العصف الذهني المعاكس
مع التطور الفكري والإبداعي الذي يشهده العالم، زادت الأساليب الإبداعية والتفكيرية التي تهدف إلى حل الأزمات وتجاوز العقبات والمشكلات التي يواجهها الإنسان في حياته، أو التي تواجهها مؤسسات العمل، والتي تعتمد على فرق العمل الضخمة.
ومع تطور طرق التفكير والإبداع في إيجاد الحلول، ظهر ما يسمى بالعصف الذهني، تلك الطريقة التي تهدف إلى جمع الأفكار المختلفة، والوصول إلى حلول لمختلف الأزمات، من خلال استراتيجية مثالية تحث أفراد الفريق على عصف أذهانهم بصورة عفوية؛ بهدف الوصول إلى الأفكار الإبداعية لتطوير المؤسسة.
تعريف العصف الذهني
العصف الذهني ( بالإنجليزية: العصف الذهني هو أحد الأساليب المستخدمة في المؤسسات المختلفة لتوليد الأفكار والتفكير في طرق مختلفة لحل الأزمات والمشكلات. يعتبر العصف الذهني جزءا لا يتجزأ من التفكير التصميمي، ويستخدم على نطاق واسع من قبل فرق حل الأزمات في المؤسسات الكبيرة.
يتم استخدام العقلية الإبداعية للوصول إلى وسائل غير تقليدية لحل أزمات العمل، حيث تمتلك الوسائل التقليدية مجموعة من الأخطاء، وتتجنب هذه الأخطاء عند استخدام العقلية الإبداعية التي تعتمد على التفكير الحر العفوي، وتضيف عامل المرونة في حل المشكلات، وبالتالي، العقلية الإبداعية تعتبر أحد الطرق الأساسية والفعالة في حل المشكلات، من خلال استخلاص الأفكار الفردية أو الجماعية لتغطية المشكلة من جميع الجوانب الممكنة.
أنواع العصف الذهني
ينقسم العصف الذهني إلى قسمين أساسيين:
- العصف الذهني الفردي: هذا النوع من العصف الذهني يتم بواسطة الشخص بمفرده، دون الانخراط في العمل الجماعي لطرح الأفكار والحلول للمشاكل، وقد أظهرت الدراسات الحديثة أن هذا النوع من التفكير هو الأكثر فعالية من غيره، حيث يتم العصف الذهني الفردي عبر ثلاث مراحل. تبدأ المرحلة الأولى بتعريف المشكلة، وتأتي المرحلة الثانية بتحديد الحل، أما المرحلة الثالثة فتتمثل في التوصل إلى النتيجة.
- العصف الذهني الجماعي: غالبًا ما يتم الاعتماد على هذا النوع بالمؤسسات الكبرى، من خلال طرح الأسئلة وإعطاء مساحة لكل شخص للتفكير في الحلول المناسبة، وبذلك يتم الوصول إلى مجموعة كبيرة من الأفكار والحلول، وكلما زاد عدد الفريق الذي يستخدم العصف الذهني، كلما زاد عدد الأفكار المطروحة والحلول المتعارف عليها لحل الأزمة.
العصف الذهني المعاكس
العصف الذهني المعاكس (بالإنجليزية: عصف الذهن العكسي هو تقنية تستخدم في العصف الذهني بشكل عام. تتمثل هذه التقنية في رؤية المشكلات بسهولة أكبر من رؤية الحلول. بدلا من أن يطلب من المجموعة المكلفة بالعصف الذهني إيجاد الأفكار التي قد تنجح أو تفشل، تقوم المجموعة بجمع جميع العوامل التي قد تؤدي إلى فشل الخطة الرئيسية للعمل.
يستخدم العصف الذهني المعاكس لرؤية الثغرات في خطط العمل بوضوح، بدلا من التركيز فقط على عوامل النجاح. يمكن أن يؤثر استخدام تقنية العصف الذهني المعاكس بشكل إيجابي على خطة العمل ويعالج الفجوات التي قد تنشأ فيها. لذا تعتمد العديد من المؤسسات على فرق متخصصة في جلسات العصف الذهني المعاكس، لجعل المؤسسة قادرة على استشراف الفجوات والتخلص من كوابيس الفشل.
قواعد العصف الذهني المعاكس
تنقسم قواعد العصف الذهني المعاكس إلى مجموعة من الخطوات التي تتمثل في الآتي:
- تحديد التحدي: تبدأ الخطوة الأولى في عملية العصف الذهني المعاكس بتحديد التحدي أو المشكلة التي تواجه المؤسسة، ثم كتابة المشكلة بشكلواضح وكامل في ورقة دون التفكير في تطويرها، وهذه هي الخطوة الأولى في العملية.
- عكس التحدي: يتم عكس التحدي أو المشكلة عن طريق تبديل السؤال `كيف أحل المشكلة؟` بالسؤال `كيف يمكنني أن أسبب تلك المشكلة؟` أو `كيف يمكنني تحقيق التأثير العكسي؟`
- العصف الذهني للمشكلة العكسية: يتولد مجموعة من الإجابات والأفكار عند طرح السؤال الذي تم طرحه في الخطوة السابقة، ويتعين على الفرد أو الفريق في هذه الخطوة تحرير الأفكار والحلول الفعالة.
- عكس الحلول إلى أفكار: في هذه المرحلة، يتم تحويل الحلول التي تم الوصول إليها إلى أفكار فعالة لحل المشاكل أو التحديات الأصلية.
- التقييم النهائي: في النهاية، يتم إجراء تقييم شامل للأفكار والحلول التي تم التوصل إليها، وذلك عن طريق إجراء مقارنة عملية في الواقع.
إيجابيات العصف الذهني المعاكس
يتميز العصف الذهني المعاكس بمجموعة من الفوائد الإيجابية التي تدفع المؤسسات إلى تطبيقه بانتظام لإدارة الأزمات.
- تعد عملية العصف الذهني المعاكس واحدة من أكثر العمليات الذهنية إمتاعًا، لأنها تطلق العنانللأفكار بشكل إبداعي مميز.
- غالبًا ما يكون العثور على الفرص التي تحمل التحدي أسهل من إيجاد الطرق الآمنة لتحقيق النجاح.
- يؤدي العصف الذهني المعاكس في كثير من الأحيان إلى نتائج مبتكرة وشيقة.
- يكشف العصف الذهني المعاكس عن قضايا وتحديات هامة للمؤسسة.
- التقليل من التوتر والإحباط.
- يهدف إخراج المشاركين من حالة اللامبالاة الناتجة عن الضغط، إلى إدخالهم في حالة عقلية نشطة عن طريق تغيير نظام التفكير الذي يتبعونه عادة.
سلبيات العصف الذهني المعاكس
على الرغم من أن العصف الذهني المعاكس هو أداة رائعة لإدارة الأزمات، إلا أن له مجموعة من السلبيات أيضًا.
- من الممكن الخروج بسهولة عن المسار الصحيح في إدارة الأزمة، في حالة عدم التعامل بشكل صحيح مع العوامل الناقمة على العقل والتفكير الناقد.
- يستغرق العصف الذهني المعاكس وقتًا أطول من العصف الذهني العادي.
- قد يجد المشاركون في جلسة العصف الذهني المعاكس صعوبة في عكس التعليقات السلبية، حيث يحاولون العثور على الحلول الإيجابية التي تحتاجها المؤسسة.
تقنيات العصف الذهني
بجانب تقنية العصف الذهني المعاكس، تأتي تقنيات أخرى يتم استخدامها لتحقيق هدف واحد وهو الوصول إلى الأفكار والحلول المثالية التي تحتاجها المؤسسة.
- التدوين: يقوم المبدأ العام لهذه التقنية على فصل عملية توليد الأفكار عن المناقشة، إذ يطرح القائد الموضوع العام أو ما يسمى بمحل المناقشة على أعضاء الفريق، من ثم يقوم الأعضاء بتدوين الأفكار التي يتم الوصول إليها بشكل فردي، إذ تعد هذه التقنية إحدى التقنيات المثالية للمشاركين الذين يميلون إلى الطابع الانطوائي؛ بينما يمتلكون أفكار خلاقة.
- التفكير من منظور شخص آخر: يتم تطبيق هذه التقنية عندما يكون الشخص يفكر في كيفية تعامل شخص آخر مع المشكلة، مثل مديره أو أحد المشاهير أو رئيس مجلس إدارة الشركة أو والده، ويحاول تبني وجهة نظره وفكره.
- العصف الذهني عبر الإنترنت: يعد استخدام العصف الذهني عبر البريد الإلكتروني بين أفراد العمل حلًا غير علمي، نظرًا لصعوبة أرشفة الأفكار التي يتم تداولها بين الأعضاء، لذا ينبغي البحث عن وسائل أكثر فعالية لتبادل الأفكار والاعتماد عليها لتوليد أفكار أكثر تعاونًا بصورة بصرية.
- التفكير السريع: تعتمد تقنية التفكير السريع على تحديد مدة زمنية محددة لتوليد الأفكار، مما يساعد على زيادة الإبداع والقدرة على توليد عدد كبير من الأفكار في وقت قصير لدى الكثير من الناس.
- جولة روبن: تعتمد طريقة “الدورة الدائرية”، أو ما يسمى بـ”Round Robin” بالإنجليزية، على عرض الموضوع الرئيسي من قبل القائد ومن ثم طلب الحلول من كل فرد في الدائرة وفقاً للترتيب المحدد.
- الانفجار النجمي: تعد تقنية العصف الذهني واحدة من التقنيات المذهلة، حيث يتم طرح الأسئلة بشكل أكبر بدلاً من الأفكار، وغالبًا ما يتم استخدامها في بداية جلسة العصف الذهني.
- تقنية السلالم: تعتمد تلك التقنية على طرح الموضوع، من ثم إخراج جميع أفراد الفريق من غرفة الاجتماع باستثناء شخصين، يتناقش الشخصان في المشكلة وبعد مرور مدة محددة يتم إدخال شخص ثالث؛ لكي يطرح مجموعة من الأفكار التي توصل إليها، من ثم يتم إدخال الشخص الرابع وهكذا، إذ تعمل تلك التقنية على إنعاش العقل، وزيادة الأفكار وتطويرها بشكل صحيح.