الصحة الإنجابية للمراة بعد سن الأربعين
بسبب تأخر عمر الزواج للفتيات، فبعد الزواج يكتشفن أن لديهن مشاكل في الحمل، ويكون نسبة كبيرة من هذا العقم مرتبط بالعمر، وخاصةً إذا كان من سن 40 عامًا أو أكثر. أما مجموعة أخرى تتفاجأ النساء فيها أن هناك اضطراب في صحتهم الإنجابية، ويبدأن بالشعور بأعراض مثل: انقطاع الطمث أو الهبَّات الساخنة، في حين لا يزالن يشعرن بالصحة والحيوية في الجوانب الصحية الأخرى. من المهم فِهْم المراحل التي يمر بها الجهاز التناسلي والصحة الانجابية، وفهم هذه التغييرات في جسم السيدة.
مراحل الصحة الانجابية
- مرحلة بدء الصحة الانجابية: تبدأ الفتيات بالدورة الشهرية حوالي سن 12 عاما، وقد تكون غير منتظمة في البداية، ولكن يجب أن تصبح منتظمة خلال السنوات اللاحقة، وقد تحتاج بعض النساء بعد الزواج إلى استخدام وسائل منع الحمل لأسباب مختلفة، وتصل فترة الخصوبة إلى ذروتها بين سن المراهقة وأواخر العشرينيات، ثم تبدأ في الانخفاض بعد ذلك، ومع سن الثلاثين تزيد فرصة الإجهاض وتنخفض فرصة الحمل.
- مرحلة التحول إلى سن اليأس: غالبا ما تبدأ المرأة بالانتقال من سنوات الإنجاب إلى سن اليأس في مرحلة الأربعينيات. تتغير طول الدورة الشهرية وقد تتقطع الدورة. قد تعاني المرأة من الهبات الساخنة بسبب انخفاض إنتاج الإستروجين من المبيضين، وقد تعاني من صعوبة في النوم. نادرا ما يحدث الحمل في هذه المرحلة، ولكنه ليس مستحيلا، لذلك يجب الحرص على منع الحمل في حالة عدم الرغبة في الإنجاب. ويبلغ متوسط سن اليأس حوالي 51 سنة.
- مرحلة ما بعد انقطاع الدوره الشهريه: بعد انقطاع الطمث، لا يمكن الحمل بعد الآن ولا يوجد حاجة لوسائل منع الحمل. ينتج المبيضان كمية قليلة جدا من هرمون الاستروجين، مما يؤدي إلى جفاف المهبل وهشاشة العظام، وتتكثف الهبات الساخنة ثم تبدأ في الانخفاض. يمكن استخدام العلاج بالهرمونات أو العلاجات الأخرى للمدى القصير إذا كان ذلك مناسبا، وإذا لوحظ نزيف مهبلي خلال هذه المرحلة، يجب استشارة الطبيب.
كيف تتأثر الصحة الانجابية في سن الأربعين
بعد سن الأربعين، يصعب على العديد من النساء الحمل بطريقة طبيعية ناجحة. وعند بلوغ سن الخامسة والأربعين، يكون من الصعب جدا على النساء القليلات فقط تحقيق حمل طبيعي ناجح. يحدث هذا بسبب تناقص جودة وكمية البويضات المتبقية في المبايض تدريجيا على مدى حياة المرأة، وهذا التناقص يزداد بدءا من سن الخامسة والثلاثين.
العمر في حياة المرأة هو أفضل مؤشر لجودة البويضات، ويسمى تناقص كمية البويضات في المبيضين “فقدان احتياطي المبيض”. تبدأ النساء في فقدان احتياطي المبيض قبل أن يصلوا للعقم التام، وقبل أن تتوقف الدورة الشهرية. هناك فحوصات طبية لاحتياطي المبيض، لكن لا تشير هذه الاختبارات إلى ما إذا كان الحمل ممكنًا أم لا، ولكنها يمكن أن تقدم معلومات حول ما إذا كانت التغيرات في المبيضين المرتبطة بالعمر قد بدأت بالفعل. النساء اللواتي لديهن احتياطي مبيض ضعيف لديهم فرصة أقل للحمل من النساء اللواتي لديهن احتياطي مبيض طبيعي في نفس الفئة العمرية.
إمكانية الحمل بعد الأربعين
يمكن للنساء اللواتي يرغبن في تأجيل الإنجاب حتى أواخر الثلاثينيات أو أوائل الأربعينيات التفكير في طرق الحفاظ على الخصوبة، وذلك عن طريق الحفاظ على البويضات باستخدام طرق التجميد أو الإخصاب الصناعي باستخدام الحقن المجهري (IVF)، ويتم ذلك بعدة طرق منها تجميد البويضات والأجنة. وعلى الرغم من أن نجاح تجميد الأجنة مؤكد، إلا أنه يتطلب أن يكون الحيوان المنوي بحالة صحية جيدة. وما يتعلق بتجميد البويضات للحفاظ على الخصوبة، فإن ذلك لا يزال تجريبيا، ولكنه يشير إلى نجاح في المستقبل. والخيار الوحيد للنساء اللاتي يعانين بالفعل من العقم بسبب العمر، هو استخدام تقنية تجميد البويضات أو الأجنة.
أهم المخاطر الصحية للمرأة بعد الأربعين
كامرأة، تتغير مخاطر الصحة مع مرور الوقت، وما كان مصدر قلق في العشرين قد لا يكون بالضرورة يشكل مصدر قلق في الأربعين. وفيما يلي أهم المخاطر الصحية التي يواجهها النساء بعد سن الأربعين
- أمراض القلب: هل تدري أن الأمراض القلبية هي السبب الرئيسي للوفاة بين النساء اللاتي تجاوزن سن الأربعين؟ هذا أمر خطير للغاية بالنسبة للسيدات، لذلك يجب عليهن معرفة علامات وأسباب الأمراض القلبية حتى يتمكن من تجنب هذا الخطر الكبير. إذ يمكن أن تسبب عادات سيئة في الأكل والتدخين أمراض القلب، وتزيد بشكل كبير من خطر الإصابة بأزمات القلب.
- نقص الفيتامينات بالجسم: يمكن أن يسبب نقص الفيتامينات مشكلة في أي عمر، خاصة مع النظام الغذائي الغير الصحي المنتشر حاليا، ولكن مع تقدم المرأة في العمر يصبح نقص الفيتامينات أكثر شيوعا ويمكن أن يكون سببا للعديد من الأعراض والظروف المرضية. ينتشر نقص فيتامين “د” بشكل خاص ويمكن أن يساهم في زيادة فقدان كتلة العظام، وخاصة في سن أكثر من 40 عاما، ويحدث هذا بشكل طبيعي للنساء، ولكن نقص فيتامين “د” يسرع هذه المشكلة ويزيد من هشاشة العظام أيضا. كما تم ربط انخفاض فيتامين “د” بالاكتئاب والاضطراب العاطفي الموسمي، وتشمل أوجه القصور المحتملة الأخرى في الحديد والريبوفلافين وفيتامين ب.
- إحتمالية الإصابة بسرطان الثدي: تزداد فرصة إصابة المرأة بسرطان الثدي بشكل كبير بين سن الثلاثين والأربعين، وتؤثر العديد من العوامل مثل النظام الغذائي والصحة العامة والبيئة في احتمالية الإصابة بسرطان الثدي، ولكن العمر هو أيضا عامل هام. ففي سن الثلاثين، تكون فرصة إصابة المرأة بسرطان الثدي أقل بكثير من سن الأربعين، وخلال 10 سنوات فقط، يزداد خطر الإصابة بسرعة فائقة. لذلك، فإن فحوصات الثدي المنتظمة التي تجريها المرأة لنفسها أو عند الطبيب هي أمر هام للغاية. يمكن للكشف عن سرطان الثدي بالأشعة السينية سنويا أن يقلل من فرص الإصابة بسرطان الثدي، ويمكن أن يساعد في الكشف المبكر والعلاج.
- الحمل في سن الأربعين: لا يزال بإمكان السيدة حمل الأطفال حتى بعد سن 40 عاما، ويعتقد العديد من النساء أنه بمجرد بلوغهن سن الأربعين، لم تعد طرق تحديد النسل ضرورية، ولكن هذا ليس صحيحا. فإن جسم كل امرأة مختلف، ولا يوجد عمر محدد لا تستطيع فيه المرأة الحمل. على الرغم من أن الحمل بعد سن الأربعين ممكن أن يحدث، إلا أنه ليس مستحسنا. فالنساء اللاتي تتجاوز أعمارهن 40 سنة يحتاجن إلى أن يدركن المخاطر التي قد يتعرضن لها هن وأطفالهن، حيث يمكن أن تحدث مشاكل خلال الولادة، أو تفاقم الأمراض الموجودة مسبقا مثل السكري ومشاكل القلب وارتفاع ضغط الدم، بالإضافة إلى زيادة مخاطر حدوث تشوهات جينية في الطفل.
- أعراض سن اليأس: هذا الأمر معروف جدا في مرحلة ما بعد سن الأربعين، حيث تمر جميع النساء بفترة انقطاع الدورة الشهرية، بما في ذلك فترة ما قبل انقطاع الدورة الشهرية (pre-menopause). ويمكن أن يؤثر انقطاع الدورة الشهرية على الجسم بطرق عديدة، لذا من المهم معرفة ما يمكن القيام به للمساعدة في علاج هذه الأعراض. كما يمكن أن تتطور أمراض القلب والسكري وهشاشة العظام في نفس الوقت مع انقطاع الدورة الشهرية، لذا يجب الانتباه جيدا للصحة والمتابعة الدورية مع الطبيب للتأكد من عدم وجود أي مخاوف صحية خطيرة.