الصحابي الجليل سلمان الفارسي … الباحث عن الحق
اليوم موعدنا مع نجم ساطع من نجوم الاسلام مع صحابي من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الا وهو الصحابي الجليل سلمان الفارسي … فقد كان اصله فارسي من منطقة أصبهان في إيران من بلاد فارس … فكيف جاء الى بلاد العرب … وكيف اعتنق الصحابي الجليل سلمان الفارسي الإسلام؟ … فهيا بنا لنتعرف عليه اكثر في هذا المقال.
اسمه و نسبه : كان اسمه عندما كان في بلاد فارس روزبه، وقيل أنه “مابه بن يوذخشان بن مورشلا بن بهبوذان بن فيروز بن شهرك”. يعتقد أن أصله يعود إلى منطقة أصبهان في إيران في بلاد فارس. وبعد اعتناقه الإسلام، أصبح يدعى سلمان الفارسي أو سلمان المحمدي .
مولده و نشأته : تم ولادة سلمان الفارسي رضي الله عنه في عام 568 ميلادي في بلاد فارس في مدينة أصبهان في إيران من قرية تسمى (جي)… وكان والده من أغنى أهل القرية… وكان والده يحبه بشدة ويخاف عليه كثيرا… لذا كان يحتجز في المنزل ولا يسمح له بالتعامل مع أحد… ووالده يعتنق الزرادشتية وكان سلمان الفارسي يتبع دين والده أيضا .
كيف اعتنق الصحابي الجليل سلمان الفارسي الإسلام؟
في بداية حياته وقبل ظهور الإسلام، كان الصحابي الجليل سلمان الفارسي مجوسيا يعبد النار. وفي يوم مشغول كان والده، طلب منه سلمان الذهاب لرعاية أملاك العائلة. وخلال رحلته، وجد كنيسة يصلي فيها الناس، فدخلها وأعجب بهم، وقال إن دينهم أفضل من دين والده. لكن والده رفض ترك دين أجداده وحبسه، فهرب سلمان وعاش مع القساوسة في الشام، لكنه لم يرتاح كثيرا من تصرفات بعضهم. وفي يوم من الأيام، سمع من قس متدين أن نبيا سيأتي إلى بلاد العرب بدين حق لا يأكل الصدقة ويقبل الهدية، وعلى كتفه خاتم النبوة. فذهب مع بعض التجار إلى البلاد وأصبح عبدا رقيقا يعمل عند سيده في شبه الجزيرة العربية. ثم اشتراه قريب لسيده وذهب به الى المدينة المنورة، وهكذا أسلم الصحابي الجليل سلمان الفارسي بعد بحث وتقص عن الحقيقة، وذلك عندما قدم الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة مهاجرا من مكة، فذهب على الفور ليسلم عليه ويقابله .
ما هي قصة الصحابي الجليل سلمان الفارسي مع العتق وكيف تخلصمن الرق والعبودية؟
بعد أن أسلم، قام الصحابي الجليل سلمان الفارسي بالعمل كعبد حتى فوات الأوان على مشاركته مع الرسول صلى الله عليه وسلم في غزوتي بدر وأحد. وقد صرح سلمان رضي الله عنه بأن الرسول صلى الله عليه وسلم أراد أن يجعله حرا ليعمل ويشتري نفسه من سيده، وأن يعتزله أصحابه. فقال لي: “كن كاتبا يا سلمان”. فكتبت لصاحبي على ثلاثمائة نخلة أحييها له بالفقير وبأربعين أوقية. وقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: “ساعدوا أخاكم”. فساعدوني بالنخل، رجلا بثلاثين ودية، ورجلا بعشرين، ورجلا بخمس عشرة، ورجلا بعشرة، يعني أن يساعد الرجل بما يمتلك، حتى اجتمعت لدي ثلاثمائة دية. واستمر الصحابي الجليل سلمان الفارسي في العمل حتى استرد دينه وتحرر، وشارك بعد ذلك في جميع الغزوات والمعارك إلى جانب رسول الله صلى الله عليه وسلم. وبعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، استمر في المشاركة حتى توفيه الله .
سلمان الفارسي رضي الله عنه ومعركة الخندق
لقد شارك الصحابي الجليل سلمان الفارسي في غزوة الخندق … فلقد جاءت جيوش قريش إلى المدينة مقاتلة تحت قيادة أبي سفيان قبل ان يسلم ورأى المسلمون أنفسهم في موقف عصيب، وجمع الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه ليشاورهم في الأمر، فتقدم الصحابي الجليل سلمان الفارسي وألقى نظرة فاحصة على المدينة من فوق هضبة عالية ، فوجدها محصنة والجبال والصخور محيطة بها، لكنه وجد ان هناك فجوة واسعة يستطيع الأعداء اقتحامها بسهولة، وكان سلمان رضي الله عنه له من خبرة ومعرفة بفنون الحرب والقتال لدى الفرس …. فقد خبر في بلاد فارس الكثير من وسائل الحرب وخدعها، فتقدم من الرسول صلى الله عليه وسلم واقترح أن يتم حفر خندق يغطي جميع المنطقة المكشوفة حول المدينة … وبالفعل بدأ المسلمون في حفر هذا الخندق الذي صعق قريش حين رأته، وعجزت عن اقتحام المدينة .
وفاته : توفي الصحابي الجليل سلمان الفارسي في العام 36 هجريًا، وهو يوافق العام 644 ميلاديًا، وكان عمره 78 عامًا عند وفاته. وقد دُفِن في المدائن في العراق في عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه .