الشيخ العماني ” سعيد بن خلف الخروصي” ،و أعماله
نشأ على أرض سلطنة عمان نخبة رائعة من علماء الدين الذين حاولوا نشر الوعي و الفكر الإسلامي في مختلف أنحائها و من بين هؤلاء الشيخ العلامة ” سعيد بن خلف الخروصي ” مساعد مفتي سلطنة عمان و سوف تطلعك السطور التالية لهذه المقالة على السيرة الذاتية و الرحلة العلمية و العملية الخاصة بهذا الشيخ الجليل عبر سطورها التالية .
ولد الشيخُ الجليلُ سعيد بن خلف الخروصي على أرضِ ولايةِ نخلِ العمانيةِ بتاريخِ 8 صفرٍ عامَ 1344 هجريًا، والموافقِ 1925 ميلاديًا .
تدور القصة حول الشيخ سعيد بن خلف الخروصي وتعامله مع أشهر علماء السلطنة. بعد اكتسابه العلم من علماء ولاية نزوى، عاد الشيخ سعيد بن خلف الخروصي إلى ولاية نخل لمواصلة تعلمه العلمي مع الشيخ سعيد بن أحمد الكندي والشيخ إبراهيم بن سيف الكندي. كما تواصل مع الشيخ سالم بن حمود السيابي بعد تعيينه قاضيا في ولاية نخل، وقرأ له كتابه المشهور “إرشاد الأنام في الأديان والأحكام” وأرجوزة “أنوار العقول” وشرحها للشيخ الجليلي نور الدين السالمي، وتابع دراسته في الفرائض مع الشيخ الجليل خلفان بن جميل السيابي واستفاد من حكمته ومهارته، واستعان به في مراجعة عدة أمور ودعاوى. وأصبح الشيخ سعيد بن خلف الخروصي من أقرب التلاميذ المجتهدين والمحببين إلى الشيخ خلفان بن جميل السيابي، وعندما كان يؤلف السيابي كتابه “القطرة الغثية” و”الوسيلة الإلهية”، كان يستند إلى تلميذه النجيب سعيد بن خلف الخروصي لتلبية الأسئلة النظامية، والذي كان يثق في قدراته العلمية ومهارته .
من بين أهم مؤلفاته، لم ينشغل الشيخ سعيد بن خلف الخروصي عن الكتابة رغم انشغالاته الكثيرة. قام بتأليف عدة مؤلفات، بما في ذلك كتاب “إتحاف الأنام بشرح جوهر النظام” الذي يشرح في أجزائه بعض فصول جوهر النظام بشكل مختصر للشيخ نور الدين السالمي. كما قام بتأليف كتاب “دليل السالك”، وفي هذا الكتاب شرح قصيدته التي كتبها للحج والمعروفة بعنوان “إحكام المسالك في أحكام المناس .
تولى الشيخ سعيد بن خلف الخروصي عدة مناصب في حياته المهنية، بما في ذلك منصب قاضي ولاية سمائل في عام 1381 هجريا، وظل قاضيا عليها لمدة 17 عاما، ثم تم نقله على عهد السلطان قابوس إلى ولاية الرستاق، وقضى هناك ثلاث سنوات في منصبه. ثم انتقل إلى ولاية البريمي، ومنها إلى مسقط حيث تم تعيينه قاضيا في محكمة الاستئناف. في عام 1987 ميلاديا، تم تعيينه مساعدا للمفتي في السلطنة، وبناء على معرفته وحكمته، صدر مرسوما بترقيته إلى وكيل المفتي. وبهذا يتمكن من الإجابة على الأسئلة المطروحة من المستفتين، وقد شعر الشيخ بالإرهاق بعد هذه الرحلة، فأرسل رسالة إلى السلطان قابوس يطلب فيها الاستقالة، ووافق جلالته على ذلك، وتقاعد بدرجة وزير .