الصحابية الجليلة خولة بنت حكيم
هي خولة بنت حكيم بن أمية السلمية، صحابية جليلة وأحد المسلمين الأوائل السابقين إلى الإسلام، وهي زوجة عثمان بن مظعون لها قصة شهيرة مع رسول الله حين رأت معالم الحزن على وجهه تأثرا لوفاة زوجته السيدة خديجة.
فضل السيدة خولة:
كانت صحابية جليلة من المسلمين الأوائل، تحب رسول الله صل الله عليه وسلم، وتدخل على نسائه لزيارتهن، وعن السيدة عائشة رضي الله عنها دخلت امرأة عثمان بن مظعون واسمها خولة بنت حكيم على عائشة وهي باذة الهيئة. فسألتها: ما شأنك ؟ فقالت ؟ زوجي يقوم الليل ويصوم النهار، فدخل النبي صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له عائشة، فلقي النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «يا عثمان إن الرهبانية لم تكتب علينا، أما لك فيّ أسوة ؟ فوالله إن أخشاكم لله وأحفظكم لحدوده لأنا».
خولة وزواج النبي صل الله عليه وسلم:
كانت السيدة خولة تهتم لأمر النبي صلى الله عليه وسلم، وكانت تسعى لإدخال السرور إلى قلبه عن طريق فعل ما يحبه ويرضاه، وكانت تنتظر رسول الله بعد وفاة زوجته وحبيبته خديجة رضي الله عنها، فتراه حزينا فقدمت عليه بالعرض للزواج، وتقول عائشة رضي الله عنها: عندما توفيت خديجة رضي الله عنها، جاءت خولة بنت حكيم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالت: هل ترغب في الزواج؟ فقال: مع من؟ فأجابت: إن كنت ترغب في الزواج بعذراء فأنا عائشة بنت أحب خلق الله إليك، وإن كنت ترغب في الزواج بثيب فسودة بنت زمعة، فقد آمنت واتبعتك. فقال: اذكرهما لي. فقالت: ذهبت إلى أم مروان وقلت لها: يا أم رومان، ما هو رأيكم في الأمر وما هي توصية الله لكم بالخير والبركة؟ فقالت: ما هو؟ فأخبرتها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر عائشة. فقالت: انتظري، فسوف يأتي أبو بكر. ثم جاء أبو بكر وأخبرته بذلك. فقال: هل يصلح له أن يتزوج ابنة أخيه؟ فأجاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنا أخوه وهو أخي، وابنته تصلح له.
قالت: قام أبو بكر، وقالت لي أم رومان: إن المطعم بن عدي كان يذكرها عن ابنه، ووالله لم يخلف وعدا قط، تعني أبو بكر. قالت: أتى أبو بكر المطعم، وقال: ما تقولين في أمر هذه الجارية. قال: اقترب من زوجته، وقال لها: ما تقولين؟ اقتربت من أبي بكر وقالت: ربما إذا تزوجنا هذا الشاب لك، ستهتم به وتدخله في دينك. اقترب أبو بكر منه وقال: ما تقول أنت؟ قال: إنها تقول ما تسمع، فقام أبو بكر ولم يكن نفسه مندفعا، فقال لها: قولي لرسول الله صلى الله عليه وسلم أن يأتي. فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخذها. قالت: ثم ذهبت إلى سودة بنت زمعة، ووالدها كان شيخا كبيرا جالسا عند الموسم، فسلمت عليه بتحية أهل الجاهلية، وقلت: صباح الخير، قال: من أنت؟ قلت: خولة بنت حكيم، فرحب بي وقال: ما شاء الله أن يقول. قلت: محمد بن عبد الله بن عبد المطلب يذكر سودة بنت زمعة، قال: شخص كريم ولائق، ماذا تقول صديقتك؟ قلت: تحب ذلك، قال: قولي له أن يأتي. قالت: فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخذها. قالت: ودخل عبد بن زمعة وبدأ يضرب رأسه بالتراب، وقال بعد أن أسلم: إني أحمق لأنني ضربت رأسي بالتراب لأجل أن يتزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم سودة.