يستخدم لأخذ صور للغدة الدرقية. يعطى جرعة صغيرة جدا من اليود 123، ثم يعاد بعد ثلاث إلى ست ساعات لتصوير الغدة الدرقية باستخدام كاميرا تلتقط اللقطات التي تتكون من الاشعاعات الناتجة عن اليود 123. هذه الكاميرا هي جزء من جهاز يشبه الفحص بالأشعة السينية أو المسح الضوئي. بالإضافة إلى الحصول على المسح أو الصورة، يمكن أيضا حساب النشاط وتوزيعه في الغدة الدرقية بناء على معدل امتصاص اليود المشع 123. ونظرا لأن الاشعاعات التي تنطلق من اليود 123 غير مؤذية، فلا حاجة لاتخاذ احتياطات خاصة. إجمالا، الجرعة الإشعاعية خلال فحص الغدة الدرقية أقل من جرعة أشعة الصدر.
استخدامات اليود المشع :
يستخدم اليود المشع في صورة حبوب ( يوديد الصوديوم ) وكذلك كمحلول مائي يعطى للمريض بالفم ، وايضاً يمكن حقن الأوعية الدموية في حالة صعوبة البلع ، وينتشر سريعاً في الدم ويتركز ويختزن في خلايا الغدة الدرقية ، ويتميز العلاج باليود المشع أن اليود لا يختزن في أعضاء أخرى غير الغدة الدرقية أما الجزء الذي لا يختزن في الغدة الدرقية فهو يخرج سريعاً مع البول عن طريق الكلى وايضاً يخرج جزء منه من خلال الغدد العرقية وايضاً عن طريق الأمعاء خارج الجسم ، ومن مميزاته أنه يمكن إعطاؤه بجرعات شديدة دون ان يحدث ضرر لأعضاء الجسم ، و يستخدم اليود المشع أساساً في علاج نوعين مختلفين من أمراض الغدة الدرقية ، أولهما هو فرط أو زيادة نشاط الغدة الدرقية و الثاني هو سرطان الغدة الدرقية ، ويستخدم إختصاصي في الغدد الصماء اليود المشع كأحد الإختيارات العلاجية ، وقد استخدم اليود المشع لاكثر من ستين عاما في علاج أمراض الغدة الدرقية بشكل فعال مع قلة ملحوظة في الآثار غير المرغوب فيها ، ولكن نادرا جداً ما تحدث مشاكل بسيطة عندما يعطى اليود المشع بجرعات كبيرة لعلاج سرطان الغدة الدرقية منها التغير في المذاق و بعض الالم في الغدد اللعابية وبعض من أعراض إضطرابات الجهاز الهضمي ،كما يمكن استخدام اليود المشع لتقليص حجم الغدة الدرقية المتضخمة التي تسبب اعراضا مزعجة حتى وإن لم يكن تضخمها مصحوباً بزيادة في وظيفتها .
التحضير للعلاج باليود المشع :
يجب إيقاف تناول أي أدوية مضادة للغدة الدرقية قبل موعد العلاج باليود المشع بمدة لا تقل عن أسبوع، كما يجب التوقف عن تناول أي حبوب تحتوي على اليود، أو الأعشاب البحرية التي تحتوي على اليود، وكذلك بعض حبوب الفيتامينات أو المعادن .
أثر العلاج باليود المشع :
يتم استخدام هذا العلاج لعلاج الغدة الدرقية ويستغرق تأثير اليود المشع على الغدة الدرقية من شهر إلى ثلاثة أشهر للوصول إلى الحد الأقصى وعادة ما يظهر ذلك خلال ثلاثة إلى ستة أشهر. ومن الممكن إزالة جزء من الغدة الدرقية ولكن ليس كلها، حيث تظهر آثار اليود المشع تدريجيا على خلايا الغدة الدرقية. لذلك، يسعى معظم أطباء الغدد الصماء إلى تدمير الغدة الدرقية تماما بجرعة واحدة من اليود المشع، وهذا يؤدي إلى حالة هبوط متعمد في الغدة الدرقية (قصور درقي) مماثلة لأي حالة هبوط درقي أخرى، والتي يمكن تصحيحها بسهولة وبتكلفة منخفضة باستخدام جرعة يومية من العلاج التعويضي بالهرمون الدرقي مدى الحياة. يعتبر تحديد الجرعة الصحيحة من اليود المشع لكل مريض جهدا مهما، أو إعطاء جرعة عالية نسبيا تدمر الغدة الدرقية على الأرجح، ولكن لا يوجد ضمان بأن كل علاج سيكون ناجحا في تصحيح فرط الغدة الدرقية، خاصة إذا كانت الغدة كبيرة جدا. في مثل هذه الحالات قد يكون هناك حاجة لجرعة ثانية من اليود المشع أحيانا، ويجب الانتظار لمدة لا تقل عن ستة أشهر قبل إعطاء الجرعة الثانية .
علاج سرطان الغدة باستخدام اليود المشع :
يمكن من خلال اليود المشع علاج النوعين الاكثر شيوعا من انواع سرطان الغدة الدرقية أي السرطان الغدي الحليمي والسرطان الغدي الجريبي باليود المشع لأن الخلايا السرطانية قادرة على إمتصاص اليود ، واليود المشع يستخدم في علاج سرطان الغدة الدرقية إما للقضاء على ماتبقى من المجموعات المجهرية للخلايا السرطانية بعد الإزالة الجراحية للغدة الدرقية مباشرة او في حالة بقاء او رجوع خلايا سرطانية عند المتابعة الدورية .
كيفية الحد من التلوث وحماية الأخرين من الأشعاع :
بعد عدة أيام من العلاج، يتم إعطاء بعض التوصيات للمرضى لتقليل تلوث البيئة وعرض الآخرين للإشعاع، ومن بين هذه التوصيات:
1- يجب الاستحمام يوميًا وغسل اليدين عدة مرات
يجب تجنب مشاركة لوازم الاتصال بين المرضى والنوم بالقرب من بعضهما البعض .
ينبغي استخدام المراحيض الخاصة إذا كان ذلك مجالاً لذلك، وصب الماء مرتين بعد الاستخدام .
يتعين غسل الأقمشة والمناشف والملابس اليومية الخاصة بالمريض .
5- لا يطبخ المريض طعاماً للأخرين .
6- استخدام أدوات الأكل الخاصة بالمريض .