الصيد بالصقور في الامارات
تعد رياضة صيد الصقور من الرياضات التراثية في منطقة الخليج وخاصة في دولة الإمارات العربية المتحدة. فقد مارسها شعب الإمارات لفترة طويلة، وتعتبر من الرياضات العربية الأصلية التي انتشرت فيما بعد إلى دول أجنبية أخرى. استخدم العرب القدامى هذه الرياضة لصيد الطيور وذكروا الشعراء العرب الصقور ونسجوا لها الأبيات كرمز للقوة والشموخ .
وقد سجلت النصوص والحفريات التاريخية ارتباط صيد الصقور بالحضارات في المنطقة العربية ومنطقة الخليج خاصة منذ ما يقارب 7000 عام ، ثم انتقلت مع الفتوحات الإسلامية بعد ذلك لشعوب العالم في شرق آسيا مثل الصين ، وكوريا ، واليابان ، وبعدها في أوروبا ، وأمريكا الشمالية ، وتعد رياضة صيد الصقور من أنبل الرياضات في التاريخ .
صيد الصقور في الإمارات :
منذ مئات السنين، يحترف شعب الإمارات العربية المتحدة رياضة صيد الصقور، وكانت إمارة أبوظبي الأكثر براعة في تربية وتدريب الصقور وترويضها. وتورثت هذه المهارات عبر الأجيال، واستخدموا طرق تدريب متميزة جعلتهم في الصدارة دائمًا في هذه الرياضة التراثية .
أما في العصر الحديث فقد أولت الإمارات رياضة صيد الصقور اهتماما كبيرا ، وكان من أوائل المهتمين بها سمو الشيخ زايد آل نهيان رحمه الله الذي قال إن الصيد بالصقور رياضة مهمة ، ووسيلة من وسائل تعلم الصبر والجلد والقوة ، كما أنها تعتبر لونا من ألوان التغلب على الخصم بالذكاء والقوة، ثم اكمل مسيرته سمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان والذي اهتمام اهتماما كبيرا بهذه الرياضة وحرص على ممارستها وحضور مواسم الصيد السنوية بالدولة .
موسم صيد بالصقور في الإمارات :
يبدأ موسم الصيد في الإمارات ودول الخليج في فصل الخريف، مع وصول الطيور المهاجرة إلى المنطقة في نهاية سبتمبر وأول أكتوبر. ويستمر الموسم حتى بداية الربيع في مارس من كل عام. يحدد الصقارون المتخصصون بداية الموسم مع بزوغ نجم سهيل وبداية التحول في المناخ، عندما تبدأ درجات الحرارة في الانخفاض وتبدأ النباتات الصحراوية في الاخضرار وتنخفض درجة حرارة المياه. ومع ذلك، تبدأ أسراب الطيور البرية والبحرية المهاجرة في الوصول إلى شواطئ الخليج العربي الدافئة هربا من المواطن الباردة، وتسمى هذه الطيور في الإمارات باللفو. يعرف رحيل الطيور إلى منطقة الاشتاء وعودتها إلى مواطن تكاثرها بالعبو .
يقوم صقارون العرب بصيد الطيور العابرة للجنوب في شبه الجزيرة العربية باستخدام صقورهم المدربة في بداية فصل الشتاء، وذلك باستخدام الصقور المدربة التي اكتسبت مهارة وخبرة في هذا المجال .
يستطيع المدرب الماهر تدريب أثنين من الصقور الحر أو الشاهين كل موسم ، ويذكر أن كل شاهين يحتاج لوقت يقدر ب30 أو 40 يوم تقريبا حتى يستطيع بعدها معرفة مدربه ، وسماع ندائه ، وتنفيذ أوامره ، وتختلف الصقور في طباعها وطريقتها في الصيد ، إذ لكل منهم طريقته في قنص فريسته ، إذ أن بعض الصقور تحت مهاجمة الطرائد في الجو ، وتبرع في مناروتها خلال التحليق في الجو ، وتستمر في اجهاد الفريسة حتى تنتهز الفرصة وتقتنصها ، والنوع الآخر يقوم بمهاجمة ومطاردة الفريسة من أعلى لأسفل حتى ينقض عليها وهي على الأرض ، وهناك صقور تهاب مهاجمة الفريسة على الأرض حتى لا تقوم بعض أرجله مثل طيور الحباري ، أو أن تقذف الصقر بسوائلها اللزج و المعروف عند الصقارة بالطمل .
أنواع الصقور :
تتميز الصقور بنظرها الحاد الذي يعتبر وسيلة أساسية لرؤية فريستها من مسافات بعيدة، كما تتميز الصقور بصفات أخرى تميزها عن بعضها البعض، وهذه الصفات يعرفها الصقارون المهرة بخبرتهم الطويلة في ترويض وتربية الصقور، وهناك نوعان من هذه الصفات
– الصقر الحر : الصقر الكامل الحر، القرموشة، والوكري الحرار هي الأنواع الثلاثة للصقور، ويعد الوكري الحراري أكثرها شراسة وقدرة على تحمل الجوع والتدريب الطويل والصيد، كما أنه يتمتع بالقدرة على البقاء في الجو والأرض لفترات طويلة .
– الصقر الشاهين : يفضل بشكل عام أن يعيش هذا النوع على السواحل البحرية ويتغذى على طيور البحر، ويعتبر من أسرع الصقور خلال الصيد، ويتواجد في عدة أنواع مثل الشاهين الكامل والشاهين الوكري والشاهين الخميس والشاهين التبع .
أدوات الصيد والتدريب :
– المخلاة : هي حقيبة بيضاء مصنوعة من القطن، لها حمالة من نفس القماش، تستخدم لتخزين الحمام الحي والخيوط الطويلة والسكين الحاد لذبح الفرائس .
– البرقع : هو قناع جلدي صغير لتغطية وجه الصقر باستثناء منقاره، وهو عبارة عن قناع جليدي مزخرف بألوان وأشكال جميلة تقليدية .
– المنجلة : هي درع واقٍ يستخدمه الصقار لحماية يده من مخالب الصقر خلال حمله، وهي مصنوعة من قماش سميط مبطن بالخيش ومغطى بالمخمل أو البلاستيك .
– السبوق : تتكون من قطعتين من الخيط البلاستيكي الطري والقوي، ويبلغ طوله حوالي 30 سنتيمتراً، ويُربط بها رجل الصقر، والطرف الآخر يُربط في المنجلة .
– المرسل : هو خيط سميك بطول 120 سنتيمترًا، يستخدم لتحكم القبضة على الطير من الهروب .
– الوكر : المجثم هو الوتد الذي يربط به الصقار أثناء راحته أو نومه، وهو مصنوع من الحديد المكسو بالخشب المزخرف، ويُثبت على الأرض ليقف عليه الصقر .
كما يمكنك الاطلاع على مقالات أخرى :
خليفة بن زايد
المطاعم المتنقلة في مهرجان دبي للمأكولات
سباق الهجن في الإمارات بميدان المرموم