الصين تزعزع الأمن الالكتروني الأمريكي
اتفق الرئيس الأمريكي باراك أوباما ونظيره الصيني جين بينغ، خلال جولة مؤتمر عُقِدَتْ الأسبوع الماضي، على تبني خطوات جديدة لمعالجة مشكلة القرصنة الإلكترونية عبر الشبكات الإنترنت.
وفي بداية المؤتمر الصحفي الذي عقده أوباما في البيت الأبيض، أوضح أن الزعيمين وصلا إلى اتفاقية تنص على عدم انخراط أي من البلدين في التجسس الاقتصادي عبر الإنترنت. وتشمل الاتفاقية سرقة الأسرار التجارية، لكنها لا تغطي معلومات الأمن القومي، حيث أكد أوباما أن أي محاولة أخرى من الصين لشن هجمات مزعومة ضد أمريكا ستتعرض لعقوبات قاسية.
نفى كلٌ من الصين والولايات المتحدة الأمريكية اتهامات التجسس وسرقة الأسرار التجارية، وأعرب الرئيس الصيني عن عدم دعمه لمثل هذه الأعمال الغير مشروعة، مؤكداً التزامه بتطبيق قوانين السلوك الإلكتروني.
الصين هي الدولة الرئيسية المشابهة في الهجمات التجسسية
سبق للولايات المتحدة الإعلان عن اتهام الحكومة الصينية بانتهاك أمن قواعد البيانات الحكومية الأمريكية، وزعمت أنها وراء هجمات إلكترونية على شركات خاصة في الولايات المتحدة.
في وقت سابق، أصدرت مستشارة الأمن القومي، سوزان رايس، تحذيرا قاسيا للصين بضرورة وقف عمليات القرصنة الإلكترونية التي تستخدمها الدولة. أكدت أن هذه العمليات تشكل مصدر قلق للأمن القومي وتؤثر بشكل كبير في العلاقات الأمريكية – الصينية. وفي خطابها أمام جامعة جورج واشنطن، أشارت رايس إلى أن هذه القضية تهدد استقرار العلاقات والتعاون بين الولايات المتحدة والصين.
و من المقرر أن يبحث الرئيس الأمريكي، باراك اوباما ، والزعيم الصيني القضية في مباحثات مكثفة عند زيارة الرئيس الصيني ” شي” للبيت الأبيض هذا الأسبوع.
أكد رئيس المخابرات الأمريكية “جيمس كلابر” أن الصين هي المشتبه بها الأولى في الهجوم التجسسي الضخم الذي استهدف إحدى الوكالات الحكومية الأمريكية التي تحتوي على سجلات شخصية لملايين الأمريكيين.
في الخامس من يونيو الماضي، أعلن مكتب إدارة شؤون الموظفين الأمريكي، الذي يتعاون مع الموارد البشرية والمنح الأمنية للدوائر الاتحادية، أنالمؤسسة تعرضت لاختراق في بيانات خاصة تتعلق بأكثر من أربعة ملايين موظف ومتقاعد ومتعاقد وباحث عن عمل.
و يعتبر “كلابر” أرفع مسؤول أمريكي، و هو يتهم بشكل علني الصين بالهجوم منذ اكتشاف عملية اختراق البيانات في النظام الحكومي. و قد جاء تصريح كلابر بعد مرور ثلاثة أيام على إجراء محادثات رفيعة المستوى بين أمريكا و الصين التي اتفقت فيها البلدان على “مدونة قواعد السلوك” التي تهم الشبكة العنكبوتية.
في مؤتمر صحفي عُقِد في واشنطن، عاد كلابر ليقول إن الصين هي المشتبه بها الأولى، وأكد أن الحكومة الأمريكية لا تزال تحقق في هذا الأمر.
الصين تنفي الاتهامات الموجهة لها
بينما نفت الصين ذلك عبر تصريح الرئيس الصيني “شي جين بينغ” في مقابلة له مع صحيفة “وول ستريت جورنال”، حيث قال أن حكومته غير مسؤولة عن سرقة الأسرار التجارية و أنها لا علاقة لها بشركات القرصنة التي تقوم بذلك. و أضاف في المقابلة التي نشرت قبل زيارته للولايات المتحدة الأمريكية، بأن القرصنة الالكترونية و هجمات السرقة التجارية ضد مؤسسات الحكومة تعتبر غير قانونية، بل و أنها أعمال إجرامية وجب عقاب مرتكبيها حسب القانون و الاتفاقات الدولية. و علق قائلا أن الصين تساورها مخاوف مشتركة تماما كالتالي تقلق الولايات المتحدة بشأن الأمن الالكتروني و أن الصين مستعدة للعمل مع أمريكا و التعاون في هذه القضية.
رفضت الصين مراراً هذه الاتهامات، وأكدت أن الحكومة لا علاقة لها بالهجمات التي تتعرض لها الأنظمة الأمريكية، وأشارت الصين إلى أن أي اتهامات توجه لها بالمسؤولية عن الهجوم الإلكتروني تعتبر غير مسؤولة وغير علمية.
مدونة قواعد السلوك
وفي محادثات واشنطن بين الطرف الأمريكي و الصيني، و التي ضمت قضية الأمن الإلكتروني، أفاد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بأن هناك ضرورة للعمل مع الصين لتحديد “مدونة قواعد سلوك” التي تتعلق بسلوك البلد في الساحة الإلكترونية.و وافق مسؤولو الصين على النتيجة التي توصلت إليها المحادثات.
صرح المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية جون كيري يوم الخميس الماضي بأن الجانبين اتفقا على ضرورة معالجة هذه المسألة، ويأملان في إيجاد حل لها في أقرب وقت ممكن.