الشروط الواجب توافرها في الأضحية والمضحي
ما هو حكم الأضحية
في كتابه العزيز، قال الله تعالى: `إنا أعطيناك الكوثر، فصل لربك وانحر، إن شانئك هو الأبتر`. ومن المؤكد أن ذبح البهيمة من مظاهر فرحة عيد الأضحى، والأضحية هي سنة مؤكدة للرسول صلى الله عليه وسلم، حيث يثاب المضحي ولا يعاقب من لا يضحي.
وقد تم إثبات أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يضحي، ويتولى هو ذبح أضحيته بنفسه، فعن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: «ضَحَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِكَبْشَيْنِ أَمْلَحَيْنِ أَقْرَنَيْنِ، ذَبَحَهُمَا بِيَدِهِ ، وَسَمَّى وَكَبَّرَ ، وَوَضَعَ رِجْلَهُ عَلَى صِفَاحِهِمَا» متفق عليه، وهدوء من غير وأجمع المسلمون على مشروعية الأُضْحِيَّة.
ما هي شروط الأضحية
توجد عدة شروط يجب توفرها في الأضحية لكي تكون سليمة بنسبة كبيرة، ويجب على المضحي أن يكون على دراية كاملة بهذه الشروط المريبة التي أصبحت من الأساسيات لكي تقبل الأضحية عند الله ويحصل على الأجر والثواب.
أن تكون من بهيمة الأنعام
أن تكون من بين بهائم الأنعام يعني أن تكون من الإبل والبقر والأغنام والماعز، كما ذكر الله تعالى في كتابه الحكيم: (وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَىمَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ) في سورة الحج/34
أن يكون عمرها مناسب للذبح
فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلّم : قال مسلم: “لا تذبحوا إلا المسنين، وإذا كان الأمر صعبا عليكم، فاذبحوا جذعة من الضأن”. ويعني ذلك أنه يجب ذبح المسنين فقط في الشريعة، وإذا كان الأمر صعبا عليكم، فاذبحوا جذعة من الضأن وثنية من غير الضأن
- الثني من الإبل : ما تم له خمس سنين
- الثني من البقر : ما تم له سنتان
- الثني من الغنم ما تم له سنة
- الجذع : ما تم له نصف سنة
يجب أن يكون الحيوان الذي يتم التضحية به لا يقل عن ثني القيمة، سواء كان إبلا أو بقرة أو ماعزا، ولا يجوز التضحية بأقل من نصف عام للضأن.
خالية تماماً من العيوب
قال النبي صلى الله عليه وسلّم عندما سئل ما هي الأشياء التي يجب توخي الحذر منها في التضحية: “أربعة: المرأة العرجاء التي يظهر تشوه جسدها، والمرأة العوراء التي يظهر عورتها، والمرأة المريضة التي يظهر عليها المرض، والمرأة الضئيلة التي لا يمكن تسمينها
ورد في الموطأ لمالك حديث البراء بن عازب، وفي روايةٍ أخرى من السنن عنه رضي الله عنه، قال: قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: `أربعةٌ لا تجوز في الأضاحي`. وذُكِرَ ما يشبه ذلك في روايةٍ أخرى صحَّحها الألباني في كتاب `إرواء الغليل` (1148)
ومن بين العيوب التي يجب ألا تتواجد فيها ما يلي:
- العور البين: إذا كانت العين بارزة مثل الزر وكان لونها الأبيض واضحًا، فهذا يشير إلى عورتها
- المرض البين: يفضل أن تكون الحيوانات الأليفة خالية تمامًا من الأمراض التي يمكن أن تؤثر على صحتها، مثل كم والجرب المفسد للفراء، والجروح العميقة التي يمكن أن تؤثر على صحتها
- العرج البين: – تظهر ذلك من خلال مشيتها ويمنعها من المشي السليم والطبيعي
- الهزال المزيل للمخ هو مرض يؤدي إلى انحلال المخ تمامًا
العمياء التي لا تبصر بعينيها
تعاني من ضرر في عينيها يمنعها تماما من الرؤية فتصبح عمياء
المبشومة
يشير المصطلح “المبشومة” إلى الحيوان الذي يأكل فوق طاقته ويصل إلى مرحلة الخطر، حيث يعرف أن الحيوان يستمر في الأكل حتى يموت،لذا فإنه يجب مراقبة هذه الحيوانات بشكل جيد .
المتولدة
في حالة عدم امكان الولادة بسلاسة وتم إزالة المخاطر، يمكن أن يؤدي ذلك إلى تعفن اللحم.
المخنوقة
يتعين إنقاذ المصابة الذي يهدد حياتها خطر الخنق أو السقوط من ارتفاع، مثل سد، حتى يزول الخطر عنها .
مقطوعة إحدى اليدين أو الرجلين
ذلك بسبب وجود مرض ما أدى إلى عزلهم
ملكاً للمضحي
يجب أن تكون ملكا للمضحي بشكل كامل حتى تتوافر شروط الأضحية
الأضحية في الوقت المناسب
يعتبر الوقت المحدود شرعًا من بعد صلاة العيد يوم النحر إلى غروب الشمس في آخر يوم من أيام التشريق وهو اليوم الثالث عشر من ذي الحجة.
يجوز ذبح الأضحية في الليل والنهار، ويعتبر الذبح في النهار أفضل، وفي يوم العيد بعد الخطبتين هو الأفضل، وكل يوم أفضل من اليوم الذي يليه، لما فيه من المبادرة إلى فعل الخير.
ما هي أحكام المضحي
هذه بعض أحكام تخصُّ المضحي، وهي:
تحريم أخذ الأظافر والشعر لمن أراد أن يضحي:
فعن أمِّ سلمةَ – رضي الله عنها – أنها قالت: قال الرسول الكريم – صلى الله عليه وسلم -: ((مَن كان لديه ذِبحٌ يَذبحه، فحين يحل هلال ذي الحجة، فلا يأخذ شعره أو أظافره شيئًا، حتى يضحي))؛ رواه مسلم، ويعني ذلك أنه يجب عدم قص أو نزع أي شيء من شعره أو أظافره من بداية ذي الحجة وحتى يوم العيد عندما يضحي.
مَن أخَذ من شعره أو أظافره ناسيًا:
قال الشيخ العثيمين – رحمه الله -: إذا تم أخذ شيء ما من ذلك عن طريق النسيان أو الجهل، أو سقوط الشعر بدون قصد، فلا يوجد عليه إثم”؛ من كتاب أحكام الأضحية والزكاة؛ للإمام ابن عثيمين.
من أخذ من شعره أو ظُفره متعمِّدًا:
قال الشيخ ابن عثيمين – رحمه الله -: يجب على الشخص الذي يأخذ شعرًا أو ظفرًا أو جلدًا من نفسه لأجل التضحية أن يتوب إلى الله تعالى دون العودة، ولا يوجد تكفير لهذا الفعل، ولا يجوز لهذا الأمر أن يمنع الشخص منإجراء التضحية كما يعتقد العوام، وذلك وفقًا لكتاب أحكام الأضحية والزكاة للإمام العثيمين.
من يأخذ بعض شعره أو أظافره وهو لا يعتزم أن يضحي إلا بعد دخول عشر ذي الحجة
قال الشيخ ابن عثيمين – رحمه الله -: لا يوجد مانع عندما يقوم شخص بالذبح، ولا يعتبر خاطئًا أن يأخذ شيئًا من أظفاره أو شعره، لأنه فعل ذلك قبل أن ينوي الذبح.
هل المضحي يأخذ من شعره
قال الشيخ ابن عثيمين – رحمه الله -: يحظر على الإنسان الذي يريد التضحية، حتى لو وكل غيره، أن يأخذ أي شيء من شعره أو بشرته أو أظافره
هل يَحرُم على الوكيل ما يَحرُم على المضحي
قال الشيخ ابن باز – رحمه الله -: يجب عدم خلط شعر الإنسان وأظافره مع عملية الذبح عند إرادة أي شخص القيام بذلك. إذا كنت تقوم بالذبح بنفسك، فمن الواجب عدم أخذ شعرك أو أظافرك. أما إذا كنت توكل شخصًا آخر على الذبح بدلاً عنك، فلا يوجد عليك أي شيء مما يتعلق بأحكام المضحي.
ماذا على المرأة إذا أرادت أن تُضحي
قال الشيخ ابن عثيمين – رحمه الله -: إذا وكلت المرأة زوجها بشيء ما، فتقول: “يا فلان، هذه مبلغ مالي، مثلاً مائة ريال أو أكثر أو أقل، فأنت مسؤول عن استخدامها لصالحي، وبالتالي يحرم عليها أن تأخذ أي جزء من شعرها أو أظافرها أو بشرتها.
هل الأضحية فرض أم سنة
اختلف العلماء والفقهاء في مسألة الأضحية، سواء كانت فرضا أو سنة. واستدل الأغلبية على أن الأضحية هي سنة مؤكدة بناء على قول أم سلمة رضي الله عنها، إذ قال النبي صلى الله عليه وسلم: `عندما يدخل العشر ويرغب أحدكم في أضحية، فلا يقص شعره ولا يقلم أظافره.` تم نقله في صحيح مسلم.
يدل هذا الحديث على أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: «وأراد أحدكم» وذلك يعني أنه يتمتع بحرية الاختيار في الأمر، ولو كان الذبح فريضة لكان قوله: «فلا يمس من شعره شيئا حتى يضحي» كفيلا.