علم النفسعلم وعلماء

الشخص الذي يسترق النظر اليك

يعتبر التواصل عبر النظرة أمرا هاما، خاصة في سياق المواعدة وتقييم جاذبية الأشخاص لنا. يجب أن يكون لدى الجميع فهم أساسي لما يعنيه الشخص بنظرته في سياق معين. ولكن التواصل عبر العين ليس مقتصرا على نظرات الحب فحسب، بل يمكن أن يحمل معان أخرى مثل العداء. سواء كان النظر بتمعم أو التفكير بالحب أو الكراهية، فإنه يربك الشخص الذي يتلقى تلك النظرات بشكل كبير .

جدول المحتويات

تحليل الدماغ للشخص الذي يسترق النظر إلينا

يتم تحليل عملية استراق النظر من قبل الدماغ، وتعرف هذه الظاهرة البيولوجية بـ `كشف النظرات`. أظهرت الدراسات العصبية أن خلايا الدماغ المسؤولة عن هذا الاستجابة حساسة جدا. عندما يلتفت أحدهم إلينا ويبدأ في التركيز على مشاهدتنا، قد يجد نفسه ينحرف تلقائيا بضع درجات إلى اليسار أو اليمين. يشير العلماء إلى أن الشبكة العصبية المعقدة هي التي تقوم بكشف النظرات. وحتى الآن، لا يزال غير معروف أي شبكة عصبية تؤدي هذا الدور لدى البشر. وعلى الرغم من ذلك، توصلت دراسة عن القرود المكاك إلى اكتشاف الدوائر العصبية المسؤولة عن كشف النظرات، ووصلت حتى الخلايا المحددة المعنية .

ونحن ندرك أن هناك عشر مناطق مميزة في الدماغ تشارك في الرؤية البشرية، وربما تكون هناك مناطق إضافية، والقشرة البصرية هي المكون الرئيسي في هذه العملية، وهي منطقة كبيرة في الجزء الخلفي من الدماغ، وتدعم العديد من جوانب البصر المهمة، ومناطق أخرى مثل اللوزة المخية، التي تسجل التهديدات، يجب أيضا أن تشارك في استشعار التغييرات في النظرة بطريقة ما، حيث يكون البشر حساسين لتلك النظرات، وعندما يقوم شخص آخر بتغيير اتجاه نظره، فإننا نتبع نظرته تلقائيا، إذ تكون عملية استشعار النظرات حساسة بطبيعتها، وموجهة لاكتشاف التغيرات في البيئة، ولها صلة بالطبيعة التعاونية والاجتماعية للبشر، وكيف اعتمدنا على بعضنا البعض خلال تاريخنا وتطورنا .

طريقة اكتشاف ما إذا كان شخص يحدق بنا

بالطبع، ليس من الضروري علينا أن ننظر مباشرة إلى شخص ما لنعرف ما إذا كان يحدق فينا أم لا، ولكن يمكننا تقييم اتجاه نظرته من خلال ملاحظة ما يحدث حولنا، ومع ذلك، هذه الطريقة أقل دقة من النظر المباشر، وبالطبع هناك دراسات تشير إلى أننا لا نستطيع تحديد بدقة ما إذا كان شخص ما يحدق فينا إلا إذا كان في نطاق أربعة درجات من “نقطة التثبيت المركزية” لدينا، ولا يتعلق الأمر دائما برؤية أعين الآخرين، فمن خلال ملاحظة ما يحدث حولنا يمكننا اكتشاف التحديق بطرق أخرى، وهناك أدلة أخرى للتأكد مما إذا كان هناك من يراقبنا، مثل وضعية جسمه واتجاهه، ومع ذلك، يجب أن نعلم أن الدماغ يخطئ في كثير من الأحيان، ويظن أن هناك من يحدق فينا كإجراء احترازي للحماية .

فما يحدث عندما نشعر بشخص يحدق في الخلف؟ ووفقا لدراسة عرضت في دورية علم الأحياء الحالية عام 2013، اكتشف الأستاذ في علم النفس كولن كليفورد، الذي يعمل في مركز الرؤية بجامعة سيدني، أن الأشخاص الذين لا يستطيعون معرفة مكان الشخص الذي يحدق فيهم يفترون تلقائيا بأنه ينظر إليهم. وقال: “يمكن أن تشير النظرة المباشرة إلى الهيمنة أو التهديد، وإذا كنا نرى شيئا كتهديد، فإننا نصبح أكثر حذرا، وببساطة، الافتراض بأن شخصا آخر يحدق بنا قد يكون الاستراتيجية الأكثر أمانا لحمايتنا”. والنظر إلى شخص ما هو أيضا علامة اجتماعية، وعادة ما يعني أن هناك شخصا يرغب في التحدث إلينا .

استراق النظر والحب

– وجد العالم النفسي في جامعة هارفارد، زيك روبين، علاقة تفاعلية بين الاتصال بالعين والحب، إذ كان ينظر الأزواج بعمق إلى بعضهم البعض بنسبة 75% من الوقت أثناء التحدث، بينما لا ينظر المشاركون في المحادثة إلى بعضهم البعض إلا بنسبة 30-60% من الوقت فقط، وقال الدكتور فلوريس: “عندما يكون هناك شخص واقعا في حبك، فإنه سيحدق بعينيك بشكل مباشر ولفترة أطول من الزمن، إنه يريد أن يكون حاضرا بالكامل معك، ولذلك فمن المهم للغاية التفاعل الحي مع الآخرين، وليس التفاعل الإلكتروني فقط، فنحن بحاجة إلى الاتصال العاطفي من خلال الاتصال بالعين .

المراجع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى