صحة

العلاج المناعي للحساسية ( أمصال الحساسية )

يعتبر العلاج المناعي للحساسية آخر خطوة في علاج الحساسية، ويستخدم فقط إذا لم يستجب المريض للعلاجات الأخرى (العلاج البيئي والعلاج الدوائي). ويعتبر العلاج المناعي للحساسية من التدابير التي لها تأثير كبير في علاج الحساسية .

فكرة عمل هذه الأمصال : فكرة عمل الأمصال تعتمد ببساطة على إعطاء المريض كمية ضئيلة من المواد التي تسبب التهيج أو الحساسية. على سبيل المثال، إذا كان المريض يعاني من حساسية تجاه عثة غبار المنزل ولم يستجب للعلاجات الأخرى مثل تجنب التعرض للمادة أو تناول أدوية الحساسية، يمكن للطبيب في هذه الحالة وصف العلاج المناعي للمريض، حيث يقوم بإعطاء مصل يحتوي على نفس المادة التي تسبب التهيج وهي عثة من غبار المنزل على فترة طويلة، مما يؤدي إلى تعديل الجهاز المناعي عند المريض وبالتالي يقضي على ردة الفعل التحسسية تجاه هذه المادة. ويمكن استخدام العلاج المناعي لعلاج مختلف أنواع الحساسية، وخاصة الحساسية المنشأة من المستنشقات مثل حساسية حبوب اللقاح وفراء الحيوانات والروائح وغيرها .

و يتم تقسيم فترة العلاج الى فترتين رئيسيتين و هما :
– الفترة الأولى ( الجرعة البادئة ) : عند العلاج بالمصل الكبدي، يتم إعطاء المريض جرعات كبيرة في فترات زمنية قصيرة متقاربة، مثل جرعة أسبوعية لمدة 12 أسبوعًا .
– الفترة الثانية ( الجرعة طويلة الأمد ) : والتي يتم فيها إعطاء المصل بجرعات ضئيلة في فترات زمنية متباعدة وطويلة، مثل إعطاء جرعة شهرية لمدة تصل إلى فترة ما بين سنتين إلى خمس سنوات .

أنواع أمصال الحساسية المستخدمة

يتم إعطاء أمصال الحساسية عن طريق الحقن تحت الجلد Subcutaneous Immunotherapy (SCIT) .
تُعرف أيضًا أمصال الحساسية تحت اللسان بـ SLIT وتُستخدم لعلاج الحساسية .

أمصال الحساسية عند طريق الحقن تحت الجلد SCIT

تؤخذ هذه الأمصال كإبر يتم حقنها تحت الجلد بإستخدام إبر الانسيولين و ذلك لسهولة استخدامها و دقتها البالغة في قياس الجرعة المطلوبة  . و لا يمكن وصف هذا النوع إلا من قبل طبيب متخصص في أمراض الحساسية , و لا يتم حقنها إلا في المستشفيات او العيادات المجهزة  تخوفا من حدوث فرط الحساسية  . و يجب مراقبة المريض  لمدة ساعة تقريبا بعد تناوله للمصل , حيث يتم مراقبة ظهور أي عرض من أعراض فرط الحساسية , و متابعة بعض الأعراض الحيوية مثل قياس ضغط الدم و النبض و سرعة التنفس كل ربع ساعة .

عيوب هذا النوع :
مشكلة مصل الحساسية تحت الجلد هي احتمالية حدوث فرط الحساسية .

أمصال الحساسية تحت اللسان ( SLIT )

يستخدم المصل كنقاط تحت اللسان , و يعتبر هذا تطور حديث في عالم الأمصال  . و وفقا لمنظمة الصحة العالمية التي أصدرت مؤخرا أن هذه الطريقة آمنه لأنها لا تؤدي إلى فرط الحساسية إلا في حالات نادرة جدا , و أقل بكثير من إمكانية حدوثها في أمصال الحساسية تحت الجلد . و من مميزات هذا النوع انه يمكن للمريض من الحصول على مصل الحساسية في المنزل و بدون الحاجة للذهاب الى المستشفى . و ينصح المريض باستخدام هذه القطرات تحت اللسان صباحا على الريق قبل تناول الطعام او الشراب . و ينصح المريض بالحتفاظ بها تحت اللسان لمدة دقيقتين قبل بلعها .

عيوب هذا النوع :
– على الرغم من ان مصل الحساسية تحت اللسان أكثر أمانا من مصل الحساسية تحت الجلد , إلا ان تأثيره يعتبر أقل فاعلية من تأثير مصل الحساسية تحت الجلد . بالإضافة إلى أنه مكلف بالمقارنة مع مصل الحساسية تحت الجلد . و يمكن للمريض اختيار الطريقة المناسبة حيث يعتمد العلاج على نفس الفكرة .

يمكن لمصل الحساسية تحت اللسان أن يسبب بعض الآثار الجانبية التي تؤثر على الجهاز الهضمي مثل حرقان المريء بعد تناول نقاط المصل أو سوء الهضم، ويجب إبلاغ الطبيب المختص في هذه الحالة لتقليل الجرعة وتحسين الاستجابة للعلاج وتقليل الآثار الجانبية قدر الإمكان .

الحفظ و التخزين :
يتم حفظ هذا المصل في الثلاجة بعيدا عن متناول الأطفال، ويجب تجنب وضعه في الفريزر .

مميزات العلاج المناعي للحساسية

العلاج المناعي يعتبر أكثر أمانا مقارنة بالعلاجات الدوائية، وتكون الآثار الجانبية الناتجة عن تناول أدوية الحساسية وخاصة الكورتيزون أقل .

عيوب العلاج المناعي للحساسية

من عيوب العلاج المناعي للحساسية انه طويل المدى حيث يستخدم لمدة ما بين سنتين الى خمس سنوات . و يجب على المريض الاستمرار في العلاج و عدم التوقف عنه حتى عند الشعور بالتحسن . حيث نلاحظ الكثير من المرضى يتوقفون عن تناول العلاج بعد عدة أشهر من تناولهم للعلاج عندما يشعرون بالتحسن و لكن سرعان ما ترجع الحساسية بسبب عدم المواظبة على العلاج .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى