الصحابية كبشة بنت رافع
نسب الصحابية كبشة بنت رافع
كانت الصحابية كبشة بنت رافع من بين المسلمات اللواتي أسلمن قبل انتشار الإسلام في المدينة المنورة، وكان بيتها منارة إسلامية رفيعة، حيث انطلق الإسلام منه إلى المدينة المنورة بالكامل، وانتشر الإسلام في المدينة المنورة. وهي أم سعد بن معاذ الذي اهتز عرش الرحم لموته، وشيعه سبعون ألفا من الملائكة، وهي والدة الشخص الذي حكم عليه بحكم الله من فوق سبع سماوات.
كانت كبشة زوجة معاذ بن النعمان من بني الأشهل وأنجبت له سعد وعمر وإياس وأوس وعقرب وأم حزام. أسلمت كبشة بنت رافع وكان لها مواقف تدل على صدق إيمانها، وسارعت لنصرة الإسلام بكل ما أوتيت من قوة، وهي أم الصحابي الشهيد التقي سعد بن معاذ الذي حمل راية الأنصار يوم بدر.
إسلام الصحابية كبشة بنت رافع
عندما باع أهل العقبة أنفسهم للنبي صلى الله عليه وسلم ودعوا أهلهم إلى الإسلام، أرسل النبي عليه الصلاة والسلام مصعب بن عمير لإرشادهم إلى الهداية ونور الإيمان.
كان إسلام سعد بن معاذ سببًا في دخول قومه للإسلام ودخول أمه، حيث سمع قول مصعب بن عمير، فرأى ان هذا القول هو قول حسن، فاغتسل وتطهر وشهد شهادة الحق، ثم ركع ركعتين، وعاد عائدًا إلى قومه ومع اسيد بن حضير، وبعد إسلامه لم يبقى دار من بيوت الانصار إلا وفيها نساء ورجال يذكرون الله وحده ولا يشركون به شيئًا.
في نفس اليوم أسلمت أم سعد بن معاذ وشعرت بعد ذلك بأن هذا الدين هو الدين الحق، وأصبح منزلها مركزًا لنشر الإسلام في المدينة وفي جميع أنحاء العالم.
الصحابية كبشة بنت رافع.. أم سعد
الصحابية كبشة بنت رافع هي أم سعد بن معاذ الذي حكم بحكم الله من فوق سبع سماوات، حيث توجه النبي عليه الصلاة والسلام إلى بني قريظة الذين نقضوا عهدهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحكم عليهم بحكم سعد بن معاذ الذي قال: إني أحكم فيهم بأن تقتل مقاتلتهم وتسبى ذراريهم وتقسم أموالهم، فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم (لقد حكمت فيهم بحكم الله عز وجل وحكم رسوله)
عندما اصيب اكحل سعد، حولوه إلى امرأة تداوي الجرحى، وكان النبي عليه الصلاة والسلام يطمئن عليه كل فترة، وعندما مات رضي الله عنها، قال الصحابة: ما حملنا يا رسول الله ميتًا أخف علينا منه: قال (ما يمنعه أن يخف وقد هبط من الملائكة كذا وكذا لم يهبطوا قط قبل يومهم، قد حملوه معكم)
عانت كبشة من حزن شديد بسبب وفاة ابنها، ولكن النبي عليه الصلاة والسلام أسعدها بأفضل العزاء، حيث قال: `الا يرفأ دمعك ويذهب حزنك، فإن ابنك أول من ضحك الله له واهتز له العرش`
وعن ابن عمر رضي الله عنه قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: “هذا العبد الصالح الذي تحرك له العرش، وفتحت له أبواب السماء، وشهده سبعون ألفًا من الملائكة، الذين لم ينزلوا إلى الأرض من قبل، لقد ضُم ضمة ثم أفرج عنه
قدوم النبي عليه الصلاة والسلام إلى المدينة المنورة
بعد أن أسلمت أم سعد ودخل الإيمان قلبها، أصبحت تتوق بشدة لمقابلة النبي عليه الصلاة والسلام. كان جميع الأنصار يشتاقون بشدة للقاء النبي صلى الله عليه وسلم بعد طول انتظار. عندما تصاعدت معاناة قريش ضد النبي عليه الصلاة والسلام، أذن الله لنبيه بالهجرة إلى المدينة. فكانت فرحة الأنصار عارمة ولا يمكن مقارنتها بفرحة رؤية النبي محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم. كان الجميع متشوقين لرؤية خير البشر. وكانت أم سعد، ابنة رافع، تتمنى أن ينزل النبي عليه الصلاة والسلام في منزلها. ولكن الله عز وجل اختار للنبي أن ينزل في منزل أبي أيوب الأنصاري. فرحة أبي أيوب لا تضاهى أي فرحة في الدنيا.
وفي إحدى الروايات: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما نزل المدينة نزل على أبي ايوب فنزل النبي صلى الله عليه وسلم أسفل وأبو أيوب في العلو، فانتبه أبو أيوب ذات ليلة فقال: نمشي فوق رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتحول فباتوا في جانب، فلما أصبح ذكر ذلك النبي صلى الله عليه وسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أسفل أرفق بي، فقال أبو أيوب: لا أعلو سقيفة أنت تحتها، فتحول أبو أيوب في السفل، والنبي صلى الله عليه وسلم في العلو.
فضل الصحابية كبشة بنت رافع
كانتت دار الصحابية كبشة بنت رافع من اهم الدور التي عادت الإسلام وكانت ام سعد تقدم كل ما بوسعها في خدمة الإسلام وانتشاره بشكل اكبر، وخدمة خير البشرية، سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، وكان النبي عليه الصلاة والسلام يقدر ما تقوم به هذه الأسرة المباركة، فقال: ألا أخبركم بخير دور الأنصار؟ دار بني ساعدة وفي كل دور الأنصار خير.
وقد سجلت كبشة بنت رافع تجارب لا تنسى، وكانت تتمنى لو أنها تقدم نفسها ومالها وكل ما لديها في سبيل دعم الدين الإسلامي، وفي معركة بدر، أرادت هذه الصحابية الجليلة أن يرزقها الله بشهادة سعد بن معاذ وأخيه عمرو بن معاذ. لكنهما قاتلا وأكرمهما الله بالنصر. وفي معركة أحد، تعزت بها النبي صلى الله عليه وسلم بابنها عمرو، ولكن قدوم النبي عليه الصلاة والسلام بخير كان يواسيها في وفاة ابنها الذي حظي برضا الله نظير قدمه روحه في سبيل الله. حيث قال النبي عليه الصلاة والسلام لأم سعد: `يا أم سعد، ابشري وبشري أهلهم أن قتلهم ترافقهم في الجنة جميعا، وقد شفعوا في أهلهم جميعا.` فقالت: `رضينا يا رسول الله، ومن يبكي عليهم بعد هذا؟` ثم قالت: `يا رسول الله، ادع لمن خلفهم منهم.` فقال صلى الله عليه وسلم: `اللهم أزل حزن قلوبهم، واجبر مصيبتهم، وأحسن الخلف لمن خلفهم
وفاة ام سعد رضي الله عنها
بعد أن كانت أم سعد خير الصحابيات والنسوة المؤمنات وتوفيت لتلحق بأبنائها الشهداء في جنات النعيم، وصبرت على الشقاء عندما توفي أولادها في سبيل نصرة دين الله، توفيت كبشة بنت رافع، ولكن سيرتها العطرة والصادقة لم تمت معها، وبقيت تشكل نورًا للأجيال القادمة.
قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم لتعزية الأمهات المؤمنات اللاتي فقدن أولادهن في سبيل نصرة دين الحق: إنه لا يوجد امرأة تفقد ثلاثة من أولادها، وتقدم الصبر والاحتساب، إلا وستكون لها حجابًا من النار، فسألت امرأة: وإذا فقدت اثنين؟ فأجابها الرسول صلى الله عليه وسلم: وإذا فقدت اثنين أيضًا.