الصحابي الجليل حكيم بن حزام الذي ولد في جوف الكعبة
الصحابي الجليل حكيم بن حزام: حكيم بن حزام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب، ويعرف أيضا باسم أبو خالد القرشي الأسدي، هو ابن خال السيدة خديجة بنت خويلد. ولد قبل الرسول عليه الصلاة والسلام بخمس سنوات في مكة المكرمة في الكعبة الشريفة. تأخر في دخول الإسلام، وعاش ستين عاما في ضلال الكفر، ثم دخل الإسلام وعاش ستين عاما آخر في طاعة الله.
مولد حكيم بن حزام:
– ولد الصحابي الجليل حكيم بن حزام قبل عام الفيل بخمس سنوات، ويعتبر هو الشخص الوحيد الذي ولد في جوف الكعبة الشريفة، حيث كانت والدته تطوف حول الكعبة المشرفة وهي حامل فيه، فشعرت بآلام الولادة فجأة ولم تستطع أن تغادر المكان، فأحضروا لها قطعة من الجلد وخطوها بها، حتى ولدت حكيم بن حزام في ذلك المكان المقدس.
حياة حكيم بن حزام قبل الإسلام:
كان حكيم بن حرام من عائلة عريقة وغنية، وكان سيد قومه ومشهورًا بالعقل والحكمة والكرم، وكان يساعد المحتاجين ويتبرع بالكثير من المال لمساعدة حجاج بيت الله في الجاهلية.
– وكان يقرب للسيدة خديجة زوجة الرسول عليه الصلاة والسلام، وكان من الأصدقاء المقربين للنبي عليه السلام قبل أن يبعث، قبل أن يتزوج الرسول خديجة، إذ كان حكيما يحب الرسول ويستمتع بصحبته، وزادت علاقة القرابة هذه الصحبة.
بعد بعثة النبي محمد، لم يسلم الكثير من الكفار، وذهب مع الكفار في غزوة بدر لمحاربة المسلمين، ولكن الله كتب له النجاة من الموت في بدر ومن النار، وعلى الرغم من أنه كان ذو أخلاق كريمة وكان يصنعالخير ويصل الرحم، إلا أنه تأخر في الإسلام حتى فتح مكة.
اسلام حكيم بن حزام:
– قبل فتح مكة كان الرسول عليه الصلاة والصلام يتمنى لو أن حكيم يدخل الإسلام، حيث حكي عن الرسول عليه الصلاة والسلام أنه قال لأصحابه: ( ان بمكة لأربعة نفر اربأ بهم من الشرك وارغب لهم في الاسلام) ، فقيل : ومن هم يا رسول الله، فقال صلى الله عليه وسلم : (عتاب بن أسيد، وجبير بن مطعمـ وحكيم بن حزام، وسهيل بن عمرو).
عندما دخل المسلمون مكة وتم الفتح، كان النبي محمد صلى الله عليه وسلم كريما مع حكيم بن حزام، حيث قال: `من شهد أن الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله فهو آمن، ومن جلس عند الكعبة ووضع سلاحه فهو آمن، ومن أغلق عليه بابه فهو آمن، ومن دخل بيت أبي سفيان فهو آمن، ومن دخل بيت حكيم بن حزام فهو آمن.
– واسلم حكيم بن حزام في يوم الفتح، بعد أن تأخر اسلامه، واعلن اسلامه للجميع وهو في عمر الستين، وقد تميز بحسن أخلاقه وقوة اسلامه، وتأثره بصحبة النبي الكريم، فلقد كان كريما كثير التصدق، حيث يحكى أنه باع داراً بمائة ألف درهم ثم تصدق بها، فعاتبه الزبير عن ذلك ، فقال له: (يا ابن أخي، اشتريت بها دارًا في الجنة).
– كان كثيرا ما يتألم ويبكي بسبب تأخر إسلامه حتى أن ابنه قدر رآه يبكي يوما فسأله عن سبب بكائه، حيث قل ( أمور كثيرة، كلها أبكتني يا بني، أولها بُطْءُ إسلامي، ممّا جعلني أُسْبَقُ إلى مواطن كثيرة صالحة، حتى لو أني أنفقت ملء الأرض ذهباً لما بلغت شيئاً منها شيء آخر أبكاني، فإن الله أنجاني يوم بدر وأحد، فقلت يومئذ في نفسي: واللهِ لا أنصر بعد ذلك قريشاً على النبي صلى الله عليه وسلم)
وفاة حكيم بن حزام :
توفي حكيم بن حزام في العام الستين من الهجرة، وقد عاش لعمر يناهز 120 عامًا، بعد فترة من الخلاف مع الخليفة معاوية استقر فيها في البصرة، وتوفي وهو يقول: `لا إله إلا الله، كنت أخشاك في الحياة فأرجوك في الموت`