العالم الهندي ” سابرامانين تشاندراسخار “
عمل العالم الهندي سابرامانين تشاندراسخار على دراسة أصول وهياكل النجوم وحقق مكانة مرموقة في مجال العلوم. ويتعلق عمل الفيزيائي الأكثر شهرة والحائز على جائزة نوبل بإشعاع الطاقة من النجوم، وبالأخص الشظايا المحتضرة المعروفة باسم نجوم الأقزام البيضاء .
نشأة سابرامانين تشاندراسخار
تشاندرا، المعروف أيضا باسم سوبرامانيان تشاندراسيخار، ولد في 19 أكتوبر 1910 في لاهور الهند، وهي المدينة التي تنتمي اليوم إلى باكستان. وهو الابن الأكبر لسي سوبرامانيان آيار وينتمي إلى عائلة كبيرة، حيث يمتلك ستة أشقاء وثلاث أخوات. وبوصفه الابن الأكبر، فإنه راوي اسمه من جده شاندراسيخار، الفيزيائي الهندي الحائز على جائزة نوبل، السير سي راما .
الحياة التعليمية لسابرامانين تشاندراسخار
تلقى شاندرا تعليمه المبكر في المنزل ، وذلك ابتداء من سن الخامسة ، حيث تعلم من والدته التاميل ، وهي لغة يتحدث بها في الهند ، كما تعلم من والده اللغة الإنجليزية والحساب ، ولقد وضع أنظاره على أن يصبح عالماً في سن مبكرة ، ولهذا الغرض قام ببعض الدراسات المستقلة عن حساب التفاضل والتكامل والفيزياء حتى عام 1921م عندما التحق بالمدرسة الثانوية الهندوسية في تريبليكان الهند .
بعد المدرسة الثانوية التحق شاندرا بكلية الرئاسة في مدراس الهند ، وخلال العامين الأولين درس الفيزياء والكيمياء والإنجليزية ، وتمكن من الحصول على درجة البكالوريوس مع مرتبة الشرف ، وكان يرغب في أخذ الرياضيات البحتة لكن أبيه أصر على أن يأخذ الفيزياء ، وسجل تشاندرا كطالب في الفيزياء مع مرتبة الشرف ولكنه حضر محاضرات في الرياضيات ، حيث أدرك مدرسوه بسرعة تألقه .
شارك شاندرا أيضًا في الأنشطة الرياضية وانضم إلى فريق المناقشة، وكان أبرز ما في سنوات دراسته الجامعية هو نشر بحوثه وتعزيز تصميمه على متابعة حياته المهنية في البحث العلمي، على الرغم من رغبة والده في انضمامه إلىالخدمة المدنية الهندية .
بعد حصوله على درجة الماجستير في عام 1930، انضم شاندرا إلى كلية ترينيتي في كامبريدج، إنجلترا، كطالب بحثي في مجال الفيزياء الفلكية .
في صيف عام 1931، عمل في معهد الفيزياء النظرية في ألمانيا مع الفيزيائي ماكس بورن، وفي عام 1932 غادر إلى كوبنهاجن في الدنمارك حيث تفرغ للعمل في الفيزياء النظرية .
الأقزام البيضاء
خلال رحلة دامت أربعة أسابيع إلى روسيا في عام 1934، التقى شاندرا الفيزيائي ليف دافيدوفيتش، وعند عودته إلى كامبريدج، استأنف بحثه في الأقزام البيضاء، وأعلن في عام 1935 أن النجوم تتحول إلى أقزام بيضاء أو كائنات صغيرة ذات كثافة هائلة .
مرصد يركس
في عام 1937، عاد شاندرا إلى الهند ليتزوج لاليثا دوريسوامي، واستقروا الزوجان في الولايات المتحدة. وبعد عام من ذلك، تم تكليف شاندرا بتطوير برنامج الدراسات العليا في علم الفلك والفيزياء الفلكية، وتدريس بعض الدورات في مرصد ييركس بجامعة شيكاغو. وبسرعة، جذبت سمعة شاندرا كمدرس أفضل الطلاب إلى مدرسة الدراسات العليا للمرصد، حيث واصل بحثه عن تطور النجوم، والبنية النجمية، ونقل الطاقة داخل النجوم، والثقوب السوداء على سطح النجوم .
في عام 1944، حقق شاندرا هدفا ثمينا عندما تم انتخابه في الجمعية الملكية في لندن. وفي عام 1952، أصبح متميزا في خدمة الفيزياء الفلكية في أقسام الفلك والفيزياء، بالإضافة إلى معهد الفيزياء النووية في مرصد يركس بجامعة شيكاغو. وفي نفس العام، تم تعيينه رئيس تحرير مجلة الفيزياء الفلكية، وظل يشغل هذا المنصب حتى عام 197 .
أصبح شاندرا من مواطني الولايات المتحدة في عام 1953 ، ثم تقاعد من جامعة شيكاغو في عام 1980 على الرغم من أنه ظل باحثًا بعد التقاعد ، وفي عام 1983 قام بنشر عمل كلاسيكي على النظرية الرياضية للثقوب السوداء ، كما أتاح له نصف تقاعده مزيدًا من الوقت لمتابعة هواياته واهتماماته وهي الأدب والموسيقى .
توفي شاندرا في شيكاغو في 21 أغسطس 1995، وكان يسعى طوال حياته للاكتساب المعرفة والتفاهم، وتوفي وهو في الثمانينات من عمره .