الصحابي الجليل سعيد بن زيد رضي الله عنه
مقالنا اليوم شخصية اسلامية جليلة لها شأنها في التاريخ الاسلامي .. فتحن سنتكلم اليوم عن الصحابي الجليل سعيد بن زيد أحد العشرة المبشريين بالجنة … و لقد كان لسعيد بن زيد وزوجته فاطمة بنت الخطاب دور كبير في اسلام عمر بن الخطاب …وكان لسعيد بن زيد صفات جميلة تعالوا معنا لنتعرف عليه اكثر من خلال هذا المقال .
اسمه ونسبه : اسمه سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن عبد الله بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك … والده زيد بن عمرو بن نفيل الذي أشار إليه النبي صلى الله عليه وسلم بأنه سيرسل أمة وحده، لأنه هرب من عبادة الأصنام التي اعتنقها أجداده، وقال لقومه إنني الوحيد فيكم الذي يدين بدين إبراهيم، ولكنه توفي قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم. قال سعيد: “فقلت: يا رسول الله! إن أبي كان كما رأيت وسمعت، ولو أنك لقيته لآمن بك واتبعك، فاستغفر له.” قال: (نعم، فاستغفروا له، فإنه سيرسل أمة وحده) … ووالده هو ابن عم عمر بن الخطاب … ووالدته هي فاطمة بنت نعجة بن مليح الخزاعية … وأخته هي عاتكة بنت زيد زوجة عمر بن الخطاب … وزوجته هي فاطمة بنت الخطاب ابنة عمر بن الخطاب وابنة عمه .
اسلامه : سعيد بن زيد، الصحابي الجليل، أسلم قبل دخول رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى دار الأرقم. وكان محبوبا عند النبي صلى الله عليه وسلم، وأخبره النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة، وهناك أدلة تشير إلى أنه من العشرة المبشرين بالجنة في العديد من الأحاديث. على سبيل المثال، قال عبد الرحمن بن عوف: `أبو بكر في الجنة، وعمر في الجنة، وعثمان في الجنة، وعلي في الجنة، وطلحة في الجنة، والزبير في الجنة، وعبد الرحمن بن عوف في الجنة، وسعد بن أبي وقاص في الجنة، وسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل في الجنة، وأبو عبيدة بن الجراح في الجنة`. وقد أوردها أحمد والترمذي .
دور سعيد بن زيد وزوجته فاطمة بنت الخطاب في إسلام عمر بن الخطاب:
لعب سعيد بن زيد وزوجته فاطمة بنت الخطاب دورا كبيرا في إسلام عمر بن الخطاب. عندما سمع عمر بن الخطاب أن أخته فاطمة وزوجها سعيد قد أسلما، ذهب إليهما وقال لهما: ربما قد قبلتما الإسلام؟ فقال زوج أخته سعيد بن زيد: هل تعتقد يا عمر أن الحق ليس في دينك؟ فانقض عمر على سعيد وقيده وبدأ يضربه. ثم جاءت أخت عمر فاطمة للدفاع عن زوجها، فضربها عمر على وجهها، فبدأت تنزف الدم. عندما رأى عمر ما حدث لأخته، ندم وتأثر قلبه وقال لهما: أعطيني الكتاب الذي تقرآنه. فقالوا له: لا يلمسه إلا المطهرون، يجب أن تغتسل أولا. فاغتسل وبدأ يقرأ في سورة طه، فانشرح صدر عمر للإسلام، وقال: “أرني محمد”. فذهب إليه وأعلن إسلامه، وفرح النبي صلى الله عليه وسلم بذلك .
جهاده : شارك الصحابي الجليل سعيد بن زيد رضي الله عنه في جميع المعارك مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، باستثناء غزوة بدر التي أرسل فيها مع طلحة بن عبيد الله في مهمة لجلب أخبار قريش. وعندما عادا من مهمتهما، انتهت غزوة بدر. وبعد وفاة الرسول، شارك في الجهاد والفتوحات الإسلامية في عهد الخلفاء الراشدين، وأبى في جميع المعارك بلاء حسنا، وتوفي في عهد معاوية بن أبي سفيان .
بعض صفاته : كان سعيد بن زيد رضي الله عنه معروفا بالزهد والورع، وكان يرغب في الآخرة ويؤمن بقوة، وكان يحب الجهاد في سبيل الله، وكان يتميز بأنه كان مستجابا للدعاء بسبب قوة إيمانه .
وفاته : توفي الصحابي الجليل سعيد بن زيد في عام 51 هجريا في العقيق ودفن في المدينة المنورة، وتم غسله وكفنه بواسطة سعد بن أبي وقاص… وكان عمره عند وفاته بضعة وسبعين سنة .