العدوى العميقة في الرقبة
كانت العدوى العميقة في الرقبة تمثل تحديًا للأطباء والجراحين، وخاصة نظرًا لأن هذا المكان يعتبر مكانًا خطيرًا بسبب حدوث المضاعفات التي يمكن أن تؤدي إلى الوفاة .
إنتشار المرض .
لم يتم تقدير عدد الإصابات بالعدوى العميقة في الرقبة بدقة حتى الآن على مستوى العالم .
يتميز انتشار العدوى بمعدل أكبر في الدول الأقل تقدماً، نظراً لتأخر التدخل الطبي فيها .
تزداد احتمالية حدوث المضاعفات للعدوى في المناطق الفقيرة التي تعاني من قلة التوافر والوصول للعلاج والأدوية مثل المضادات الحيوية ووسائل التشخيص والفحص كالأشعة .
المضاعفات و الوفيات .
في الماضي، كانت العدوى العميقة في الرقبة مرتبطة بمعدل وفيات عالٍ .
مع تقدم العلم والطب في طرق التشخيص بواسطة الأشعة وتحاليل الدم، وفعالية الأدوية والمضادات الحيوية المحسنة وبروتوكولات الرعاية الصحية المركزة، تنخفض معدلات الوفيات المرتبطة بالعدوى .
3- تعتبر تلك العدوى مشكلة خطيرة بسبب بعض العوامل منها : –
• يتعلق الأمر بالشكل التشريحي للمنطقة المصابة مما يجعل من الصعب تحديد العدوى بدقة .
• • يصعب تحديد موقع العدوى جسديا وكذلك يصعب رؤية المكان من الخارج، مما يتطلب اختراق الأنسجة السطحية للوصول إلى موقع العدوى، وهذا يشكل خطرا على الأنسجة العصبية والأوعية الدموية والأنسجة الرخوة .
• يمكن أن تنتشر العدوى إلى الأنسجة المحيطة، مما يؤدي إلى حدوث اضطرابات في وظيفة الأعصاب في تلك الأنسجة .
• الإصابة بقرح وعائية .
• تكون الجلطات نتيجة لتأثر الأوعية الدموية بالعدوى .
• يمكن أن تؤدي العدوى إلى ظهور إصابات بالتهاب العظم والنخاع نتيجة انتشارها بسهولة في أجزاء كبيرة من الرقبة، سواء داخلية أو خارجية .
أسباب العدوى العميقة في الرقبة والأعراض المصاحبة .
قبل انتشار المضادات الحيوية، كانت نسبة 70% من حالات العدوى تحدث بسبب اللوزتين أو البلعوم، وهي لا تزال السبب الرئيسي للإصابة بالعدوى في الأطفال حتى الآن، أما عند البالغين فإن عدوى اللثة والأسنان تعتبر السبب الرئيسي للإصابة .
2- عمليات الفم و الاسنان .
الإصابة بعدوى الغدد اللعابية أو انسدادها .
تشمل إصابات تجويف الفم والبلعوم التي يمكن أن تحدث بسبب المنظار الشعاعي أو الشعب والشعيبات .
5- التهاب الأمعاء، التهاب الحنجرة الصديدية، الحقن في الوريد .
تشير الإحصائيات إلى أن نسبة تتراوح بين 20 إلى 30 % من حالات الإصابة بالعدوى لا يتم معرفة سبب الإصابة بها .
نقص المناعة يحدث سواء بسبب مرض أو بسبب الخضوع للعلاج الكيميائي أو الأدوية التي تقلل أو توقف المناعة .
يحدث انتشار العدوى من الأنسجة السطحية عن طريق الأوعية اللمفاوية في الجروح النافذة .
عند حدوث عدوى، يتراكم سائل قيحي عادةً، مما يؤدي إلى تشكل خراج، ويتسبب ضغط الخراج المتكون على الأنسجة الملتهبة في انتشار العدوى وظهور الأعراض المصاحبة .
10- ارتفاع درجة الحرارة، ووجود عدم تماثل بين جانبي الرقبة، وظهور خلل في العقد اللمفية في الرقبة، وإلتهاب عضلات المضغ، وتقلص مدى حركة الرقبة، وظهور إصابة في أحد الأعصاب المخية .
الفحص و التشخيص .
1- التعرف على التاريخ المرضي للمصاب بالعدوى عن طريق الإجابة على بعض الأسئلة، مثل هل يعاني من آلام متكررة في الأسنان؟ هل يعاني من عدوى في الجزء العلوي من الجهاز التنفسي؟ هل يعاني من كدمة في الرقبة أو تجويف الفم؟ هل يعاني من صعوبة في التنفس أو صعوبة في البلع؟ هل يعاني من ضعف في الجهاز المناعي؟ هل تمت إصابته في السابق بعدوى وما مدى الإصابة ومدتها .
يجب إجراء فحص جسدي للتعرف على وجود أي نقص وظيفي أو مضاعفات، وفحص الرأس والرقبة بما في ذلك اللوزتين والأسنان .
” – يتم إجراء فحص لمستوى السكر والأملاح في الدم، وفحص تجلط الدم، وأخذ عينة دم لإجراء تحليل شامل .
يتم إنشاء مزرعة ميكروبية عن طريق أخذ عينة من الخراج وتحليلها بالمجهر وتحديد حساسية الميكروبات للمضادات الحيوية .
يتضمن الفحص الطبي الشامل فحصًا بالأشعة العادية والأشعة المقطعية والرنين المغناطيسي والموجات فوق الصوتية .
العلاج .
تعد الأدوية المخصصة للمسالك التنفسية هي الأولوية في العلاج والاهتمام بها .
يتم تحديد المضاد الحيوي بناءً على المزرعة الميكروبية، وتستخدم لمكافحة الجراثيم .
في حال وجود نقص في السوائل والأملاح، يتم إعطاء المريض محلول وريدي .
يتم تفريخ الخراج بفتحه وتنظيفه من القيح، أما في حالة الخراج الصغير يمكن شفط القيح بإدخال إبرة دقيقة، ويتم ذلك بالاستشارة مع الأشعة المقطعية .